الشيخ محمد الحسون يرفض دعوة قناة المستقلة

وجّهت قناة المستقلّة دعوةً لمدير مركز الأبحاث العقائدية سماحة الشيخ محمد الحسون للمشاركة في الحوار الذي أجرته تلك القناة بعنوان (( دعوة الشيخ محمّد عبد الوهاب)) والتي بثّته في عدّة حلقات من 12 إلى 17/4/2009م الموافق 23-28/1/1388، إلّا أنّ الشيخ الحسون لم يشارك في تلك الحوارات
وقد وردت عليه أسئلة كثيرة تستفسر عن سبب عدم مشاركته في هذه الحوارات، كما أنه لم يشارك في دعوات سابقة لهذه القناة، خصوصاً الدعوة التي وجّهتها القناة له طي أيام موسم الحج من العام الماضي، لذلك أجاب سماحته قائلاً:

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، أبي القاسم محمد، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
والحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام) .
والحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ لنا الإسلام ديناً بولاية صدّيق هذه الأمة وفاروقها أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
بدايةً أتشكر من كافة الإخوة الأعزاء الذين راسلونا مستفسرين عن سبب عدم مشاركتنا في حوارات المستقلّة، داعياً لهم بالخير والصلاح، وأقول: إنّ عدم مشاركتنا لهذه الدعوة والدعوات السابقة كان لعدّة أسباب ، أبيّنها باختصار:


أولاً:الحوار مفهوم قرآني، وقد طبّقه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأئمتنا (عليهم السلام) ، وكتب التاريخ والعقائد مشحونة بذكر حواراتهم (عليهم السلام) مع المخالفين لهم ، بل وحتى مع غير المسلمين من أتباع الديانات السماوية الاُخرى بل ومع الكفّار الذين لا يؤمنون بخبر السماء أيضاً.
ونحن نؤيد الحوار الهادئ المبني على اُسس علمية رصينة ، بعيداً عن المهاترات والطرق اللاأخلاقية ألتي نهانا عنها أئمتنا (عليهم السلام).
ولكن تلك القناة ومنذ تأسيسها، لم نشاهد منها حواراً علمياً دقيقاً، بل الذي جرى فيها هو انتقاد لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وإثارة الشبهات عليه، خصوصاً في الفترة الأخيرة فقد انكشف لدى الجميع تبعيّة تلك القناة للوهابيّة، حتى أصبحت وسيلة إعلامية من وسائلهم، تدعو لفكرهم وتستضيف اُمراءهم ليمدحوا الوهابية.


ثانياً: صاحب تلك القناة ومقدّم البرنامج الحواري السيد محمد الهاشمي، ذكر مراراً أنّ سبب تقديم هكذا برامج حوارية، هو الوحدة بين المسلمين، وترك التباغض والشحناء بينهم، والدعوة لرفض الفتاوى التي تفرّق الأمّة الإسلامية الواحدة، حتى تسود المحبّة والوئام بين المسلمين ، والدعوة إلى روح التسامح التي أمرنا الله بها.
لكنّنا نشاهد وفي كلّ برامجه الحوارية، ينبش في التراث الشيعي فقط وفقط، ويؤكّد على بعض الفتاوى النادرة لعلمائنا والتي أصدرت قبل عدّة قرون.
نحن نسأل الأخ الهاشمي: ألا يوجد في التراث السنّي فتاوى مشابهة لمثل هذه الفتاوى الشيعيّة؟ بل أكثر من ذلك ، فإنّ في تراثهم فتاوى تكفيريّة تكفّر الشيعي وتستحلّ دمه وماله وعرضه ، أدّت إلى سفك دماء الشيعة في القرون الماضية خصوصاً أيام الدولة العثمانية ،بل حتى يومنا هذا نحن نشاهد فتاوى تكفيرية من علماء الوهابيّة يكفرون الشيعة بها، بل ويتهجمون على علمائنا ومراجعنا وأئمتنا أيضاً في الوقت الذي لم نشاهد مثل هذه الفتاوى من مراجعنا في الوقت الحاضر، بل كلّ فتاواهم تؤكّد على وحدة المسلمين وضرورة ترك التناحر في ما بينهم، ولا زال كلام آية الله العظمى السيد السيستاني تنقله وسائل الإعلام وهو يخاطب الشيعة :لا تقولوا إنّ أهل السنّة إخواننا بل قولوا أنفسنا.
هل غابت تلك الفتاوى التكفيرية عن الأخ الهاشمي؟ هل يستطيع أن يدّعي أن لا علم ولا اطلاع له عليها؟
وإن غابت عنه تلك الفتاوى، فلا أتصور أنّ الفتاوى الأخيرة لكبار علماء الوهابية التي هاجمت الشيعة، قد غابت عنه،حتى أنهم حرّموا الدعوة لانتصار الشيعة على اليهود في حربهم معهم في لبنان.
نحن نسأل الأخ الهاشمي: هل أنّ الوحدة الإسلامية وترك التباغض والعداء بينهم ووو... متوقفة على مناقشة الفتاوى النادرة لعلماء الشيعة ، ودعوة علمائهم لرفضها؟
لماذا لا تعرض أيها الأخ الهاشمي على الناس الفتاوى المضادّة للشيعة والتي صدرت من علماء الوهابية قديماً وجديداً ؟ ولماذا لا تستضيف كبار علماء الوهابية- بل وحتى علماء السنّة- لكي يرفضوا تلك الفتاوى الهدّامة التي تؤدي إلى تباغض المسلمين وتناحرهم، حتى يسود الوئام المحبة بين المسلمين ويصبحوا يداً واحدة ضدّ عدوهم ؟!
أمّ أنّ الوحدة الإسلامية وترك التناحر والتباغض موقوف فقط على مناقشة الفتاوى النادرة القديمة لعلماء الشيعة؟
لماذا الكيل بمكيالين، والنظر بعين واحدة .
لا تنسى أيها الأخ الهاشمي أنّك ترد على ربّك وتقف أمامه يوماً من الأيام ﴿ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد ﴾


ثالثاً : يقول الأخ الهاشمي مقدّم البرنامج الحواري-: لماذا لا يأتي علماء الشيعة لهذا البرنامج الحواري ؟
نقول له :كُن مطمئناً بأنّ علماء الشيعة ، بل وحتى مثقفيهم ، لا يأتون لبرنامجك ولا يناقشون في حوارات مستقلتك، لأنّ كل شيعي غيور على مذهبه لا يسمح لنفسه أن يشارك في برنامج يستضيف شخصاً أو أشخاصاً يتهجمون وينالون من علمائنا ومراجعنا بل حتى من أئمتنا ، وذلك بمرأى ومسمع منك – الهاشمي- وأنت لا تردّ عليه، ولا تعترض عليه على الأقل.
نحن لا يشرّفنا أن نحضر في برنامج، الطرف الأخر في الحوار إنسان قلبه مملوء حقداً وبغضاً وعداوة للجمهورية الإسلامية الايرانية ولرموزها بل وحتى لأئمتنا (عليهم السلام) وهو يتحين الفرصة لكي يتهجّم على إيران .
أنت أيّها الهاشمي تسأله عن دعوة محمد بن عبد الوهاب، وهو بدل من أن يجيبك على سؤالك يبدأ بالتهجّم على الإمام الراحل السيد الخميني وكذلك على المرجع السيد السيستاني.
بالله عليك أيها الهاشمي ! أهذا هو الجواب على سؤالك ؟! ألم تلمس روح العداء والبغض عند البلوشي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ؟


رابعاً: والعجب من الأخ الهاشمي قوله: إنّ بعض الشيعة كانوا على استعداد لحضور هذه الحوارات، لكنني طلبت منهم أن يأتوا تزكية من علمائهم حتى نسمح لهم بالمشاركة.
أقول: شر البلية ما يضحك !! وهل يوجد بعد هذا الكلام دليل على انحياز هذه القناة للجانب الوهابي؟
هل طالبت أيها الأخ الهاشمي التزكية من ضيوفك الآخرين ؟ وهل يعتبر البلوشي ممثلاً لعلماء السنة أو الوهابية ، وكذلك الشيخ السعيدي هل خوّله أحد بالتحدّث باسم الوهابية أو غيرهم؟
ونفس الكلام يجري على السيد الميالي هل أتاك بتزكية من علماء الشيعة ؟! إذاً لماذا تنازلت أخيراً عن اشتراطك التزكية ؟! وقبلت بالسيد الميالي محاوراً و وصفته بأنّه أحد العلماء في قم وأنّه باحث ؟ والرجل لم يدّع لنفسه ذلك ، بل قال بكل صراحة: أنا طالب علم صغير ، لا أمثل إلّا نفسي ولم يرشحني أحد لهذه الحوارات .