المقدّمة


الحمدُ لله ربّ العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، والصلاة والسّلام على خير مدعوٍّ ومجيب، ورسول وحبيب، علم التقى، وبدر الدجى، محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وعلى عترته أُولي الحجى وذوي النهى، والعروة الوثقى، وسفينة النجاة، التي أمن مَن ركبها، وغرق مَن تركها، وعلى صحبهم والتابعين لهم بإحسان، الحافظين للوديعة، ومَن أحبّوا الشريعة، واللعنة الدائمة على مَن نازعهم ونصب لهم.

وبعد،

تعرّفنا في ما مضى على عدّة جوانب من حياة المحقّق الكركي: الشخصيّة، والسياسيّة، والعلميّة، وآرائه وفوائده.

ففي البحث عن حياته الشخصيّة تحدّثنا عن اسمه، ومولده وموطنه، وأُسرته، وأخلاقه وسجاياه، وآثاره ومآثره، وكراماته، ومراحل حياته المختلفة، ثمّ مدحه وإطرائه، وأخيراً وفاته ومدفنه.

وفي حياته السياسيّة تعرّضنا لعدّة مواضيع لها صلة بالكركي وعصره: كالتصوّف والصوفيّة، وموقف العلماء من الحكّام، ونشوء الدولة الصفويّة وكيفيّة تعامل العلماء معها، ثمّ تحدّثنا بشكل مفصّل عن علاقة الكركي بهذه الدولة ابتداءً من تأسيسها حتّى سنة 940 هـ، حيث عاصر الكركي حاكمين من حكّامها هما الشاه إسماعيل وابنه الشاه طهماسب.


الصفحة 2
وفي حياته العلميّة سلّطنا الضوء على بعض المجالات التي كان للكركي دور فعّال فيها، فتحدّثنا عن عصره ومعاصريه، وأساتذته وشيوخه، والروايات التي حصل عليها والتي منحها، ومؤلّفاته، والكتب التي قرأها والتي قُرئت عليه، ومكانته العلميّة، ونشاطه العلميّ، والمحاورات والردود العلميّة التي جرت بينه وبين بعض الأعلام.

ثمّ أفردنا بحثاً مستقلاًّ وكاملاً لآرائه ونظريّاته المودعة في مؤلّفاته، والتي لم يُفرد لها تصنيفاً مستقلاً، حيث أجرينا عمليّة استقصاء كامل لكافّة مؤلّفاته، واستخرجنا منها هذه الآراء والنظريّات، وهي آراؤه الكلاميّة، والأُصوليّة، والرجاليّة، وفوائده التأريخيّة، وملاحظاته عن بعض المؤلّفات، وشواهده الشعريّة، والجداول والرسوم التي استعملها.

وفي نهاية كلّ بحث أفردنا فصلاً خاصّاً بعنوان " الملاحظات "، سجّلنا فيه الملابسات التي حصلت في حياته، والاشتباهات التي وقع فيها بعض المؤلّفين عند ترجمتهم للكركي.

والآن تعال معي عزيزي القارئ لنطلّ على جانب آخر من جوانب عظمة هذا الرجل، حيث نتعرّف على بعض آرائه ونظرياته التي استطاع أن يصهرها في بودقة التأليف عبر كتبه المختلفة من حيث مواضيعها وحجمها وأسباب تأليفها.

إنّ الوقوف على مؤلّفات المحقّق الكركي، ودراستها بشكل مفصّل ودقيق، يكشف لنا ـ من جانب ـ المستوى العلمي الذي تمتّع به هذا العالم، ومن جانب آخر يُظهر لنا المنزلة الاجتماعيّة الكبيرة التي كان يحتلّها آنذاك، ليس في أوساط الناس عموماً، بل حتّى عند كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الشاه إسماعيل وابنه الشاه طهماسب، وقد تعرّضنا لهذه النقاط بشكل مفصّل

الصفحة 3
في ما مضى من الكتاب عند حديثنا عن حياته.

والملاحظ أنّ مؤلّفات الكركي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأوّل:

الرسائل، والتي تتناول عادةً البحث عن موضوع معيّن، أو مسألة فقهيّة واحدة. وهذه الرسائل يختلف حجمها، فبعضها يقع في أربعين أو خمسين صفحة، والبعض الآخر يقع في عدّة صفحات.

الثاني:

الحواشي والشروح لبعض الكتب المعتمدة عندنا، كالشرائع والمختصر النافع للمحقّق الحلّي، والقواعد والإرشاد والمختلف للعلاّمة الحلّي، والألفيّة الشهيديّة.

الثالث:

جواب الأسئلة والاستفتاءات التي كانت ترد عليه من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبمستويات مختلفة في التعبير، وقد قام بعض تلامذته وبعض العلماء القريبين من عصره بجمعها وترتيبها.

وقد استطعتُ بحمد الله تعالى وتوفيقه طيلة سنوات عديدة، أن أجمع وأُحقّق من مؤلّفات هذا العالم الجليل أربعة وخمسين مؤلّفاً، معتمداً على مائة وعشرين نسخة خطيّة موجودة في عدّة مكتبات في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة: قم المقدّسة، مشهد المقدّسة، طهران، همدان، يزد، خوانسار، أصفهان. وقد عانيت الكثير من المصاعب في جمع هذه النسخ الخطيّة، فإنّ الحصول على نسخة خطيّة واحدة من أقرب المكتبات إلينا في مدينة قم المقدّسة لا يخلو من مصاعب جمّة، فكيف بهذا الكمّ الهائل من النسخ الخطيّة.


الصفحة 4

منهجيّة التحقيق


اعتمدت في تحقيقي لهذه المجموعة من رسائل الكركي وحواشيه على طريقة واحدة، أُلخّصها بعدّة نقاط:

(1) اتّبعت طريقة التلفيق بين النسخ الخطيّة، وذلك لعدم عثوري على نُسخ الأصل التي كتبها الكركي بيده. نعم، بعض الرسائل عثرتُ لها على نُسخ مقروءة على الكركي، إلاّ أنّي لم أكتف بها وأضفتُ لها نُسخاً أُخرى.

(2) عند حصولي على عدّة نسخ خطيّة لإحدى هذه المؤلّفات، أقوم بمقابلة بعضها مع البعض الآخر، وإثبات الصحيح أو الأصح في المتن وما قابلهما في الهامش.

وعند عدم حصولي إلاّ على نسخة واحدة، فإنّي أجعلها الأصل في عملي، وأُشير في الهامش إلى ملاحظاتنا واستظهاراتنا عليها.

(3) استخراج كلّ ما يحتاج إلى تخريج من آيات قرآنيّة كريمة، وأحاديث شريفة، وأقوال العلماء في شتى العلوم، وشواهد شعريّة، وأماكن وبقاع. وحاولت قدر المستطاع أن أعتمد على المصادر الرئيسيّة في كافة الاستخراجات، إلاّ تلك المصادر المفقودة أساساً أو التي لم أُوفّق للحصول عليها، فقد استعنتُ في الحصول على أقوالها بواسطة مصادر أُخرى ميسّرة.

(4) لم أُترجم كافة الأعلام الّذين وردت أسماؤهم، بل ترجمتُ لبعضهم حسب الضرورة التي رأيتها.

(5) عند شروعي في تحقيق الحواشي والشروح وضعتُ متن الكتاب المشروح في أعلى كلّ صفحة، ويتلوه الشرح أو الحاشية التي كتبها الكركي.


الصفحة 5
ثمّ قمتُ بحذف المتن واكتفيت بالإشارة إليه ; رعاية للاختصار، وتلبيةً لاقتراح بعض الإخوة الأفاضل من المحقّقين.

(6) رتّبتُ الرسائل حسب مواضعيها، فوضعتُ أوّلاً الرسالة النجميّة التي جمع فيها الكركي بين علمي الكلام والفقه وأدرج فيها أيسر ما يجب على المكلّفين معرفته في الأُصول والفروع، ثمّ رسالة استنباط الأحكام التي تعبّر عن المنهج العلمي للكركي، ثمّ الرسائل الفقهيّة مرتّبة بترتيب كتب الفقه ابتداءً من الطهارة وانتهاءً بالقضاء، ثمّ الرسائل المتفرّقة وجوابات المسائل الفقهيّة التي وردت عليه.

(7) نظّمتُ فهارس فنيّة كاملة، تعميماً للفائدة واتّباعاً للمنهج الحديث في التحقيق.


وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين

محمّد الحسّون


الصفحة 6


حاشية
ميراث المختصر النافع





الصفحة 7

الصفحة 8

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على نبيّنا وقائدنا وحبيبنا محمّد المصطفى، وعلى عترته الطيّبين الطاهرين.

وبعد،

هذه حاشية على بحث الميراث من كتاب المختصر النافع، للمحقّق الحلّي الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن ابن سعيد الهذلي، ت 676هـ.

ولأهميّة هذا الكتاب ـ المختصر النافع ـ فقد تلقّاه العلماء بالشرح والتعليق عليه أو على بعض مطالبه، منهم المحقّق الكركي حيث كتب عليه حاشية مفصّلة، إضافةً لهذه الحاشية الصغيرة على بحث الميراث فقط، التي أوضح فيها المبهمات، وأورد أمثلة على بعض الفرائض.

ومن مقدّمة هذه الحاشية يُعلم أنّه ألّفها لتلميذه الأمير السيّد عمادالدين علي الجزائري.

وبما أنّ منهجنا في هذه الحواشي عدم وضع المتن في أعلى الصفحات، والإشارة في الهامش إلى مكان كلّ قول بِذِكْرِ رقم الصفحة والسطر، لذلك فقد اعتمدتُ في استخراجات المتن على الطبعة المحقّقة في قسم الدراسات الإسلاميّة في مؤسسة البعثة في مدينة قم المقدّسة سنة 1413هـ.

وقد اعتمدتُ في تحقيق هذه الحاشية على نسختين خطيّتين

الصفحة 9
محفوظتين في مكتبة جامعة طهران:

الاُولى: ضمن المجموعة المرقّمة 7546، والمذكورة في فهرس مخطوطات المكتبة 16: 629، كُتبت بخطّ النسخ في القرن العاشر. وتقع هذه النسخة في سبع عشرة ورقة بحجم 11×5/6، وكلّ ورقة تحتوي على أربعة عشر سطراً، وقد رمزنا لها بالحرف " ط1 ".

الثانية: ضمن المجموعة المرقّمة 6817، والمذكورة في فهرس مخطوطات المكتبة 16: 369، كتبها حاجي علي بن حاجي علي بن سعد الجزائري بخطّ النسخ في القرن الحادي عشر. وتقع هذه النسخة في ثماني أوراق بحجم 12×24، وكلّ ورقة تحتوي على عشرين سطراً، وقد رمزنا لها بالحرف " ط2 "، علماً بأن هذه النسخة ناقصة من آخرها بمقدار صفحتين، يمثّلان الخاتمة.


والحمد لله ربّ العالمين


الصفحة 10


الصفحة الاُولى من النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران " ط 1 "

الصفحة 11

الصفحة الأخيرة من النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران " ط 1 "

الصفحة 12

الصفحة الاُولى من النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران " ط 2 "

الصفحة 13

الصفحة الأخيرة من النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران " ط 2 "

الصفحة 14
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ لله المنعم بسوابغ الانعام، والمتفضّل بالأيادي...(1) على نبيّه خير الأنام وعترته الأ... فهذه حواش كتبتها على بحث... لمختصر الشرائع، والباعث على كتابتها مطالعة جناب مفخر السّيادة ومنبع السعادة، الموفّق والمؤيّد من عندالله ذي المنن، المير سيد عمادالدين علي وفقه الله تعالى وأبقاه...هذا الكتاب لمّا رأيت... في قراءته ودراسته سيّما...أكتب عليه شيئاً ممّا سنح بالي...يكون معيناً في مطالعته... إفادته أكثر من استفادته...والمعونة والتوفيق.

قال المصنف (رحمه الله): (المقدّمة الثالثة: في السهام، وهي ستّة)(2).

المراد بها هنا السهام المذكورة في القرآن(3)، فإنّها منحصرة في ستّة: النصف، والربع، والثمن، والثلثان، والثلث، والسدس.

وقد يقال في حصره: النصف ونصفه ونصف نصفه، والثلثان ونصفها ونصف نصفها.

قوله: (والنصف يجتمع مع مثله)(4).

____________

1- بما أنّ مقدّمة هذه الحاشية غير واضحة وكلماتها وردت مقطّعة، لذلك اضطررنا لوضع عدّة نقاط مكان الكلمات الغير المقروءة. علماً بأنّ هذه المقدّمة لم ترد في " ط 2".

2- المختصر النافع ص 386 س 1. علماً بأنّنا سوف لا نُكرّر اسم الكتاب في استخراج المتن بل نقتصر على ذكر رقم الصفحة والسطر.

3- النساء: 11 ـ 12.

4- ص 386 س 12.


الصفحة 15
مثل الزوج والاُخت لكلّ واحد النصف(1).

قوله: (ومع الربع)(2).

أي النصف مع الربع، مثل البنت والزوج(3)، أو الاُخت والزوجة(4).

قوله: (والثمن)(5).

أي النصف مع الثمن، مثل البنت والزوجة(6).

قوله: (والثلث)(7).

أي النصف مع الثلث، مثل الزوج والاُم(8).

قوله: (والسدس)(9).

أي النصف مع السدس، مثل البنت والأبوين أو أحد الأبوين(10).

قوله: (ولا يجتمع الربع مع الثمن)(11).

لأنّ الربع سهم الزوج مع الولد، والثمن سهم(12) الزوجة. أو لأنّ الربع سهم الزوجة بدون الولد، والثمن نصيبهامع الولد.

____________

1- لأنّ حصّة الزوج مع عدم الولد هي النصف، وحصّة الاُخت كذلك.

2- ص 386 س 12.

3- لأنّ حصّة البنت وحدها النصف، وحصّة الزوج مع الولد الربع.

4- لأنّ حصّة الاُخت وحدها النصف، وحصّة الزوجة مع عدم الولد الربع.

5- ص 386 س 12.

6- لأنّ حصّة البنت وحدها النصف، وحصّة الزوجة مع الولد الثمن.

7- ص 386 س 12. وفيه: ومع الثلث.

8- لأنّ حصّة الزوج مع عدم الولد النصف، وحصّة الاُم وحدها الثلث.

9- ص 386 س 12.

10- لأنّ حصّة البنت وحدها النصف، وحصّة الأبوين أو أحدهما السدس.

11- ص 386 س 12 ـ 13.

12- سهم: لم ترد في " ط2 ".


الصفحة 16

قوله: (ويجتمع الربع مع الثلثين)(1).

مثل الزوج والبنتين(2)، أو الزوجة مع الاُختين(3).

قوله: (والثلث)(4).

أي يجتمع الربع مع الثلث، مثل الزوجة والاُم.

قوله: (والسدس)(5).

أي الربع مع السدس، مثل الزوج والاُم مع الولد.

قوله: (ويجتمع الثمن مع الثلثين)(6).

مثل الزوجة والبنتين.

قوله: (والسدس)(7).

أي يجتمع الثمن مع السدس، مثل الزوجة وأحد الأبوين مع الولد.

قوله: (ولا يجتمع مع الثلث)(8).

أي الثمن مع الثلث ; لأنّ الثمن سهم الزوجة مع الولد، والثلث سهم الاُم مع عدم الولد.

قوله: (ولا الثلث مع السدس تسمية)(9).

____________

1- ص 386 س 13.

2- لأنّ حصّة الزوج مع الولد الربع، وحصّة البنتين الثلثان.

3- لأنّ حصّة الزوجة مع عدم الولد الربع، وحصّة الاختين الثلثان.

4- ص 386 س 13.

5- ص 386 س 13.

6- ص 386 س 14.

7- ص 386 س 14.

8- ص 386 س 14.

9- ص 386 س 14.


الصفحة 17
لأنّ سهم الاُم مع عدم الحجب الثلث، والسدس مع الحجب(1). وإنّما قال (تسمية) ; لأنّه ربّما يجتمع الثلث مع السدس اتّفاقاً، كما إذا خلّف الميّت أبوين وزوجاً، فالفريضة ستّة: للزوج النصف، وللاُم الثلث، وللأب الباقي وهو السدس.

قوله: (التَعصيب باطل)(2).

وهو ردّ فاضل التركة على العُصبة، وهي الأقارب من الأب.

قوله: (الثانية: لا عَول في الفرائض)(3).

وهو الزيادة في الفريضة والنقصان في النصيب.

قوله: (بل يدخل النقص...إلى آخره)(4).

كما إذا خلّف الميّت الأبوين وبنتاً وزوجاً(5)، فالفريضة من اثني عشر: للأبوين السدسان وهما أربعة، وللزوج الربع وهوثلاثة، بقي خمسة للبنت فيدخل النقص عليها ; لأنّ نصيبها ستة من اثني عشر. ومَن قال بالعَول جعل الفريضة ثلاثة عشر.

قوله: (ولو كانت بنت فلها النصف، وللأبوين السدسان، والباقي يرد أخماساً)(6).

اعلم أنّه لو اجتمع مع البنت أو البنتين الأبوان أحدهما والزوج والزوجة، فيحصل منه اثنتا عشرة مسألة، أربعة منها: الأبوان والبنت،

____________

1- في " ط 2 ": الحاجب.

2- ص 386 س 16.

3- ص 386 س 18.

4- ص 386 س 19.

5- حصّة الزوج هنا الربع، وحصّة البنت النصف، وحصّة الأبوين السدسان.

6- ص 387 س 14.


الصفحة 18
الأبوان والبنتان، أحد الأبوين والبنت، أحد الأبوين والبنتان، وأصل الفريضة في هذه الأربعة ستة(1).

وإذا دخل الزوج حصل أربعة اُخرى، وأصل الفريضة اثناعشر(2). وإذا دخلت الزوجة حصل أربعة اُخرى، والفريضة أربعة وعشرون(3).

قوله: (ولو كان مَن يحجب الاُم ردّ على الأب والبنت أرباعاً)(4).

يعني لو خلّف الميّت أبوين وبنتاً وخلف مَن يحجب الاُم، فالفريضة ستّة: للبنت النصف وهو ثلاثة، وللأبوين السدسان وهما اثنان، بقي واحد لاينقسم على الأب والبنت منكسراً في أربعة، فتضرب الأربعة في الستّة بلغ أربعة وعشرين:للبنت النصف وهو إثنا عشر، وللأبوين السدسان وهما ثمانية. بقي أربعة: ثلاثة للبنت، وواحد للأب، ولا ردّ للام للحجب.

قوله: (ولو كانت بنتان فصاعداً فللأبوين السدسان، وللبنتين أو البنات الثلثان بالسوية)(5).

يعني به أنّه لو خلّف الميّت أبوين وبنتاً فالفريضة من ستة: النصف للبنت وهو ثلاثة، والسدسان للأبوين وهما اثنان، بقي واحد، والواحد لا ينقسم بالردّ عليهم، فيكون منكسراً في خمسة، فضربنا الخمسة في أصل الفريضة بلغ ثلاثين.فالسدسان وهما عشرة للأبوين، والنصف وهو خمسة عشر للبنت، بقي خمسة تردّ ثلاثة إلى البنت(6) ; لأنّ نصيبها من أصل

____________

1- فحصّة البنت وحدها النصف، والبنتين الثلثان، والأبوين السدسان.

2- لأنّ حصّة الزوج مع الولد هي الربع.

3- لأنّ حصّة الزوجة مع الولد هي الثمن.

4- ص 387 س 15.

5- ص 387 س 16 ـ 17.

6- في " ط 2 ": للبنت.


الصفحة 19
الفريضة ثلاثة، والاثنان للأبوين ; لأنّ نصيبهما من الأصل اثنان، فيكون الرد أخماساً.

قوله: (ولو كان معهما أو معهّن أحد الأبوين كان له السدس، ولهما أولهّن الثلثان، والباقي يردّ أخماساً)(1).

أصل الفريضة ستّة: لأحد الأبوين السدس وهو واحد، وللبنتين فصاعداً الثلثان وهما أربعة. بقي واحد لا ينقسم بالردّ عليهم فينكسر في خمسة، فضربنا الخمسة في أصل الفريضة تبلغ ثلاثين: لأحد الأبوين السدس وهو خمسة، وللبنين فصاعداً الثلثان وهما عشرون. بقي خمسة: لأحد الأبوين واحد، وللبنتين فما زاد الأربعة.

قوله: (ولو كان مع البنت والأبوين زوج أو زوجة...إلى آخره)(2).

لو خلّف الميّت أبوين وبنتاً وزوجاً، تطلب أقل عدد تخرج منه سهامهم من غير كسر، والسهام هنا الربع والسدس والنصف(3)، فتكون الفريضة اثني عشر: للزوج الربع وهو ثلاثة، وللأبوين السدسان وهما أربعة، والباقي للبنت دخل النقص عليها ; لأنّ نصيبها ستة من اثني عشر.

قوله: (وللزوجة الثمن...إلى آخره)(4).

لو خلّف الميّت أبوين وبنتاً وزوجة، فأقلّ عدد يخرج منه الثمن والسدس والنصف(5) لايكون إلاّ أربعة وعشرون: للزوجة الثمن وهو ثلاثة،

____________

1- ص 387 س 18 و ص 388 س 1.

2- ص 388 س 2.

3- النصف للبنت وحدها، والسدس للأبوين، والربع للزوج مع وجود الولد.

4- ص 388 س 2 ـ 3.

5- النصف حصّة البنت وحدها، والسدس للأبوين، والثمن حصّة الزوجة مع وجود الولد.


الصفحة 20
وللأبوين السدسان وهما ثمانية، وللبنت النصف وهو اثناعشر. بقي واحد لا ينقسم عليهم فينكسر في خمسة، ضربنا الخمسة في أربعة وعشرون بلغ مائة وعشرين: للزوجة خمسة عشر، وللأبوين أربعون، وللبنت ستون. بقي خمسة: اثنان للأبوين، والثلث للبنت، فيكون أخماساً.

قوله: (ولو كان مَن يحجب الاُم ردّدناه على الأب والبنت أرباعاً)(1).

فخرج من ستة وتسعين(2).

قوله: (المرتبة الثانية الاُخوة والأجداد)(3).

ليس لهم نصيب إلاّ مع فقد المرتبة الاُولى ولو كانت زوجة.

قوله: (ويكون حكمهم في الانفراد والاجتماع ذلك الحكم)(4).

يعني يرث المال إن كان واحداً، وإن كانوا أكثر فالمال بينهم بالسويّة.

____________

1- ص 388 س 5.

2- حصّة البنت هنا النصف، وحصّة الأبوين السدسان، وحصّة الزوجة الثمن. فأقل عدد تخرج منه مخارج هذه الحصُص هو أربعة وعشرون: للزوجة ثلاثة، وللأبوين ثمانية، وللبنت اثناعشر. وبقي من المجموع واحد، يرّد على البنت والأب بحصصهما، وبما أنّ الواحد لا ينقسم على الأب والبنت حسب حصصهما، فينكسر في أربعة، فنضرب الأربعة في أصل الفريضة ـ أربعة وعشرون ـ يحصل ستة وتسعين:

للبنت النصف، وهو ثمانية وأربعون.

وللأبوين السدسان، وهو اثنان وثلاثون.

وللزوجة الثمن وهو اثناعشر.

بقي أربعة: للبنت ثلاثة، وللأب واحد.

3- ص 389 س 7.

4- ص 389 س 17.


الصفحة 21

قوله: (ولو اجتمع الكلالات)(1).

جمع كلالة وهي لغة تُطلق على القرابة(2)، وقيل: ما عدا الولد.

والمراد هنا القرابة بالاُخوّة إمّا من طرفين، أو أحدهما.

قوله: (كان لولد الاُم السدس)(3).

إن كان واحداً، والثلث إن كانوا أكثر بينهم بالسويّة.

قوله: (والباقي لولد الأب والاُم)(4).

للذكر سهمان وللانثى سهم.

قوله: (والآخر)(5).

أي القول الآخر من قوله: (قولان).

اعلم أنّه لو كان في طرف الكلالات اناث فالصور أربعة:

الاُولى: أن يكون الاُخوة من قبل الأب واحداً، فالفريضة ستة ; لأنّه تطلب فريضة فيها السدس والنصف ; لأنّ نصيب الاُخت من قبل الاُم السدس، ونصيبهما من قبل الأب النصف، وأقل فريضة يحصل منها السدس والنصف لا تكون إلاّ ستة، فتأخذ الاُخت من قبل الاُم السدس وهو واحد، والاُخت من قبل الأب النصف وهو ثلاثة. فبقي اثنان، ففي هذه الصورة يردّ أرباعاً، فينكسر اثنان في أربعة، وبين الأربعة وأصل الفريضة توافق بالنصف، فنضرب نصف أحدهما في الآخر يبلغ اثناعشر. فتأخذ الاُخت من قبل الاُم السدس وهو اثنان، والاُخت من قبل الأب النصف وهو

____________

1- ص 389 س 18.

2- الصحاح 5: 1811 " كلل ".

3- ص 389 س 18.

4- ص 389 س 19.

5- ص 390 س 2.