الصفحة 52
يُنالُ ذلِكَ إلاّ بِتفَضلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ وخصّني بِرَحْمَتِكَ، اجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجَاً وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِي، وَاَقِلْني عَثْرَتي وَاغْفِرْ لي زَلَّتي، فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى خلقكَ بِعِبادَتِكَ، وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاْستِجابَةَ، يا رَبِّ إليك نَصَبْتُ وَجْهي وَاِلَيْكَ مَدَدْتُ يَدي، فاسْتَجِبْ دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنْ اَعْدائي، يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلاّ الدُّعاءَ اِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ، وَصَلَّى اللهُ عَلى محمّد وآلِهِ.

[20] مناجات أمير المؤمنين عليه السلام

إلهي أسْئَلكَ أنْ تَعْصِمَني حتّى لا أعْصيَك فإنّي قَد بُهِتُّ وتحيَّرْتُ من كُثرة ذُنوبي مَعَ العصيانِ وَمنْ كَرَمِكَ مَعَ الإحسانِ فَقَدْ كَلّتْ لِساني كثرةُ ذُنوبي واَذْهَبت عَني ماءَ وَجهي فَبِأيّ وَجْه أَلقاكَ وَ قدْ أخْلَقَ الذنوبُ وجهي فَبِأي لِسان اِدْعوكَ وَقَدْ اَخْرَسَ المَعاصي لِساني وَكَيْفَ أَدْعوكَ وأنا العاصي وَكيفَ لا أَدْعوكَ واَنْتَ الكَريم وَكَيفَ أَفرحُ وأَنا العاصي وَكيفَ أَحزَنُ وأنْتَ الكَريم وَكَيْفَ أَدْعوكَ وَأنا أنا وَكيف لا أدعوكَ وأنْتَ أنْتَ وكيف أَفْرَحُ وَقَدْ عَصَيْتُكَ وكَيْفَ أَحزَنُ وَقَد عَرَفْتُكَ وأَنا أسْتَحي أنْ أدْعوكَ وأنا مُصِرٌّ على الذُنوبِ وَكيف بِعَبد لا يَدعو سَيّدَه وأيْنَ مَفَّره وَمَلجاءهُ أن يَطرُدْهُ إلهي بِمَنْ أسْتَغيثُ إنْ لَمْ تُقِلني عَثْرَتي وَمَنْ يَرْحَمُني إنْ لَمْ تَرحمْني وَمَنْ يدركني إنْ لمْ تُدركني وأيْنَ الفِرارُ إذا ضاقت لَدَيْكَ اُمنيّتي إلهي بَقَيتُ بَيْنَ خَوف ورَجاء خَوفك يُميتني وَرَجاءُكَ يُحيني إلهي الذنوب صِفاتُنا والعَفْوَ صِفاتُكَ إلهي الشّيْبَة نُورٌ من أنوارِكَ فَمحالٌ أنْ تَحْرِقَ نورَكَ بِنارِكَ اِلهي الجّنْةُ دارُ الأبرار ولكنّ مَمَرّها على النار فياليتها إذ حُرِمْتُ الجنّة لمْ أدخل النار إلهي كيف

الصفحة 53
ادَعوكَ واَتمني الجّنة مَعَ افعالي القبيحة كَيْفَ لا اَدْعوكَ ولا اَتمنى الجّنة مَعَ افعالك الحسنة الجميلة إلهي أنا الذي أدعوك وانْ عصيتك ولا ينسى قَلبي ذكرك إلهي أنا الذي أرجوك وإنْ عصيتك ولا تقطع رَجائي مِنْ رَحمتك إلهي أنا الذي إذا طالَ عمري زاد ذنوبي وطالت مصيبتي بكثرة ذنبي وطال رجائي بكثرة عفوكَ يامولاي إلهي ذُنوبي عَظيمة وَلَكن عفوك اعظم من ذنوبي بعفوك العظيم إغفر ذُنوبي العَظيمة فإنّه لا يَغفر الذنوب العَظيمة إلاّ رَبّ العَظيم إلهي أنا الذي اُعاهدك فَانْقض عهدي وأتْركُ عَزمي حين يعرض من شهوتي فاُصبحُ بطّالاً واُمْسي لاهياً وتَكتُب ما قدمت يَومي وليلتي إلهي ذُنوبي لا يضرك وَعفوي ايايّ لا ينقصك فاغْفِرْ لي ما لا يَضرّك واَعطني ما لا يَنقُصك إلهي إنْ أَحْرَمْتَني لا ينفعك وإن غَفَرت لي لا يَضرُك فافعل بي ما لا يَضُرُّكَ ولا تَفْعَلْ بي ما لا يَسُّرُكَ إلهي لولا أنّ العَفْوَ من صِفاتِكَ لَمَا عَصاكَ أهل مَعْرِفَتِكَ إلهي لولا أنّكَ بالعفو تَجود لَمَا عَصيْتُكَ وإلى الذَنبِ أعود إلهي لولا أن العفو اَحَبُّ الأشياء لديك لَمَا عَصاكَ اَحب الخَلقِ إليك إلهي رَجائي مِنك غفران وظني فيك احسانٌ أقلني عَثْرتي رَبّي فَقَد كان الذي كان فَيامَنْ لَهُ رِفْقٌ بِمَنْ يُعاديهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَولاّه ويناجيهِ ويا مَنْ كُلّما نودي اَجابَ ويا مَنْ بِجلالِهِ يُنشئُ السّحابَ أنْتَ الذي قُلتَ مَنْ الذي دَعاني فَلمْ اُلِبَّهُ ومَنْ الذي سألني فَلَم اُعطه وَمَنْ الذي أَقامَ ببابي فَلَمْ اُجِبْهُ وأنْتَ الذي قلت اَنا الجَواد وَمني الجود واَنا الكَريم وَمنّي الكَرَمْ وَمن كَرمي في العاصين اَنْ أكْلأهُم في مَضاجِعِهم كأنّهم لم يَعْصَوني واَتَوَّلى حِفْظَهم كأنّهِمْ لَمْ يُذْنِبوني إلهي مَنْ الذي يْفْعَل الذنوب ومن يَغْفِر الذُنوب فَاَنا فَعّالٌ للذنوب وَاَنْتَ غفّار للذنوب إلهي بِئْسَما فَعَلتُ مَنْ كثرة الذُنوبِ والعِصيانِ وَنِعْمَ ما فَعَلْتَ مِن الكَرَمِ والإحسان إلهي أنْتَ اَغرقْتَ نَفسكَ بالجّود والكَرَم والعَطايا

الصفحة 54
وأنا الذي اَغْرَقت نَفْسي بالذنوب والجهالة والخطايا فأنْتَ مشهورٌ بالاحسان وأنا مَشهور بالعصيان إلهي ضَاقَ قَلبي وَلَستُ اَدري بأيّ علاج اُداوي ذنبي فَكَمْ اَتوب منها وَكَمْ اَعود إليها وكم اَنوح عَليها ليلي ونهاري حتى مَتى يَكون وَقَد اَفْنَيت بها عُمري إلهي طَالَ عمري وَدقّ عَظمي وَبلى جِسمي وبقيت الذنوب على ظهري فاليكَ اَشكو سَيدي فقري وَفاقتي وَضعفي وَقِلَةَ حيلتي إلهي يَنام كلُ ذي عين ويَستريح إلى وَطنه واَنا وَجل القَلب وعيناي تَنْظِرانَ رَحْمَةَ رَبي فَاَدعوك يا رَبّ فاستجب دعائي واقْضِ حاجَتي واسرع بِاجابَتي إلهي أنْتظر عَفْوك كَما يَنْتَظر المذنبون وَلَستُ أيْأسُ مِنْ رَحمتك التي يتوقعُها المحسنون إلهي أتُحْرِقُ بالنار وجهي وكان لكَ مصلياً إلهي أتحرق بالنار عيني وكانَتْ من خَوفِكَ باكيةً إلهي أتحرق قلبي وكان لك محباً الهي أتحرق بالنار أركاني وَكانَتْ لَكَ رُكَّعاً سُجَّداً إلهي أمرت بالمعروف وأنْتَ اَولى به من المأمورين وامرت بِصلة السؤال واَنْتَ خير المسئولين إلهي إنْ عذّبتني فعبد وجدْته مسيئاً فعذبته وإن عفوتَ عني فعبد وجدته محتاجاً إلى رحمتك فَاَنْجَيْتَه إلهي لا سَبيل إلى الاِحتراس من الذَنب إلاّ بعصمَتِكَ ولا وصولَ إلى عمل الخير الا بمشيتك فَكَيْفَ لي بالاحتراس ما لَمْ تدركني فيه عِصْمَتَكَ إلهي سَتَرْتَ عَليَّ في الدنيا ذُنوباً ولمْ تظهِرْها فلا تَفْضَحني بها يوم القيامة على رؤس العالمين الهي جودك بَسَطَ اَمَلي وشُكرك قَبِل عملي فَسُرَّني بلقائك عند اقْتِرابِ أجلي إلهي إذا شَهد لي الايمان بتوحيدك ونطق لساني بتحميدكَ ودلّني القرآنُ على فواضل جودك فكيف ينقطع رجائي بموعودك إلهي أنا الذي قَتَلْتُ نَفْسي بِسَيف العِصيانِ حتى استوْجَبْتُ مِنْكَ القطيعة والحِرمان فالأمان الأمان هلْ بقي لي عندكَ وَجه الاحسان إلهي عَصاكَ آدم فَغَفَرْتَ له وَعَصاكَ خلق من ذريته فيا من

الصفحة 55
عفى عن الوالد معصيته اعفُ عن الولد العصاة لك من ذريته إلهي خَلقت جنتك لِمَن اطاعَكَ ووعدت فيها ما لا يَخطر بالقلوب وَنَظرْتُ عملي فَرَايتُهُ ضعيفاً يا مولاي حاسَبْتُ نفسي فَلَمْ اَجد اَنْ أَقوم بشكر ما انعمت عليّ وخلقت ناراً لمن عَصاكَ وَوَعدت فيها اَنكالاً وجَحيماً وعذاباً وَقد خِفتُ يا مولاي أنْ أكون مُستوجباً لَها لكبير جرئتي وعظيم جرمي وقديم إساءتي فلا يتعاظمك ذنب تَغْفِرُهُ لي ولا لمن هو اعظمُ جرماً مني بصِغر خطري في مُلكِكَ مَعَ يقيني بك وتوّكلي ورجائي لديك الهي جَعلت لي علوّاً يدخل قلبي ويدخل الرأي والفكرُ مني وأيْنَ الفرار إذا لَمْ يكنْ منكَ عون عليه إلهي إنَّ الشيطانَ فاجرٌ خبيثٌ كَثير المَكْرِ شَديدُ الخُصومَة قديم العداوة كيف ينجو من يكون ومعه في دار وهو المحتال إلاّ اني أجِدُ كيدَهُ ضعيفاً فايّاك نعبد وايّاك نستعين وإيّاك نستحفظ ولا حَوْلَ ولا قُوَة إلاّ بَكَ يا كَريم ياكريم يا كَريم، بَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحمين.

[21: الدعاء عند غسل الجنابة، وزوال الشمس، ودخول
المسجد، والتوجه إلى القبلة، وغروب الشمس]

بسم الله الرحمن الرحيم

في غسل الجنابة، يستحب ان يقول عند الغسل: اللهم طهّرني وطهّر قلبي واشرح لي صدري وآجْرِ على لساني مِدْحَتَكَ والثناء عليك اللهم اجعله لي طهوراً وشِفاءً ونوراً انك على كلّ شيء قدير. ويستحب أن يقول بعد الاقامة قبل استفتاح الصلاة:

اللّهمّ رَبّ هذه الدعوةِ التامةِ والصلاة القائمة بَلّغْ مُحمّداً صلى الله عليه وآله الدّرجة والوسيلة والفَضْلَ والفَضيلةَ بالله اَسْتَفتُح وبالله اسْتَنْجِحُ

الصفحة 56
وبِمحمد رَسَوَل الله صلّى الله عليه وآله أتَوّجه اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واجْعَلْني بِهِم عِنْدكَ وَجيهاً في الدّنيا والآخِرة ومِنَ المُقرّبين.

إذا زالت الشمس ينبغي ان يبادر الانسان الى الصلاة ويترك كل شغل له ويتطهر للصلاة على ما قدّمناه ويقول:

لا إله إلاّ الله والله اكبر معظماً مقدساً موقراً كبيراً الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له وليٌ من الذُلّ وكبره تكبيرا.

فإذا أراد دخول المسجد قدّم رجله اليمنى وقال:

بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الأسماءِ كلها لله توكلتُ على الله لا حولَ ولا قوَةَ إلاّ بالله اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وافْتَح لي أبوابَ رحمَتك وتَوْبتِكَ واغلُق عني أبوابَ معصيتكَ واجعلني من عمَّارِ مساجدكَ وزوّارك جل ثناء وجهكَ.

فاذا توجهت إلى القبلة فقل: اللّهم إليك توجهت ومرضاتك طلبت وثوابك ابتغيت وبكَ آمنت وعليك توكلت اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وافتح مسامعَ قلبي لذكركَ وثبتني على دينك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة انكَ أنتَ والوهّاب. ثم يتوجه للصلاة ويستحب التوجه في سبعة مواضع الاولة من كل فريضة ولأول ركعة من نوافل الزوال وأول ركعة من نوافل المغرب وأول ركعة من صلاة الليل وفي المؤدة من الوتر وأول ركعتي الاحرام وأول ركعتي الوتيرة فإذا اراد التوجه قام مستقبل القبلة وكبر ثلاثاً ويقول بعد الثالثة: اللّهمّ أنت الملك الحق المبين لا إله إلاّ أنتْ سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنتْ.


الصفحة 57
ثم يكبر تكبيرتين آخرين ويقول: لَبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت عبدك وابن عبديك بين يديك منك وبك ولك وإليك لا ملجاء ولا منجي ولا مفر منك إلاّ إليك سبحانك وحنانيك سبحانك ربّنا ورب البيت الحرام. ثم يكبر تكبيرتين اخرين على ما وصفناه ويقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض على ملة ابراهيم ودين محمّد ومنهاج علي حنيفاً مسلماً وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك اُمرتُ وأنا من المسلمين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. والواحدة من هذه التكبيرات فرض والباقي نفل والفرض هو ما ينوي به الدخول في الصلاة والاول ان تكون الأخيرة ثم يقرء الحمد وسورة مما يختار من المفصل وروي انه يستحب ان يقرء في الاوله من نوافل الزوال الحمّد وقل هو الله احد وفي الثانية الحمد وقل يا أيّها الكافرون وفي الباقي ما شاء.

الدعاء عند غروب الشمس:

يا من ختم النبوة بمحمّد صلى الله عليه وآله اختم لي في يومي هذا بخير وشهري بخير وسنتي بخير وعمري بخير اللّهمّ مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ودين نبيك ولا تزغ قلبي بعد اذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة انك انت الوهّاب واَجرني من النار برحمتك اللّهمّ امدد لي في عمري واوسع علي في رزقي وانشر عليّ رحمتك وان كنت عندك في اُمّ الكتاب شقياً فاجعلني سعيداً فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك اُمّ الكتاب.


الصفحة 58

[22: صلاة الليل التي كان يصليها
الامام زين العابدين عليه السلام]

كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي أمام صلاة الليل ركعتين ثم يرفع يديه بالتكبير ويدعو ثم يقوم إلى صلاة الليل ويتوجّه في أول الركعة على ماقدّمناه ويستحب ان يقرء في الركعتين الأوليين في كل ركعة الحمد مرة وثلاثين مرة قل هو الله أحد وان لم يمكنه قرء في الأولى الحمد وقل هو الله أحد وفي الثانية الحمد وقل يا أيّها الكافرون ويقرء في الست البواقي ما شاء من السور ويستحب ان يقرء فيها من السور الطوال مثل الانعام والكهف والانبياء ويس والحواميم وما اشبه ذلك إذا كان عليه وقت كثير فإن ضاق الوقت اختصر على الحمد وقل هو الله ويستحب الجهر بالقراءة في صلاة الليل فإذا صلّى ركعتين دعا بعدهما وبعد كل ركعتين فيقول: اللّهمّ إنّي أسْألُكَ وَلَمْ يُسْاَلْ مثْلُك أنْتَ مَوْضِعُ مسألة السائلين ومُنْتهى رَغْبَةَ الراغبين اَدْعوكَ وَلَم ْيُدْعَ مثلُكَ وارغب إليك ولمْ يُرْغَبْ إلى مِثلك أَنْتَ مُجيب دَعوة المُضْطَرَّين واَرْحَمَ الرَاحمين أسْألُكَ بافضل المشائل وانجحها واَعظمها يا الله يا رحمن وباكرم اَسمائك عليك وأحبها إليك واَقربها منك وسيلة واَشْرفها عِنْدَكَ مَنزلة وأجزلها لَدَيْكَ ثَواباً وأسْرَعها في الاُمور اِجابة وباسْمِكَ المَكنون الاَكبر الاَعزّ الاَجَلّ الاَعظم الاَكْرَم الذي تُحبه وَتَهواهُ وَتَرضى بِهِ عَمّنْ دَعاكَ فاستجبت لَهُ دعاءه وحق عليك إلاّ تحرم سائلك ولا ترده وبكل اسم هو لَكَ في التوراة والانْجيل والزَبور والقُرآن العَظيم وَبِكل إسْم دَعَاكَ بِهِ حَمَلة عَرْشِكَ وَملائِكَتُكَ وَاَنْبياؤك وَرسُلُك وأهل طاعَتِكَ من خَلقِكَ أنْ تُصلي عَلى محمّد وآل محمّد وأنْ تعجل فرج وليك وابن وليك وتعجل خزي اعدائه. ويدعو بما يجب ثم يسبح تسبح الزهراء عليها السّلام وتدعو بما تحب وتسجد سجدة الشكر

الصفحة 59
وترفع راسك وتدعو بما شئت وتصلي ثماني ركعات كما وصفناه وتقول بعد الفراغ من الشفع: اِلـهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذَ اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَكَ فيه الْقاصِدُونَ، وَاَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطّالِبُونَ، وَلَكَ في هذَا اللّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها اَنَا ذا عُبَيْدُكَ الْفَقيرُ اِلَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَاِنْ كُنْتَ يا مَولايَ تَفَضَّلْتَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى اَحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، الْخَيِّرينَ الْفاضِلينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَولِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اِنَّ اللهَ حَميدٌ مَجيدٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَدْعُوكَ كَما اَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَ اِنَّكَ لا تُخْلِف الْميعادَ. ثم تقوم إلى المفردة إلى الوتر فتقرء فيها بعد توجهك بالتكبيرات السبع بالتوحيد ثلاثاً والمعوذتين ثم ترفع يديك بالدعاء بما احببت وليس فيها شيء موظّف لا يجوز خلافه ويستحب ان يبكي الانسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه او يتباكى ويستحب الدعاء بهذا:

دعاء قنوت الوتر في المصباح

لا إله إلاّ الله الحَليُم الكَريم لا إله إلاّ الله العليّ العظيم لا إله إلاّ الله رَبّ السّمواتِ السّبْعِ وربّ الأرضين السّبع وَمَا فيهنّ وَمَا بَيْنَهنَّ وَمَا تَحْتَهنَّ وَمَا فَوْقَهُنَّ وَرَبّ العَرْشِ العَظيم وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلينَ والحَمْدُ لله رَبّ العَالمين يا الله الذي لَيس كَمِثْلِهِ شَيء وَهوَ السَميعُ العَليم صَلّ عَلى مُحمّد وآل مُحمّد وَعافِني مَنْ كُلِ جَبّار عَنيد وَمِنْ شَرّ كُلّ شَيطان مَريد وَمن شَرّ

الصفحة 60
الشياطين الجنِ والإنس وَمنْ شَرّ فَسَقَةِ العَرَبِ والعَجَم وَمن شَرّ كُل دَابَة صَغيرة وكبيرة بِلَيْل أو نَهار ومن شرِ كلِ شريد منْ خلقك وضعيف وَمِنْ شَرّ الصواعِق والبرد ومن شرّ الهامَّة والعامَّة واللاّمَّة والحامَّة، اللّهمّ من كان امسى وأصبح وَلَهُ ثِقَة أو رَجاء غيرك فاني أصبحت وأمسيت وأنْتَ ثِقَتي وَرَجائي في الاُمور كلها فاقْضِ لي خيرَ كل عافية يا أكرم منْ سَئَل ويا أجْوَدَ مَنْ أعطى ويا أرْحَمَ مَنْ اسْتَرْحَمْ صَلّ على محمّد وآل محمّد وارْحَم ضَعفي وقلة حيلتي وامْنن عليّ بالجنّة وَفك رَقبتي من النار وعافِني في نفسي في جميع اُموري كلها برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللّهمّ إنك تَرى ولا تُرى وأنتّ بالمَنْظَر الأعلى وإليك الرُجعى والمُنْتهى وَلَكَ المَمَاتُ والمَحيا وأنَّ لَكَ الآخِرَةُ والاُولى.

اللّهمّ إنّي أعوذُ بِكَ من أنْ نُذَلَّ ونخزى اللّهمّ اهدِني فيمن هَدَيت وعافني فيمن عافَيت وتَولّني فيمن تولّيتَ ونَجني من النار فيمنْ أنْجَيتَ إنك تَقضي ولا يُقضى عليك وتُجير ولا يُجارُ عليك وتستغني ويفتقر إليك والمصير والمعاد إليك ويعزّ من واليت تَبارَكْتَ وتعاليت آمنت بك وتوكلّت عَليك ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلّي العظيم.

اللّهمّ إني أعوذ بِكَ من جهل البلاء ومن سوء القَضاء ودرك الشقاء وتتابع الفَناء وشماتة الأعداءِ وسوء المَنظر في النفس والأهل والمال والولد والأحباء والإخوان والأولياء وَعند معاينة الموت وعند مواقف الخزي في الدنيا والآخرة وهذا مَقام العايذ بِكَ من النَّار التائِب الرّاغب إلى الله وتقول ثلاثاً: أستجير بالله من النار، ثم تَرفع يديك وتَمدها وتَقول: وجهت وجهي للذي فَطَرَ السمواتِ والأرْضَ حنيفاً مُسْلِماً وما أنا من المُشركين إنّ صلاتي ونُسكي ومَحْيايي ومَماتي لله ربّ العالمين لا شريكَ لَهُ وبذلك اُمِرْتُ وأنا

الصفحة 61
أوّل المُسلمين اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وصلّ على ملائكتك المقرّبين واُولي العزم من المرسلين والأنبياء المنتجبين والأئمة الرّاشدين أوّلهم وآخرهم اللّهمّ عذّب كفرة أهل الكتاب وجميع المُشركين ومن ضارَعَهم من المنافقين فإنّهم يَتَقلبون في نعمتك وَيجعلون الحَمد لغيرك فَتعاليْتَ عَما يقولون وَعَما يصفون علوا كبيراً اللّهمّ إلعن الرؤساء والقادة الاتباع من الأولين والآخرين الذين صدّوا عن سبيلك اللّهمّ أنزل بهم باسَك ونقَمتَك فإنّهم كذّبوا على رسولك وبدّلوا نعمتك وافسدوا عبادَكَ وحرّفوا كتابك وغيّروا سنة نبيك اللّهمّ العنهمْ واتباعهم وأولياءَهم واعوانهم ومحبيهم واحشرهم واتباعهم إلى جهنّم زُرْقاً اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك بأفضل صلواتك وعلى أئمة الهدى الراشدين المهديين ثم تدعو لأربعين من الإخوان المؤمنين ثم تقول استغفر الله ربي وأتوب إليه مائه مرة أو سبعين.