المؤتمر الدولي الثالث للإمام الكاظم (عليه السلام) (ربيع الاول 1433)

شارك مدير مركز الأبحاث العقائدية سماحة الشيخ محمد الحسون في المؤتمر الدولي الثالث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) الذي عقد في مدينة الكاظمية المقدسة يومي الثالث والرابع من شهر رجب سنة 1433 هـ. وقد ترأس سماحته وفد الجمهورية الإسلامية الايرانية الذي ضمّ عدداً من الباحثين واساتذة الحوزة العلمية، وشارك في المؤتمر ببحث علمي تحت عنوان (دور الإمام الكاظم عليه السلام في ترسيخ العقيدة من خلال بعض مناظراته).
كما وألقى سماحة الشيخ الحسون الكلمة التي وجهها سماحتة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني إلى هذا المؤتمر المبارك.


كلمة سماحة الشيخ السبحاني:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله وخاتم أنبيائه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، الغُر الميامين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
يسرني في بدء القول أن أقدم جزيل الشكر والتقدير للإخوة المشرفين على عقد هذا المؤتمر الكريم الذي تشرّف باسم الإمام موسى بن جعفر عليه وعلى آبائه وأولاده أفضل الصلاة والسلام.
إنّ عقد هذا المؤتمر يُعرب عن الولاء الخالص للعترة الطاهرة، الذين فرض الله علينا طاعتهم ومودّتهم، وجعلهم أعدالاً للكتاب الكريم وقرناءه في حديث الثقلين، وشبّههم بسفينة نوح قائلاً بأنّ من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.
إنّ كلّ شيء مهما بلغ من السموّ والرفعة، فهو بحاجة إلى تعريف وتبيين؛ حتى يقف العالم على ما فيه من الجمال والكمال، ولا يشذّ عن تلك الضابطة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، فالتعرّف عليهم رهن التبيين والتشريح.
وهذا الملتقى ينهض، إن شاء الله تعالى، بحمل شرف هذه المسؤولية.
والحقيقة: إنّ الهدف من إلقاء المحاضرات، وتدبيج المقالات، وتأليف الكتب والموسوعات، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تتحدّث عن الإمام الكاظم (عليه السلام).. إن الهدف من كلّ ذلك هو: الكشف عن الجوانب المشرقة من حياة هذا الإمام الهُمام، في شتّى المجالات: العلمية، والاجتماعية، والسياسية، والأخلاقية.
ونحن نأمل أن يكون هذا الملتقى مناراً على هذا الطريق، ومُحقّقاً لهذا الهدف.
إنّ الإحاطة بما لرجال الوحي وأوصيائهم من الفضائل والمناقب والخدمات التي قدّموها للمجتمع الإسلامي أمر غير ميسر؛ لأنّ الجانب الروحي لهؤلاء أشبه بعالم الطبيعة، فكما أنّ الإحاطة بجميع أسرار الطبيعة ورموزها وقوانينها أمر غير ميسّر، وإنّما يقوم الأمثل فالأمثل بكشف جانب من أسرارها، فهكذا الحال في رجالات الوحي وأساتذة السماء وأوصيائهم، فلا غرو في أن تقوم ثلّة جليلة من علماء المسلمين، سُنة وشيعة، عبر القرون، بتأليف كتب وموسوعات عن حياة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، المشكور عملهم، ومع ذلك تبقى هناك جوانب كثيرة للبحث والتفتيش للثلّة المتأخرة، حتى يعرف الناس كمالاتهم ومناقبهم وتضحياتهم في طريق نشر الإسلام وهداية الأمم.
من جوار السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليها السلام) أبعث إليكم بهذه الكلمة القصيرة، والتي لا أرى أنّها تليق بتلك العتبة الطاهرة، لكنّني كتبتها وحرّرتها رجاء أن يكتب اسمي في قائمة المشاركين والحاضرين في هذا المُلتقى الكريم.
اللّهم اجعلنا من المتمسّكين بالعترة الطاهرة والمهتدين بهداهم والمقتدين بهم.
كما أدعو الله تعالى أن يمُنّ على هذا البلد بالأمن والاستقرار والعزّة والكرامة إنّه بالإجابة جدير، وعلى كُلّ شيء قدير.


جعفر السبحاني
قم المقدّسة
مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
23 جمادى الآخرة من شهور سنة 1433 هـ
المصادف 15/5/2012 م