الصفحة 23
و{جزاؤا}(1) ومايشابهها مما رسمت الهمزة المتطرفة المضمومة واوا أين وقعت.

واتفقت المصاحف على حذف الألف الفارقة بعد الواو التي هي علامة الرفع في الاسم المفرد المضاف نحو قوله عزّ وعلا {لذو علم}(2)و{لذو فضل}(3) و{لذو مغفرة}(4) و{ذو عقاب}(5) و{ذو العرش}(6) و{ذو الفضل}(7) وما كان مثلها في جميع القرآن، والله اعلم.

[11: صلاة شهر رجب ودعاؤه وتسبيحه]

قال في (نهاية الإحكام): يستحبّ أن يصلّي في أيام رجب ثلاثين ركعة في كلّ ركعة الحمد مرّة والإخلاص ثلاث مرّات والجحد ثلاث مرّات، يصلّي عشراً في الأوّل وعشراً في الأوسط وعشراً في الآخر، ويدعو(8) بعد كلّ ركعتين بهذا الدعاء.

لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير اللّهمّ لا مانع لما

____________

1- في قوله تعالى: (وذلك جزاؤا الظالمين) المائدة: 29.

2- في قوله تعالى: (وإنّه لذو علم لما علمناه) يوسف: 68.

3- في قوله تعالى: (انّ الله لذو فضل على الناس) يونس: 60.

4- في قوله تعالى: (وانّ ربّك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) الرعد: 6.

5- في قوله تعالى: (إنّ ربّك لذو مغفرة وذو عقاب أليم) فصلّت: 43.

6- في قوله تعالى: (رفيع الدرجات ذو العرش) غافر: 15.

7- في قوله تعالى: (والله ذو الفضل العظيم) البقرة: 105، آل عمران 74.

8- إلى هنا موجود في نهاية الإحكام 2: 97.


الصفحة 24
أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع الجد منك الجد وصلّ الله على محمّد وآله أجمعين ويمسح باليدين وجهه.

وهذه صلاة سلمان رحمه الله: يسبّح الله في كلّ يوم من أيام رجب مائة مرّة سبحان الاله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاّ له، سبحان الأعز الاكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل.

[12]: دعاء يدعى به عند الشدائد

اللّهمّ بحرمة الحسين وأخيه وجدّه وأبيه واُمّه وبنيه وأهله خلّصني ممّا أنا فيه.

[13: مستثنيات الغيبة]

لا غيبة في ستّة مواضع: أحدها: التظلّم، وثانيها: التحذير باعتبار النصيحة، وثالثها: شهود الزنا ونحوه، ورابعها: المتظاهر بالفسق، وخامسها: ذكر المبتدعة وتصانيفها الفاسدة وآرائهم المضلّة، وسادسها: الجرح والتعديل.

وفي تحريم تذاكر الشخصين مصيبة ثالث علما وجه.

والحاصل أنّ ضابطة الغيبة المحرّمة ما لم يكن لغرض صحيح بل لمجرد التفكّه في عرض الغير.

[14] مناجاة إمام المؤمنين علي زين العابدين (عليه السلام)

مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْمَوْلى وَاَنَا الْعَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ اِلاَّ الْمَوْلى، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الَْمخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الَْمخْلُوقَ اِلاَّ الْخالِقُ،

الصفحة 25
مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الرّازِقُ وَاَنَا الْمَرْزُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ اِلاَّ الرّازِقُ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْعَظيمُ وَاَنَا الْحَقيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْحَقيرَ اِلاَّ الْعَظيمُ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْغَفُورُ وَاَنَا الْمُذْنِبُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُذْنِبَ اِلاَّ الْغَفُورُ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْباقي وَاَنَا الْفاني وَ هَلْ يَرْحَمُ الْفانيَ اِلاَّ الْباقي، مَوْلايَ مَوْلايَ أنْتَ المغيث وأنا المستغيث وهلْ يرحم المستغيث إلاّ المُغيث، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْحَيُّ وَاَنَا الْمَيِّتُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَيِّتَ اِلاَّ الْحَيُّ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْغَنِيُّ وَاَنَا الْفَقيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَقيرَ اِلاَّ الْغَنِيُّ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْمُعْطي وَاَنـَا السّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ السّائِلَ اِلاَّ الْمُعْطي، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْقَوِيُّ وَاَنَا الضَّعيفُ وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعيفَ اِلاَّ الْقَوِيُّ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْكَبيرُ وَاَنَا الصَّغيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغيرَ اِلاَّ الْكَبيرُ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ الْمالِكُ وَاَنَا الْمَمْلُوكُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ اِلاَّ الْمالِكُ، مَوْلايَ مَوْلايَ اَنْتَ القادر وأنا العاجز وهل يرحم العاجز إلاّ القادر.

[15] صورة عقيدة، عن خواجه
نصير الدين محمّد الطوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

إعلم أيدك الله أيها الأخ العزيز أن أقل ما يجب اعتقاده على المكلّف هو ما ترجمة قول: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، ثم إذا صدّق الرسول فينبغي أن يصدّقه في صفات الله تعالى، واليوم الآخر، وتعيين الإمام المعصوم، وكلّ ذلك بما يشتمل عليه القرآن من مزيد برهان.

أمّا بالآخرة فبالايمان بالجنة والنار والحساب. وغيره.

وأمّا في صفات الله تعالى فبأنه قادر، عالم، مريدٌ، متكلمٌ، ليس

الصفحة 26
كمثله شيء، وهو السميع البصير.

ولا عليه بحث عن حقيقة هذه الصفات، وان الكلام والعالم وغيرهما حادث أو قديم، بل لو لم يخطر هذه بباله ومات مات مؤمناً.

وليس عليه بحث عن تعلم الأدلة التي حرّرها المتكلمون، بل مهما خطر في قلبه التصديق الحقّ بمجرد الإيمان من غير دليل وبرهان فهو مؤمن. ولم يكلف رسول الله العرب أكثر من ذلك وعلى هذا الاعتقاد والمجمل الأعراب وعوام الناس إلاّ من وقع في بلدة تقرع سمعه فيها هذه المسائل كقدم الكلام وحدوثه ومعنى الاستواء والنزول وغيره، فإن لم يأخذ ذلك بقلبه وبقى مشغولاً بعبادته وعمله فلا حرج عليه.

وإن أخذ ذلك بقلبه فأقل الواجب عليه ما اعتقده السلف في القرآن الحدوث كما قال السلف: القرآن كلام الله مخلوق، ويعتقد أن الاستواء حق والإيمان به واجب، والسؤال عنه مع الاستغناء بدعة والكيفية مجهولة، ويؤخذ لجيمع ما جاء به الشرع إيماناً مجملاً من غير بحث عن الحقيقة والكيفية.

وإن لم يقنعه ذلك وغلب عنه قلبه الإشكال والشك، فإن أمكن إزالة شكّه واشكاله بكلام قريب من الأفهام وإن لم يكن قوياً عند المتكلمين ولا مرضياً، فذلك كاف ولا حاجة إلى تحقيق الدليل، فإن الدليل لا يتمّ إلاّ بذكر الشبهة والجواب عنها وفيما ذكرت وربما وقع ذلك بعد عروض النسيان لأحدهما أو كان سبباً للاشتهار.


الصفحة 27

[16: يعتبر في الغيبة كون المغتاب محصوراً]

فايدة: ينبغي أن يعتبر في الغيبة كون المذكور عنه محصوراً، فلو ذكر أهل بلدة كبيرة أهلها غير محصورين كبغداد، أو طائفة غير محصورين كبني تميم بمكروه، لم يعد ذلك غيبة شرعاً ; لإنتفاء تشخص من تعلّقت به، وانتفاء هتك العرض بذلك من حيث عدم انضباطهم بحيث يذم تعلق القول بأحد منهم على التعيين، ولذلك لا تقبل الشهادة على غير المحصور بنجاسة ونحوها من الآدميين، وغيرهم كالثياب والجلود ونحوها ولو كانت الشهادة على النفي لم تسمع، لعدم ضبطه، فلا يتعين أحد الأفراد لتعلق الشهادة به.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله.

كتبه علي بن عبدالعالي حامداً مصليّاً

[17: دعاء السِمات]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين في التتميم

نقلته من خطّ بعض الأصحاب أظنّه عجميّاً، هكذا:

دعاء السمات وهو المعروف بدعاء الشبّور، يستحب الدعاء به في آخر ساعة من نهار الجمعة، رواه أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن عياش الجوهري، قال: حدّثني أبو الحسين عبدالعزيز بن أحمد بن محمّد الحسني، قال: حدّثني محمّد بن علي بن الحسن بن يحيى الراشدي من ولد الحسين بن راشد، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن عمر بن الصباح، قال:

حضرت مجلس الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه، فقال بعضنا له: ياسيّدي ما بالنا نوى كثيراً من الناس

الصفحة 28
يصدقون شبّور اليهود على من سرق منهم، وهم ملعونون على لسان عيسى ابن مريم ومحمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

فقال لهذا علتان: ظاهرة، وباطنة.

فأمّا الظاهرة فإنّها أسماء الله، إلاّ أنّها عندهم مبتورة وعندنا صحيحة موفورة عن سادتنا أهل الذكر نقلها لنا خلف عن سلف حتى وصلت إلينا.

وأمّا الباطنة فإنّا روينا عن العالم عليه السلام أنّه قال: "إذا دعا المؤمن يقول الله عزوجل: صوت اُحبّ أن اسمعه اخّروا حاجته فاجعلوها معلقة بين السماء والأرض حتى يكثر دعاؤه شوقاً مني إليه، وإذا دعا الكافر يقول الله عزّ وجل: صوت أكره سماعه اقضوا حاجته وعجلوها له حتى لا أسمع صوته ويشتغل بما طلبه عن خشوعه.

قالوا: فنحن نحبّ أن تملي علينا دعاء السمات الذي هو للشبّور حتى ندعو به على ظالمنا ومضطهدنا والمخاتلين لنا والمتعززين علينا.

قال: حدّثني أبو عمرو عثمان بن سعيد، قال: حدّثني محمّد بن راشد، قال: حدّثني محمّد بن سنان، قال: حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي: أنّ خواصاً من الشيعة سألوا عن هذه المسألة بعينها أبا عبدالله عليه السلام فأجابهم بمثل هذا الجواب.

قال: وقال أبو جعفر باقر علم الأنبياء: "لو يعلم الناس ما يعلمه من علم هذه المسائل وعظيم شأنها عند الله وسرعة اجابة الله لصاحبها مع ما ادخر الله من حسن الثواب لاقبلوا عليها بالسيوف، فإن الله يختص برحمته من يشاء.

ثم قال أمّا أني لو حلفت لبررت ان الاسم الاعظم قد ذكر فيها فإذا

الصفحة 29
دعوتم فاجتهدوا في الدعاء بالباقي وارفضوا الفاني فإنّ ما عندالله خير وأبقى. الخبر بتمامه ثم قال: هذا هو من مكنون العلم ومخزون المسائل المحابة عندالله.

بسم الله الرحمن الرحيم

اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الأعظم الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْكْرَمِ، الَّذى اِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ اَبْوابِ السَّمآءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضآئِقِ اَبْوابِ الاَْرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وإذا دعيت به على الأمواتِ للنشور انتشرت وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأسآءِ وَالضَّرّاءِ انْكَشَفَتْ.

وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، اَكْرَمِ الْوُجُوهِ، وَاَعَزِّ الْوُجُوهِ، الَّذى عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الاَْصْواتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ.

وَبِقُوَّتِكَ الَّتى بِها تُمْسِكُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ إلاّ بِاِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالاَْرْضَ اَنْ تَزُولا.

وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتى دانَ دانَ لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتى خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالاَْرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيآءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ،

الصفحة 30
وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِىَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِـحَ، وَقَدَّرْتَها فِى مَنازِلَ فَاَحْسَنْتَ تَقْديرَها، وَصَوَّرْتَها فَاَحْسَنْتَ تَصْويرَها، وَاَحْصَيْتَها بِاَسْمآئِكَ اِحْصآءً، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً وأحْسَنْتَ تَدْبيرَها، وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسّاعاتِ وَعَدَدَ السِّنينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النّاسِ مَرْئً واحِداً.

وَاَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذى كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الْمُقَدَّسينَ فَوْقَ اِحْساسِ الْكَرُّوبِيّينَ، فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ، فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فى عَمُودِ النّارِ، وَفى طُورِ سَيْنآءَ، وَفى جَبَلِ حُوريثَ، فِى الْوادِ الْمُقَدَّسِ، فِى الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفى اَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ ايات بَيِّنات، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنى اِسْرآئيلَ الْبَحْرَ، وَفِى الْمُنْبَجِساتِ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فى بَحْرِ سُوف وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ فى قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنى اِسْرائيلَ الْبَحْرَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَاَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الاَْرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتى بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِى الْيَمِّ.

و بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْكْرَمِ وَبِمَجْدِكَ الذَّى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى طُورِ سَيْناءَ، وَلاِِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَليلِكَ مِنْ قَبْلُ فى مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلاِِسْحقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى بِئْرِ شِيع، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى بَيْتِ ايل، وَاَوْفَيْتَ لاِِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ، وَلاِِسْحقَ بِحَلْفِكَ وَلِيَعْقُوبَ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدّاعينَ بِاَسْمائِكَ، فَاَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الذّى ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرّمانِ، وَبِاياتِكَ الَّتى وَقَعَتْ عَلى اَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ بِايات عَزيزَة، وَ بِسُلْطانِ الْقُوَّةِ وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَبِشَأْنِ

الصفحة 31
الْكَلِمَةِ التّآمَّةِ.

وَبِكَلِماتِكَ الَّتى تَفَضَّلْتَ بِها عَلى اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ وَاَهْلِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتى مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتى اَقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمينَ، وَبِنُورِكَ الذِّى قَدْ خَرَّمِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنآءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ وَكِبْرِيآئِكَ وَ عِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتى لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الاَْرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الاَْكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالاَْنْهارُ، وَ خَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ وَسَكَنَتْ لَهَا الاَْرْضُ بِمَناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها، وَ خَفَقَتْ لَهَا الرِّياحُ فى جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا النّيرانُ فى اَوْطانِها.

وَبِسُلْطانِكَ الَّذى عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ التي سَبَقَتْ لاَِبينا ادَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.

وَاَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتى غَلَبَتْ كُلَّ شَىْء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الذَّي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الذَّي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْنآءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فى ساعيرَ وَظُهُورِكَ فى جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسينَ وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصّافّينَ وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحينَ.

وَبِبَرَكاتِكَ الَّتى بارَكْتَ فيها عَلى اِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى اُمَّةِ مُحَمَّد صَلواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبارَكْتَ لاِِسْحقَ صَفِيِّكَ فى اُمَّةِ عيسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ اِسْرآئيلِكَ فى اُمَّةِ مُوسى عَلَيْه السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فى عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ.

اَللّـهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً

الصفحة 32
وَعَدْلاً، اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وأن تبارك على محمّد وآل محمّد، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى اِبْراهيمَ وَآلِ اِبْراهيمَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، فَعّالٌ لِما تُريدُ، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ شَهيدٌ.

ثمَّ قل:

يا اَللهُ، يا حَنّانُ، يا مَنّانُ، يا بَديعَ السَّماواتِ وَالأرضِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. اَللّهُمَّ بِحَقِّ هَذا الدُّعآءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَْسْمآءِ الَّتى لا يَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلا يعلم باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وافعل بي كذا وكذا أو إنتقم لي من فلان ابن فلان، واغفر لي ذُنوبي ما تقدّم منها وما تأخّر وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنى مَؤُنَةَ اِنْسانِ سَوْء، وَجارِ سَوْء، وَسُلْطانِ سَوْء، اِنَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ وَبِكُلِّ شَىْء عَليمٌ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ(1).

[18] الدعاء المعروف بدعاء
العظيم القدر لكلّ شدّة وعظيمة

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرهم أبو الحسن علي بن حمّاد المصري، قال: أخبرني أبو عبدالله الحسين بن محمّد العلوي، قال: حدّثني محمّد بن علي العلوي الحسيني المصري، قال: أخبرني محمّد بن علي، قال:

أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي

____________

1- المصباح للكفعمي 2: 45.


الصفحة 33
من ملوكه، فخشيته خشية لم أرجُ لنفسي منها مخلصاً، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذاً بهم وعائذ بقبرهم ومستجيراً من عظم سطوة من كنت أخافه وأقمت بها خمسة عشر يوماً أدعو واتضرع ليلاً ونهاراً، فتراءا إلى قائم الزمان وولي الرحمن عليه وعلى أبائي أفضل التحيّة والسلام فأتاني وأنا بين النائم واليقظان فقال لي يا بني خفت فلاناً.

فقلت: نعم، أرادني بكيت وكيت فالتجأت إلى سادتي عليهم السلام أشكو إليهم ليخلصوني منه.

فقال: هلاّ دعوت الله ربّك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها اجدادي الأنبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدّة فكشف الله عزّ وجل عنهم ذلك.

قلت: بماذا دعوه لأدعوه به.

قال عليه السلام: إذا كان ليلة الجمعة فقم واغتسل وصلّ صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلاً، قال وكان يأتي خمس ليال متواليات يكررّ عليّ القول وهذا الدعاء حتى حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة.

فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّيت ما وجب عليّ من صلاة الليل وجثوت على ركبتي ودعوت الله عزّ وجلّ بهذا الدعاء فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئته التي تأتيني فيها فقال لي: قد أجيبت دعوتك يامحمّد وقتل عدوك واهلكه الله عزّ وجلّ عند فراغك من الدعاء.

قال فلمّا اصبحتُ لم تكن لي نعمة غير وداع ساداتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه، فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأنّ الرجل الذي هربت منه جمع قوماً و اتخذ لهم

الصفحة 34
دعوة فأكلوا وشربوا وتفرّق القوم ونام هو وغلمانه في المكان فأصبح الناس ولم يسمع له خبر، فكشف عنه الغطاء فإذا هو مذبوحاً من قفاه ودماؤه تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل، فلما وافيت الى المنزل وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله فإذا هو عند فراغي من الدعاء، وهو:

ربِّ مَنْ ذَا الّذي دَعاكَ فَلَمْ تَجِبْهُ، أم مَنْ ذَا الّذي سَألَكَ فَلَم تُعْطِهِ، أم من ذا الّذي رَجَاكَ، فخيّبته أم مَن ذا الذي تَقَرّبَ إليكَ فَاَبْعَدْتَهُ.

ربِّ هذا فرعونُ ذو الاَوْتادِ، مَعَ عنادِهِ وكفرِه وعتُوّهِ وادّعائِهِ الرّبُوبية لنفسه، وعلمِكَ أنّه لا يتوبُ ولا يرجِعُ ولا يوُمن ولا يخشعُ، استجبت لَهُ دُعاءَهُ وأعْطَيتَهُ سُؤْلَهُ كرماً منك وجوداً لقلّة مقدارِ ما سألك عندكَ مع عظَمِه عندَهُ، اَخْذاً بِحُجَتِك عليه وتأكيداً لها حين فَجَر وكفر واستَطال عَلى قَوْمِهِ وتَجّبّر وبِكُفرِهِ عَلَيْهِمْ اِفْتَخَر وبِظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ تَكَبّرِ وبَحِلمِكَ عَنْهُ اِسْتَكْبَرَ فَكَتَبَ عَلى نَفِْسهِ جُرأةً مِنْهُ أنّ جزاءَ مِثْلِهِ أنْ يُغْرقَ في البَحرِ فَجَزَيته بَما كَتَبَ بِهَ عَلى نَفْسِهِ.

إلهي وأنَا عَبْدكَ وابنِ عَبْدِكَ وابن أَمَتِكَ مُعْتَرفٌ لَكَ بالعُبُودِيّة، مُقِرٌّ بَأَنَكَ أَنْتَ اللهُ خَالِقِي، لا إله لي غَيْرَكْ، ولا رَبَّ لي سِوَاكَ، مُوقِنٌ بَأَنّكَ رَبّي وإليك إيابي، عالِمٌ بَأَنّكَ عَلى كُلّ شَيء قَدير، تَفْعَلُ ما تَشاءُ وتَحكم ما تُريدُ، لا مُعَقِبَ لَحُكْمِكَ ولا رادّ لِقَضائِكَ وانّكَ الأوّلُ والآخر والظّاهِرُ والبّاطِنُ، لمْ تْكُنْ من شَيء وَلَمْ تَبن عَنْ شَيء، كُنتَ قَبَلَ كُلِ شَيء وأَنت الكايِنُ بَعْدَ كُلِ شَيء والمَكوّنُ لِكلّ شَيءِ، خَلَقْتَ كُلَ شَيء بتقدير وأَنْتَ السَميعُ البَصير العليم.

وأشهَدُ أَنَكَ كَذلِكَ كُنْتَ وَتَكونُ، وأَنْتَ حَيّ قَيّوم لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا

الصفحة 35
نومٌ، ولا تُوصِف بالأوهام، ولا تُدرِك بالحواس، ولا تُقاس بالقياس، ولا تُشبّه بالناس، وأنّ الخَلقَ كُلّهُمْ عَبيدك وإماءَك.

أنْتَ الرّب ونَحْنُ المَربوبون، وأنْتَ الخالق ونَحْنُ المَخْلوقون، وأَنْت الرّازُقُ ونَحْنُ المَرزوقون، فَلَكَ الحَمْدُ إذْ خَلقْتَني بَشَراً سَويّاً، وَجَعَلتَني غَنيّاً مَكيناً بَعدَما كُنْتُ طِفْلاً صَبيّاً، تُقَوّتني مِنْ الثّدْي لَبَنَاً سائِغَاً مَريّاً وَغَذّيتَني غَذَاءً طَيّبَاً هنيئاً، وَجَعَلتَني ذَكَرَاً مثالا سَوّياً.

وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً إنْ عُدّ لَمْ يُحْصَ، وإنْ وُضِعَ لَمْ يتّسِعْ لَهُ شَيء، حَمْداً يَفوقُ عَلى جَميعِ حَمْدِ الحامِدينَ، وَيَعْلو عَلى حَمْدِ كُلّ شَيء، ويَفخم ويَعظُمُ عَلَى ذَلك كُلّهِ وَكُلَما حَمَدَ الله شَيء والحَمْدُ لله كَمَا يُحِبّ الله أنْ يُحْمَد، والحَمُْد لله عَدَدَ ما خَلَق وَزِنَةَ ما خَلقَ وَزِنَةَ اَجَلِّ ما خلق وزنة اَخَفّ ما خَلَق وبعدد أصْغَر ما خَلَق، والحَمدُ لله حتى يرضى ربّنا وبعدَ الرضى.

وأَسْأَلُهُ أنْ يُصلي عَلَى مُحمّد وآل مُحمّد، وأنْ يَحمِدَ لِي اَمري، وَيَتوب علي إنّه هو التّواب الرَحيم.

إلهي وأنا أدْعُوكَ وأسألُكَ بِاسْمِكِ الّذي دَعاكَ بِهِ صَفْوَتِكَ أَبونا آدَمْ وَهو مُسيء ظالِم، حينَ أصابَ الخَطيئة فَغَفَرْتَ لَهُ خَطئته، وَتُبْتَ عَليه، واستَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي عَلى مُحَمّد وآل مَحَمّدْ وأنْ تَغْفِرِ لي خَطيئَتي، وتَرضى عَني، فإن لَمْ تَرضَ عَني فَاعْفُ عَني فَاني مُسيء ظالِمٌ خاطيء عاصي، وَقَدْ يَعفوا السيّد عَن عَبْدِهِ وَلَيسَ بِراض عَنه، وأنْ تَرضي عني خلقك وتسقط عني حقّك.

إلهي وأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الّذي دَعاكَ بِهِ إدْريس عليه السّلام، فَجَعَلْتَه صِدّيقاً نَبيّاً وَرَفَعْتَه مَكَانَاً عَليّاً، واسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً

الصفحة 36
يا قريب، أنْ تُصَلي عَلى مُحَمّد وآل مُحمّد وأنْ تَجْعَل مَآبي إلى جَنّتِكَ ومحلّي في رَحْمَتِك وتُسْكِنني، فيها بِعَفوكَ، وتُزَوّجَني مِنْ حُورِها بقُدْرتِكَ يا قديرُ.

إلهي وأسْألُكٌ باسْمِكَ الذي دَعاكَ بَهِ نُوحٌ عليه السّلام، إذ نادى رَبّه انّي مَغلوُبٌ فَانْتَصِر فَفَتَحنا أبْوابَ السّماء بماء مُنهَمِر وفَجرّنا الأرضَ عيوناً فالتقى الماءُ على أمر قدْ قدر، وحَمَلْتَهُ على ذاتِ ألواح ودُسُر، فاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنهُ قَريباً، يا قَريبُ أن تُصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تُنْجيني مِنْ ظُلم من يُريد ظلمي، وتَكفّ عَنّي بأسَ مَن يُريد هضمي، وَتكْفِيَني شرّ كلّ سلطان جائر وعدّو ظاهر ومستخف قادر وجَبّار عَنيد، وكلّ شيطان مَريد وإنسي شَديد، وكيدَ كلِ مَكيد يا حَليمُ يا وَدود.

إلهي وأسألُكَ باسْمِكَ الّذي دَعاك بِهِ عَبْدُكَ ونَبِيّكَ صَالِحٌ، فَنَجّيتَهُ مِن الحَتُف، واَعْلَيْتَهُ عَلى عَدُوّه، واسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وكُنتَ منه قَريباً، يا قريب أن تُصلي على مُحمّد وآل مُحمّد وأنْ تُخَلِصَني مِنْ شَرّ ما يريد بي أعدائي ويبغي عليّ حسّادي، وتَكْفينيهم بِكفايتك وتَتولاّني بِوِلايَتِكَ، وَتَهْدِيَ قَلبي بِهداكَ، وتؤيدني بَتَقْواكَ، وتبصرني بِما فيه رِضاكَ، وَتُغنِيَني بَغَناكَ يا حكيم.

إلهي وأسألُكَ باسْمِكَ الذي دَعاكَ بِهِ نَبيكَ وخَليلِكَ إبراهيم عليه السّلام حين أرادَ نَمرود إلقاءَهُ في النار، فَجَعَلْتَ لَهُ النارَ برداً وسلاماً، واستجَبت لَه دُعاءَه، وكُنْتَ منهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وأن تبردّ عني حرّ ناركَ، وَتُطْفِئَ عَنّي لهبها، وتَكْفيني حرّها، وَتَجعل نائرة أعدائي في شعارِهم ودِثارِهم، وتَرِد كَيْدَهم في نحورهم، وتَبارَكَ لي فيما اَعْطَيْتَنيه كَما باركْتَ عليه وعلى آله انّكَ أنتَ الوهّابُ

الصفحة 37
الحَميدُ المَجيد.

إلهي وأسألُكَ بإسمكَ الذّي دَعاكَ بِهِ اِسماعيل عليه السّلام فَجَعَلْتَه نبيّاً وَرَسولاً، وَجَعَلتَ لَهُ حَرَمَك مَنْسَكاً وَمَسْكَناً وماؤْىً، واسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ رحمةً مِنْكَ، وَكُنْتَ مِنهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي على مُحمّد وآل مُحمّد، وأنْ تَفسح لي في قَبْري، وتحطّ عَنّي وزري، وتشدّ لي أزري، وَتَغْفِر لي ذَنبي، وَتَرزُقَني التَوْبَةَ بِحطّ السيّاتِ، وَتَضاعَفَ الحَسنات، وَكشْف البَلِيّات، وربْح التّجارات، وَدَفع مَعرّة السعايات، إنَكَ مُجيبٌ الدّعوات، وَمُنزِل البّرَكات، وقاضِي الحاجاتِ، ومُعطي الخَيرات، وَجَبّارَ السّموات.

إلهي وأسئَلُكَ بِما سَألَكَ بِهِ ابْنَ خَليلك الّذي نَجّيّتَه مَن الذّبْح، وَفَدَيْتَه بِذَبْح عَظيم، وَقَلَبْتَ لَهُ المشقص حينَ ناجاكَ مؤقِناً بِذَبْحِهِ راضياً بأمْرِ والده، فاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي على مُحَمّد وآلِ مُحَمّد وأنْ تنْجيني مِنْ كُلّ سُوء وَبَليّة، وَتَصْرِفْ عَني كل ظُلمة وَخيمَة، وَتَكْفيني مَا اَهَمّني مِنْ اَمرِ دُنياي وَآخرتي فيما اُحاذِرُه واَخْشاهُ مِنْ شَرّ خَلْقِكَ اَجْمَعين بِحَقِ آل يس.

إلهي وأَسألُكَ بِاسْمِكَ الذي دَعاكَ بِهِ لوطٌ عليه السّلام فَنَجّيْتَهُ وَأَهلَهُ من الهَدم والمَثُلاثِ والشِدّةِ والجَهدِ، واخرجتَهُ واَهْلَهُ مِنْ الكَربِ العَظيم، واسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي عَلى مُحمّد وآل مُحمّد، وأنْ تَأذن لي بِجَمع ما شُتِّتَ مِنْ شَمْلي، وَتَقِرّ عَيني بِولدي وأهلي وَمالي، وَتَصْلَح لي اُموري، وَتُبارِكَ لي في جَميع أَحوالي، وَتُبَلّغني في نَفْسي آمالي، وَتُجيرني مِن النّار، وَتَكْفِيني شَرَ الأَشْرار بالمصطفين الأخيار الأئمّةِ الأبْرار ونورَ الأنْوارِ محمّد، وآله الطّيّبين الطاهرين الأخيار الائمّةِ المَهديين والصّفوةِ المُنْتَجبين صلوات الله على محمّد وعليهم أجمعين،

الصفحة 38
وتَرزُقني مُجالَسَتِهِم، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِمرافَقَتِهِم، وَتوفق لي صُحْبَتَهُم مَعَ أَنْبِيائِكَ المُرسَلين وملائكتِكَ المُقَرّبين وَعِبادِكَ الصّالحين وأهل طاعتك أجمعين وحملة عرشك والكروبيين.

إلهي وأسالك باسْمِك الذي سَاَلَكَ بِهِ عَبْدَكَ وَنَبيك يَعْقوب عليه السّلام، وَقَدْ كُفّ بَصَرُهُ، وَشُتَت شَمْلُهُ، وَفَقَدَ قُرّةَ عَينه ابْنهُ، فاسْتَجَبتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، واَقْرَرْتَ عَيْنَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرّهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تأذن لي بِجمعِ ما تَبَدَّد مِن اَمري، وتُقِرَّ عَيني بِولدي واَهلي وَمالي، وَتُصْلِحَ لي شأني كُلّه، وتُبارِكَ لي في جميع أحوالي وتُبلغَني في نَفسي آمالي، وَتُصْلِحَ لي أفعالي، وَتَمُنّ عليّ يا كريم ياذا المَعالي بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.

الهي وأَسأَلُك بِاسمك الذي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبيّك يُوسف عليه السّلام، فَنَجّيتَهُ مِن غَيابَةِ الجُبّ، وَكَشَفْتَ ضُرّهُ، وَكَفَيْتَهُ كَيْدَ اِخْوَتِهِ، وَجَعَلْتَهُ بعد العبودية مَلِكاً، واستَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قَريب أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تَدْفَعَ عَني كَيّد كُلِ كائد وَشَرّ كُلِ حاسد إنّك على كُل شَيء قَدير.

إلهي وَأسأَلُكَ باسْمِكَ الذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُك ونبيّك موسى بن عمران عليه السّلام إذْ قُلتَ تَبارَكْتَ وَتعاليْتَ: ونادَيناهُ من جانِبِ الطور الأيْمَن وَقرّبناه نَجياً، وَضَرَبْتَ لَهُ طريقاً في البحر يَبَساً وَنَجّيّتَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِن بَني اسرائيل واَغْرَقْت فِرعون وهامان وجُنودَهُما واستجبت لَهُ دُعاءَهُ وَكُنْت منه قريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تُعيذَني من شَر خَلقِك وَتُقَرّبني من عفوك وتَنْشر عليّ من فَضْلِكَ ما تَغُنْيني به عن جميع خَلقِكَ ويكون اليّ بلاغاً أنال به مَغفِرَتِك ورضْوانِك يا ولي ووليّ

الصفحة 39
المؤمنين.

إلهي وأسألك باسْمِكَ الذي دَعاكَ بِهِ عَبدك وَنَبيك داود عليه السّلام فاسْتَجَبت لَهُ دُعاءَهُ وَسَخّرْتَ لَهُ الجبال يُسَبّحْنَ مَعَهُ بالعَشيّ والاشراق والطّير محشورةً كُلٌّ لَُه أَوّاب وشَدَدْتَ مُلْكَهُ واتَيْتَهُ الحكمة وَفَصْلَ الخطاب واَلَنْتَ له الحَديد وَعَلّمْتَه صُنْعَةَ لَبُوس لهم وَغَفَرْت ذَنْبَهُ وكنتَ منه قريباً، يا قريب أنْ تُصلي على مُحمّد وآل محمّد وأنْ تُسخِر لي جميعَ اموري وتُسهّل لي تقديري وتَرْزُقني معرفتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظّالمين وَكَيْد الكائدين ومكر الماكرين وسطوات الفراعنة الجبّارين وحَسَد الحاسدين يامَأْمَنَ الخائفين وجارَ المستجيرين وذريعةَ المؤمنين وَثِقَة الواثقين ورَجاءَ المُتوكلين ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين.

الهي وأسألُكَ اللّهمّ بالاسم الذي سَأَلَكَ بِهِ عبدُك ونَبيُك سليمان بن داود عليه السّلام إذْ قالَ رَبّ إغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلكاً لا يَنبغي لأحَد من بعدي إنّك أنت الوهاب فاستَجَبْتَ لَهُ دعاءَهُ واَطَعْتَ لَهُ الخَلْقَ وَحَمَلْتَهُ على الريح وعلمّته مَنْطِق الطير وَسَخّرْتَ له الشّياطين كُلّ بَنّاء وَغوّاص واخَرين مُقرنين في الأصفاد هذا عَطاؤك لا عَطاء غَيرك وَكُنْت منه قريباً، يا قريب أن تصلي على محمّد وآل محمّد وأن تهدي لي قلبي وتجمع لبّي وَتَكفيني هَمّي وَتؤمِن خوفي وَتَفك أَسْري وَتَشُد اَزْري وتُمهّلَني وتُنَفّسني وَتَستَجيبَ دعائي وتسمع ندائي ولا تَجْعَل في النار مَثواي ولا الدنيا اَكْبَرَ همي واَن توسع عليّ في رزقي وتحسّن خلقي وتُعتق رقبتي من النار فانك سيّدي ومولاي ومُؤمّلي.

الهي وأسألك باسمك الذي دَعاكَ بِهِ أيّوب عليه السّلام لمّا حَلّ به البلاءُ بعد الصحة وَنَزَل السّقَمُ منه منزِلَ العافية والضِيّق بَعْدَ السّعة فَكَشَفْت

الصفحة 40
ضرّه وَرَدَدْتَ عليه اَهله وَمثْلَهُم مَعَهُم حين ناداك داعياً لَكَ راغباً إليك راجياً لِفَضْلِكَ شاكياً إليك رَبّ إني مَسّني الضرّ وأنْتَ اَرحم الراحمين فاستجبت له دعاءه وكَشَفت ضُرّه وكنت منه قريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تَكشِفَ ضُرّي وتُعافِيَني في نَفْسي وأَهْلي وَمالي وَولدي واخْواني فيك عافيةً باقيةً شافيةً كافيةً وافرةً هاديةً ناميةً مُستغنيةً عَن الأطبّاءِ والأدْوِيَة وتَجْعَلها شعاري ودِثاري وتمتعني بِسمعي وبَصري وتجعلهما الوارثين مِنّي إنّك على كلّ شيء قدير.

الهي وأسألُكَ باسمِكَ الّذي دَعاكَ به يونس بن متي عليه السلام في بطن الحوت حين دعاك راجياً في ظلمات ثلاث أنْ لا إله إلاّ أنت سُبحانَكَ إني كُنْت من الظالمين وأَنْتَ أرْحَم الرّاحمين فاسْتَجبت دُعاءَه واَنْبتَّ عَلَيهِ شَجَرَةً من يَقْطين واَرْسَلْتَه إلى مائة ألف أو يَزيدون وَكُنت منه قريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد واستَجِب دُعائي وتداركني بعفوك فَقَد غَرَقْتُ في بحر الظّلم لنَفسي ورَكبَتني مَظالم كثيرة لخلقك عليّ صَلّ على محمّد وآل محمّد واستُرْني منهم واعْتِقْني من النار واجْعَلني من عُتَقائِكَ وطلقائك من النار في مَقامي هذا بِمَنّك يا مَنّان.

الهي وأسألك باسمك الذي دَعاكَ بِهِ عَبدُكَ وَنَبيك عيسى بن مريم عليهما السلام إذْ أيّدْتَه بِروحِ القدس واَنطقْتَه في المَهدِ فأحيا به الموتى وأبرءَ به الأكْمَهَ والأَبْرص باذْنِك وَخَلَقَ من الطّينِ كَهيئَةِ الطّير فَصارَ طيراً باذْنِكَ وكنت منه قريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تُفَرغُني لما خلقتي له ولا تشغلني بما قد تَكَفَّلتَهُ لي وَتَجْعَلني مِنْ عُبّادِكَ وزُهّادِكَ في الدنيا ومِمّن خَلَقْتَهُ للعافِيَةِ فيها وَهَنأْتَهُ بها مع كَرامَتِكَ ياكريم يا علي يا عظيمُ.