قال :
« بعها واجعلها في الأزد ، فإنّي غداً لو غبت لَطُلِبْتَ ، فتمنعك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجهاً إلى حصن الموصل ، فتمرّ برجل مُقعد فتقعد عنده ، ثم تستقيه فيسقيك ، ويسألك عن شأنك ، فأخبره وادعه إلى الإسلام فإنّه يسلم ، وامسح بيدك على وركيه فإن الله يمسح ما به وينهض قائماً فيتبعك . وتمرّ برجل أعمى على ظهر الطريق ، فتستقيه فيسقيك ، ويسألك عن شأنك ، فأخبره وادعه إلى الإسلام فإنّه يسلم ، وامسح يديك على عينيه فإنّ الله عزّ وجلّ يُعيده بصيراً ، فيتبعك ، وهما يواريان بدنك في التراب ، ثم تتبعك الخيل ، فإذا صرت قريباً من الحصن في موضع كذا وكذا ورهقتك الخيل فأنزل عن فرسك ومرّ إلى الغار ، فإنّه يشترك في دمك فسقة الجن والإنس » .








ففعل ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام ، قال : فلمّا انتهى إلى الحصن قال للرجلين : اصعدا فانظرا هل تريان شيئاً ؟
قالا : نرى خيلاً مقبلة ، فنزل عن فرسه ودخل الغار وعاد فرسه ، فلمّا دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه ، وجاءت الخيل فلمّا رأوا فرسه عائداً قالوا : هذه فرسه وهو قريب ، فطلبه الرجال فأصابوه في الغار ، فكلمّا ضربوا أيديهم إلى شيء من جسمه تبعهم اللحم ، فأتوا به إلى معاوية ، فنصبه على رمح ، وهو أوّل رأسٍ نُصب في الإسلام .
ثم أنّ الكشي ذكرَ بعد ذلك كتاباً للحسين عليه السلام إلى معاوية ، وفيه قوله عليه السلام : « أولستَ قاتلِ عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ العبد الصالحَ الذي أبلته العبادةَ فنحلَ جسمه واصفرّ لونه ، بعدما آمنته وأعطيته من عهود اللهِ ومواثيقه مالو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل ، ثم قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد » (1) .
____________
1 ـ رجال الكشي : 9 ، 38 ، 46 .
(114)

وقال المفيد في الاختصاص : حدّثنا جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب :
الأركان الأربعة : سلمان ، والمقداد ، وأبوذر ، وعمار . هؤلاء الصحابة . ومن التابعين : اُويس ابن أنيس القرني الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وعمرو بن الحمق . وذكر جعفر ابن الحسين أنّه كان من أميرالمؤمنين بمنزلة سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال أيضاً : حدّثنا جعفر بن الحسين ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبي ه ، رفعه قال : قال عمرو بن الحمق الخزاعي لأميرالمؤمنين عليه السلام :
والله ما جئتك لمالٍ مِنْ الدنيا تُعطينيها ، ولا لإلتماس سلطان ترفع به ذكري ، إلاّ لأنّك ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأولى الناس بالناس ، وزوج فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وأبوالذرية التي بقيت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعظم سهماً للاسلام من المهاجرين والأنصار . . . . . إلى أن قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « اللهم نوّر قلبه باليقين ، وأهدهِ إلى الصراط المستقيم ، ليس في شيعتي مائة مثلك » (1) .







12 آمنة الطباطبائيّة
آمنة بنت عبّاد بن علي بن حمزة الطباطبائي العلوي الأصفهاني .
عالمة ، فاضلة ، مدرّسة للعلوم الإسلامية ، مُحدّثة ، ذات صلاح ودين ، ومن ربّات الفصاحة والبلاغة والمحدّثات في أواخر القرن الخامس ومطلع القرن السادس الهجري .
سَمِعَتْ الحديث من أبي محمّد رزق الله التميمي ، وتصدّرت للتدريس بأصفهان .
ذكرها عمر رضا كحالة في أعلام النساء عن كتاب التحبير للسمعاني (2) ، والمحلاّتي في رياحين الشريعة (3) ، والسيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة نقلاً عن رياحين
____________
1 ـ الاختصاص : 15 ، وانظر معجم رجال الحديث 13 : 87 .
2 ـ أعلام النساء 1 : 14 .
3 ـ رياحين الشريعة 3 : 323 .

(115)

الشيعة للأستاذ عبدالحسين الصالحي (1) .

13 آمنة البغداديّة
العلوية آمنة بنت أبي محمّد الشريف قريش البغدادي ، ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين عليه السلام .
عالمة ، فاضلة ، مُحدّثة ، فقيهة ، من أكابر النساء المؤمنات في مطلع القرن السابع للهجرة في بغداد .
ولدت في بغداد ، وقرأت على أبي ها الشريف قريش البغدادي المتوفى سنة 620هـ ، ثم حضرت على الشيخ أبي طالب المبارك بن علي الصيرفي البغدادي ، وقرأت عليه كتاب فضل الكوفة تأليف أبي عبدالله محمّد بن علي الحسيني الشجري المتوفى سنة 455هـ .
وقد قرأت معها هذا الكتاب اُم ّها شرف النساء بنت أبي طالب واُختها فاطمة ، وقرأه معها أيضاً أخوها محمّد ، وكتبَ أبوهم في آخره بلاغ القراءة بتأريخ 560هـ ، وتوجد هذه النسخة النفيسة من هذا الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق ، وعنّها مصوّرة في مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام في مدينة النجف الأشرف (2) .

14 آمنة البهبهانيّة
آمنة بيگم بنت المولى محمّد باقر بن محمّد أكمل البهبهاني الحائري .
ولدت في كربلاء حدود سنة 1160هـ ، وتوفيّت فيها حدود سنة 1243هـ ، ودفنت عند نجلها السيد محمّد المجاهد المتوفى سنة 1242هـ في المقبرة الخاصّة المجاورة لمدرسة البقعة في سوق التجّار فيما بين الحرمين .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 3 : 6 .
2 ـ الثقات العيون في سادس القرون : 237ـ238 ، الأنوار الساطعة في المائة السابعة : 136ـ137 ، مستدركات أعيان الشيعة 3 : 6 نقلاً عن الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .

(116)

عالمة ، فاضلة ، مجتهدة ، من أفقه نساء عصرها ، متكلّمة ، واعظة ، اُصوليّة ، محقّقة ، مُحدّثة جليلة ، ذات سند قويم ، مؤلّفة ، كثيرة الزهد ، عظيمة الورع .
ولدت ونشأت في كربلاء ، وأخذت المقدّمات وفنون الأدب وعلوم العربية على أعلام اسرتها ، وتخرّجت في الفقه والاُصول والحديث على والدها المؤسس المجدد الوحيد البهبهاني الحائري المتوفى سنة 1205هـ .
ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت ابن عمّتها السيّد علي الطباطبائي الحائري المتوفّى سنة1231هـ صاحب كتاب الرياض ، ورُزقت منه ولدان : السيّد محمّد المجاهد المتوفى سنة1242هـ والسّيد مهدي الطباطبائي الحائري المتوفى سنة 1250هـ .
ذكرها السيّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة في ذيل ترجمة ولدها السيّد محمّد المجاهد قائلاً : لصاحب الترجمة أخ اسمه السيّد محمّد مهدي أصغر منه كان أيضاً عالماً جليلاً ، اُم هما بنت الآغا البهبهاني وكانت عالمة فقيهة (1) .
ونقل السيّد حسن الأمين ـ فيما استدركه على أعيان والده ـ عن الاستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة عدداً من مؤلّفاتها قائلاً : ولها مؤلّفات في الفقه والاُصول منها : مبحث الحيض من كتاب الرياض لزوجها السيّد علي الطباطبائي الحائري ، ورسالة في النفاس ، وكتاب الطهارة وغيرها .
وكلّها موجودة في مكتبة آل صاحب الرياض في كربلاء (2) .

15 آمنة المجلسي
آمنة بنت المولى محمّد تقي المجلسي ، واخت العلاّمة الكبير محمّدباقر المجلسي ، وزوجة المولى محمّد صالح المازندراني .
عالمة ، فاضلة ، فقيهة ، مجتهدة ، مُحدّثة ، مؤلّفة ، مدرّسة للعلوم الإسلامية ، أديبة ، شاعرة ،
____________
1 ـ أعيان الشيعة 9 : 443 .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 5 : 62 .

(117)

من ربّات الفصاحة والبلاغة ، ذات ورع كبير وزهد شديد .
أخذت العلم وفنون الأدب والعربية وعلم النحو والصرف والبديع والمنطق على أفاضل رجال اُسرتها ، وتخرّجت في الفقه والحديث والتفسير على والدها المجلسي الأوّل المتوفى سنة 1070هـ ، وربما أخذت عن أخيها المجلسي الثاني المتوفى سنة 1111هـ بعض العلوم الاسلامية .
تصدّرت للتدريس والافادة والإرشاد ، فكانت من نوابغ نساء عصرها ، وكان زوجها مع فضله يستفسر منها في حلّ بعض المسائل العلميّة ، والفقهيّة المستعصية ، خصوصاً العبارات الواردة في كتاب قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي .
قال الشيخ محمّد علي المدرّس التبريزي في كتابه ريحانة الأدب ما ترجمته : صادف زوجها الشيخ محمّد صالح المازندراني مسألة فقهيّة مشكلة مستعصية عجز عن حلّها ، وتركها إلى اليوم الثاني ، فكتبتها آمنة بيگم مشروحة ومبسوطة وحلّت ابهاماتها ووضعتها في غرفة زوجها ، وعند رجوع زوجها ليلاً شاهد شرح المسألة المستعصية ، ففرح فرحاً شديداً وسجد لله يشكره على نبوغ زوجته آمنة بيگم (1) .
لها مؤلّفات كثيرة منها : شرح على ألفية ابن مالك ، شرح على شواهد السيوطي ، مجموعة المسائل الفقهية ، ديوان شعر كُتب بعضه على لوحة قبرها .
ترجمها وأثنى عليها جمع من الكتّاب ، منهم : معاصرها الميرزا عبدالله أفندي الأصفهاني في رياض العلماء (2) ش ، والسيّد الروضاتي في روضات الجنّات (3) ، والسيّد محسن الأمين ذكرها في موضعين من كتابه : سمّاها في الأول (4) ، ولم يسمّها في الثاني (5) ، وولده السيّد حسن الأمين في
____________
1 ـ ريحانة الأدب 5 : 148 . 2 ـ رياض العلماء 5 : 407 .
3 ـ روضات الجنّات 2 : 118 .
4 ـ أعيان الشيعة 2 : 95 .
ـ أعيان الشيعة 3 : 607 .

(118)

مستدركات أعيان الشيعة (1) ، والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب (2) ، والمحلاّتي في رياحين الشريعة (3) ، وعمررضا كحالة في أعلام النساء (4) .

16 آمنة القزوينيّة
آمنة بنت الشيخ محمّدعلي ابن الشيخ عبدالكريم ابن الشيخ محمّديحيى ابن المولى محمّد شفيع بن محمّد رفيع بن فتح الله .
عالمة ، فاضلة ، مدرّسة للعلوم الإسلامية ، شاعرة ، زاهدة ، عابدة ، متورّعة .
وُلدت في قزوين سنة 1202هـ ، وتزوّجت الشيخ محمّد صالح البرغاني حدود سنة 1219هـ ، وتوفّيت حدود سنة 1269هـ .
قرأت المقدّمات على أخيها الشيخ عبدالوهاب القزويني ، ثم حضرت الفقه والاُصول على زوجها المذكور ، وأخذت الحكمة والفلسفة العالية عن الشيخ الملا الحكميّ القزويني في المدرسة الصالحية ، كما حضرت درس الشيخ أحمد الأحسائي في قزوين ، حتى بلغت درجة عالية في العلم والفضل ، وكان زوجها يأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها في أحكام الدين .
أنشأت رحمها الله حوزة علمية نسائية في كلّ من كربلاء وقزوين ، وأخذت على عاتقها تدريس النساء العلوم الاسلامية العالية .
لها إجازات في الرواية مفصّلة من زوجها وأخيها والشيخ أحمد الأحسائي ، ولها بعض الرسائل مع أبي الثناء محمود الآلوسي وذلك حين نزلت بنتها قرّة العين في دار الآلوسي ببغداد ، ولها قصيدة طويلة تقع في أربعمائة وثمانين بيتاً في لسان حال السيّدة زينب الكبرى سلام الله
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 4 : 8 .
2 ـ الكنى والألقاب 2 : 62 و 97 .
3 ـ رياحين الشريعة 3 : 329 .
4 ـ أعلام النساء 1 : 9 .

(119)

عليها (1) .

17 آمنة بنت الإمام الكاظم عليه السلام
من ربّات العبادة والصلاح ، والزهد والتقوى ، كانت من طبقة الأشراف .
حكى خادم روضتها أنّه كان يسمع عندها قراءة القرآن في الليل ، وينسب إليها المشهد المعروف باسمها بمصر بالقرافة الصغرى .
وروى سادن روضتها : أنّ رجلاً جاء بعشرين رطلاً من الزيت ، وعاهد الخادم أن يوقدها في ليلة واحدة ، فجعله الخادم في القناديل ، فلم يوقد منه شيء ، فتعجّب الخادم من ذلك ، ورآها في المنام فقالت له : يا فقيه ردّ عليه زيته واسأله من أين اكتسبه ، فإنّا لا نقبل إلاّ الطيّب .
فلمّا أصبح جاء إلى الرجل الذي أعطاه الزيت وقال له : خُذْ زيتك .
فقال : لِمَ آخذه ؟
فقال : إنّه لم يوقد منه شيء ، ورأيتها في المنام فقالت : لا تقبل إلاّ الطيّب .
فقال صَدَقَتْ السيّدة ، إني رجل مكّاس .
فقال : قفْ وخذه (2) .

18 آمنة بنت وهب
آمنة بنت وهب بن عبدمناف ، من قريش ، اُم النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم .
____________
1 ـ مستدركات أعيان الشيعة 2 : 7 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة ، دائرة المعارف تشيّع 1 : 236 .
2 ـ انظر : عمدة الطالب : 196 ، الإرشاد : 303 ، كشف الغمة 2 : 236 ، نورالأبصار : 198 ، إعلام الورى : 312 ، الفصول المهمة : 242 ، تاج المواليد : 124 ، تذكرة الخواص : 351 ، مطالب السؤل 1 : 65 ، أعلام النساء 1 : 17 ، معجم البلدان 5 : 142 ، أعيان الشيعة 2 : 104 ، تحفة العالم 2 : 23 ، تأريخ الأئمة : 20 ، المستجاد من كتاب الإرشاد : 444 ، الصراط السوي : 389 ، الأنوار النعمانية 1 : 380 ، تأريخ قم : 199 ، فاطمة بنت موسى الكاظم عليه السلام : 32 ، رياحين الشريعة 3 : 325 .

(120)

كانت أفضل امرأة في قريش نسباً ومكانة ، امتازت بالذكاء وحسن البيان .
ربّاها عمّها وهيب بن عبدمناف ، وتزوّجها عبدالله بن عبدالمطلب ، فحملت بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، ورحل عبدالله بتجارة إلى غزّة ، فلمّا كان في المدينة عائداً مرض فمات بها ، وولدت آمنة بعد وفاته ، فكانت تخرج كلّ عام من مكّة إلى المدينة فتزور قبره وأخوال أبي ه بنيعديّ بن النجار ، فمرضت في إحدى رحلاتها هذه وتوفيت بموضع يقال له « الأبواء » بين مكّة والمدينة ، ولابنها من العمر ست سنين ، وقيل : أربع (1) .

19 اُخت المولى رحيم الأصفهاني
ذكرها المولى عبدالله الأفندي الأصفهاني في الرياض قائلاً :
وأيضاً الآن بأصفهان اُخت المولى رحيم الأصفهاني الساكن بمحلّة كران ، من العلماء والكتّاب ، ورأيتُ خطّها وبعض فوائدها ، ومن ذلك شرح اللمعة بخطّها في غاية الجودة ، وهي تكتب بخطّ النسخ ، والنستعليق ، وقد قرأتْ على والدها وأخيها أيضاً (2) .
ونقل هذا الكلام السيّد الأمين في الأعيان في موضعين (3) ، والمحلاّتي في الرياحين (4) .

20 أروى بنت الحارث الهاشميّة
أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم ، ابنة عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال ابن سعد في الطبقات : اُم ّها غزية بنت قيس بن طريق بن عبدالعزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر .
____________
1 ـ انظر أعيان الشيعة 1 : 218 ، الأعلام للزركلي نقلاً عن : طبقات ابن سعد 1 : 59 ، السيرة النبوية لابن هشام 1 : 53 و 57 ، تأريخ الإسلام للذهبي 1 : 21 و 35 ، تهذيب الاسماء واللغات 1 : 22 و 24 ، الدر المنثور : 16 ، سفينة البحار 1 : 44 ، عيون الأثر 1 : 24 .
2 ـ رياض العلماء 5 : 409 .
3 ـ أعيان الشيعة 2 : 275 ، 3 : 222 .
4 ـ رياحين الشريعة 4 : 195 .

(121)

تزوّجها أبووداعة بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم فولدت له : المطلب ، وأباسفيان ، و اُم جميل ، و اُم حكيم ، والربعة بني أبي وداعة (1) .
وهي من ربّات الفصاحة والبلاغة ، كانت أغلظ الوافدات على معاوية بن أبي سفيان ، حيث أسمعته ومن معه كلاماً قارصاً .
قال ابن طيفور في بلاغات النساء : روى ابن عائشة ، عن حمّاد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : دخلتْ أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب على معاوية ابن أبي سفيان بالموسم ، وهي عجوز كبيرة ، فلمّا رآها قال : مرحباً بك يا عمّة .
قالتْ :
كيف أنتَ يابن أخي ، لقد كفرتَ بعدي بالنعمة ، وأسأتَ لابن عمّك الصحبة ، وتسمّيتَ بغير اسمك ، وأخذت غيرَ حقّك ، بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام (2) . ولقد كفرتم بما جاء به محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، فأتعس الله منكم الجدود ، وأصعر منكم الخدود (3) ، حتّى ردّ الله الحقّ إلى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم هو المنصور على من ناوأه ولو كره المشركون .
فكنّا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظّاً ونصيباً وقدراً ، حتى قبض الله نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم مغفوراً ذنبه ، مرفوعاً درجته ، شريفاً عند الله مرضياً ، فصرنا أهل البيت فيكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عمّ سيّد المرسلين فيكم بعد نبيّنا بمنزلة










____________
1 ـ الطبقات الكبرى 8 : 50 .
2 ـ في العقد الفريد : من غير دِين كان منك ولا من آبائك ، ولا سابقة في الإسلام .
3 ـ في العقد : فأتعس منكم الجدود ، وأضرع منكم الخدود .
الجَدُّ : الحظ والسعادة . لسان العرب 3 : 108 ( جدد ) .
أضرع : أذل . لسان العرب 8 : 221 ( ضرع ) .

(122)

هارون من موسى ، حيث يقول : ( يابن اُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (1) ف ، ولم يجتمع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنّة وغايتكم النار .




قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة أقصري من قولك ، وغضي منه طرفك .
قالت : ومن أنتَ لا اُم لك ؟
قال : عمرو بن العاص .
قالت : يابن اللخناء النابغة (2) أتكلمني ؟ ! أربع على ضلعك (3) ، وأعن بشأن نفسك ، فوالله ما أنتَ من قريش في اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادّعاك ستة من قريش كلّهم يزعم أنّه أبوك (4) ، ولقد رأيتُ اُم ّك أيام منى بمكّة مع كلّ عبدٍ عاهر ، فأتمْ بهم فإنك بهم أشبه .




فقال مروان بن الحكم : أيتها العجوز الضالة ساخَ بصرك ، مع ذهاب عقلك ، فلا تجوز شهادتك .
قالت : يا بُني أتتكلم ؟ ! فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم ، وإنّك لشبههِ في زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دماته ، ولقد رأيتُ الحكمَ مادّ القامة ظاهرَ الاُم ة وسبط الشعر ، وما بينكما من قرابة إلاّ كقرابة الفرس الظامر من الأتان المقرب ، فاسأل




____________
1 ـ الأعراف : 150 .
2 ـ في العقد الفريد : النبّاغة .
قال الطريحي في مجمع البحرين 5 : 16 ( نبغ ) : نبغ الشيء ينبغ نبوغاً : أي : ظهر . ومنه « ابن النابغة » لعمرو بن العاص ، لظهورها وشهرتها في البغي .
علماً بأنّ اسم اُم عمرو بن العاص هو النابغة من بني عنزة ، كما قاله ابن حجر في الاصابة 3 : 2 .
3 ـ أربع على ضلعك : افعل بقدر ما تُطيق ، ولا تَحمل عليها أكثر ممّا تُطيق . لسان العرب 8 : 244 « ظلع » .
4 ـ في العقد الفريد : فسألت اُم ك عنهم ، فقالت : كلّهم أتاني ، فانظروا أشبههم به فألحقوه ، فغلب عليك شبه العاص بن وائل ، فلحقتَ به .

(123)

اُم ك عما ذكرتُ لك فإنّها تُخبرك بشأن أبي ك إنْ صدقتْ .
ثمّ التفت إلى معاوية فقالت : والله ما عرّضني لهؤلاء غيرك ، وانّ اُم ّك هذه للقائلة يوم اُحد في قتل حمزة رحمه الله :
نَحـنُ جَـزيناكـم بيـومِ بـدرٍ * والحربُ يوم (1) الحرب ذات سعرِ
ما كان عن عُتبة لي مِن صبـرِ * أبـي وعمّـي وأخـي وصهري
شفيت وحشـي غليل صـدري * شفيت نـفسي وقـضيت نـذري
فشكـر وحشي علـيّ عمـري * حتـى تَغيب (2) أعظمي في قبري
فأجبتُها :
يا بنتَ رقـاعٍ عـظيم الكفر * خـزِيتِ في بـدرٍ وغير بدرِ
صبّحـك الله قبيـل الفجـر * بـالهاشميين الطـوال الزهر
بكلّ قطّـاع حسـامٍ يفـري * حمزة ليثـي وعلـي صقري
إذا رام شبيب وأبوك غـدري * أعطيتي وحشي ضمير الصدر
هتـك وحشـي حجاب الستر * مـا للبغايـا بعدها مـن فخر
فقال معاوية لمروان وعمرو : ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره ، ثم قال لها معاوية : عفا الله عمّا سلف ، يا خالة هاتِ حاجتك .
قالت : مالي إليك من حاجة ، وخرجت عنه .
فقال معاوية لأصحابه : والله لو كلّمها مَنْ في المجلس جميعاً لأجابت كلّ واحدٍ بغير ما تجيب به الآخر ، وأنّ نساء بنيهاشم لأفصح من رجال غيرهم ، وبعثَ لها قبل رحيلها فأكرمها وعادتْ إلى المدينة .
وفي رواية قال لها معاوية : يا عمّة أقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء .
____________
1 ـ في العقد الفريد : بعد .
2 ـ في العقد الفريد : تَرِمّ .
ورَمَّت عظامه وأرمَّت : اذا بليت . لسان العرب 12 : 253 « رمم » .

(124)

قالت : تأمر لي بألفي دينار ، وألفي دينار ، وألفي دينار .
قال : ما تصنعين يا عمّة بألفي دينار ؟
قالت : اشتري بها عيناً خرَّارة في أرض خَوّارة (1) تكون لولد الحارث بن عبدالمطلب .
قال : نِعْمَ الموضع وضعتيها ، فما تصنعين بألفي دينار ؟
قالت : اُزوّج بها فتيان عبدالمطلب من أكفائهم .
قال : نِعْمَ الموضع وضعتيها ، فما تصنعين بألفي دينار ؟
قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام .
قال : نِعْمَ الموضع وضعتيها ، هي لك نعم وكرامة .
ثم قال : أما والله لو كان عليٌّ ما أمرَ لَكِ بها .
قالت : صدقتَ ، إنّ علياً أدّى الأمانة ، وعمل بأمر الله وأخذ به . وأنتَ ضيّعت أمانتك وخنت الله في ماله ، فأعطيتَ مالَ الله مَنْ لا يستحقه ، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيّنها فلم تأخذ بها ، ودعانا إلى أخذ حقّنا الذي فرض الله لنا ، فشغل بحربك عن وضع الاُم ور مواضعها . وما سألتك من مالك شيئاً فتمنَّ به ، إنّما سألتك من حقّنا ، ولا نرى أخذ شيء غير حقّنا ، أتذكر علياً فضّ الله فاك وأجهد بلاءك ، ثم علا بكاؤها وقالت :






ألا يا عين وَيْحَكِ أسعدينـا * ألا وابْكـي أميـرَالمـؤمنينا
رُزينا خَيْرَ مَنْ رَكبَ المطايا * وفـارسها وَمَنْ رَكبَ السفينا
وَمَنْ لَبسَ النعالَ أو احتذاها * وَمَـنْ قـرأ المَثاني والمئينا
إذا استقبلتَ وجهَ أبي حسنٍ * رأيْتَ البـدرَ راعَ النظـارينا
ولا والله لا أنـسـى عَليّـاً * وحُسـنَ صَلاتِهِ في الراكعينا

____________
1 ـ أرض خوّارة : ليّنة سهلة . لسان العرب 4 : 262 ( خَوَرَ ) .
والخرّارة : عين الماء الجاريه ، سميت خرّارة لخرير مائها ، وهو صوته . لسان العرب 4 : 234 ( خرر ) .

(125)

أفي الشهرِ الحرام (1) فجتمونا * بخيـرِ النـاس طُـرّاً أجمعينا
فأمر معاوية لها بستة آلاف دينار ، وقال لها : يا عمّة انفقي هذه في ما تُحبين ، فإذا احتجتيني فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك (2) ومعونتك إن شاء الله .
ومن شعرها قالت ترثي أباها :
عَينيَّ جـودا بدَمْعٍ غَيـر مَمْنـونِ * إذْ أنهما لا بِدَمْـعِ العَينِ يُشفِينـي
إنّـي نَسيـتُ أبـا أروى وذكـرتهِ * عَـنْ غَيْـرِ مـا بغضَـةٍ ولا هَوْنِ
مـا زَالَ أبي ضَ مِكْرامـاً لاُسرَتِـهِ * رَحْبَ المحاسِنِ في خَصبٍ وفي لِينِ
مِـنْ آلِ عَبْـدِ مُنـافٍ إنّ مَهْلَكَـهُ * وَلـَوْ لقيت رغـوبَ الدَهْرِ يَعْصيني
مِنْ الّذين مَتـى مـا تغش نـاديَهم * تَلْقـى الخضـارِمَةَ الشمّ العـرانينِ
روى ذلك أيضاً ابن عبد ربّه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على معاوية ـ عن العباس بن بكار ، قال : حدّثني عبدالله بن سليمان المدني وأبوبكر الهذلي : أنّ أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب دخلت على معاوية وهي عجوز ، فلما رآها معاوية قال : مرحباً بك وأهلاً يا عمة . . . . . . (3) .
قال الزركلي : إنّها توفّيت حدود سنة 50هـ .
نعم ، هكذا كنّ نساء العقيدة والمبدأ يتحلّين بالشجاعة والصبر والثبات على ما أنعم الله عليهنّ بمعرفة الولاية الحقّة ، فتراهنَّ في حياة الإمام عليّ سلام الله عليه يقفنَ إلى جنبه يجاهدن بلسانهن ، ويحضرن معه واقعة صفين يحرّضن الرجال على القتال بشعرٍ أو نثرٍ ، وبعد استشهاده عليه السلام واغتصاب معاويةالخلافة نراهيبعث وراءهن قاصداً إذلالهنَّ واظهار نفسه أمام
____________
1 ـ هكذا ورد ، والصحيح : الصيام .
2 ـ الصَّفَدُ بالتحريك : العطاء . الصحاح 2 : 498 ( صفد ) ، تاج العروس 2 : 400 ( صفد ) .
3 ـ انظر : الأربعون حديثاً لمنتجب الدين ، الحكاية العاشرة : 89 ، وعنه : ( احقاق الحق 8 : 810 ، مقصد الراغب : 186 ( مخطوط ) مرسلاً ، البحار 42 : 118 مرسلاً عن قتادة ) ، أعيان الشيعة 3 : 245 ، رياحين الشريعة 3 : 333 ، أعيان النساء : 24 ، الدر المنثور ، 25 ، بلاغات النساء : 27 ، العقد الفريد 1 : 357 ، الطبقات الكبرى لابن سعد 8 : 50 ، الإصابة في تمييز الصحابة 4 : 227 ، أعلام النساء 1 : 29 ، الاعلام للزركلي 1 : 290 .

(126)

الناس بأنه يتحلّى بالعفو عند المقدرة إذ يعفو عنهن ويكرم بعضهن ، إلاّ أنهنَّ يقفنَ موقفاً بطولياً ويسمعنَ معاوية ومن معه كلاماً قارصاً يدل على ثبات عقيدتهن ورسوخها ، نعم إنّها كلمة حقٍّ عند سلطان جائر .
كل هذا سنلاحظه في ترجمة : آمنة بنت الشريد ، بكارة الهلالية ، سودة بنت عمارة ، عكرشة بنت الأطلش ، اُم الخير بنت الحريش البارقية ، دارمية الحجونية الكنانية ، الزرقاء بنت عدي اليمانية ، اُم سنان ، اُم البرّاء بنت صفوان .

21 أروى بنت ربيعة الهاشميّة
أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم ، اُميحيى وواسع بن حبان بن منقذ .
مُحدّثة ، روى حديثها عطاف بن خالد ، عن اُم ّه ، عن اُم ّها .
وذكرها الدارقطني في كتاب الاُخوة ، وقال : تزوّجها حبان بن منقذ الأنصاري فولدت له ولداً ، ويقال بل اسمها هند (1) .

22 أروى بنت عبدالمطلب الهاشميّة (2)
أروى بنت عبدالمطلب بن هاشم ، عمّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
كانت فصيحة اللسان ، بليغة الكلام ، شاعرة ، وهي صحابية جليلة ، دافعتْ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت تشجّع ولدها على اتّباع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : اُم ّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
____________
1 ـ أعيان الشيعة 3 : 245 ، رياحين الشريعة 3 : 332 ، اُسد الغابة 5 : 390 ، الإصابة4 : 227 .
2 ـ انظر ترجمتها في : اُسد الغابة 5 : 227 ، أعلام النساء 1 : 32 ، أعيان الشيعة 3 : 245 ، أعيان النساء : 28 ، الاستيعاب ( المطبوع بهامش الإصابة ) 4 : 244 ، الإصابة 4 : 22 ، الطبقات الكبرى 8 : 42 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 4 : 52 ، رياحين الشريعة 3 : 331 ، سيرة ابن هشام 1 : 113 و114 و179 .

(127)

وفي الاستيعاب : اختلف في اُم أروى بنت عبدالمطلب : فقيل : اُم ّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم ، فلو صحّ هذا كانت شقيقة عبدالله والزبير و أبي طالب وعبدالكعبة و اُم حكيم و اُميمة وعاتكة وبرة .
وقيل : بل اُم ّها صفيّة بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة ، فلو صح هذا كانت شقيقة الحارث بن عبدالمطلب . وأهل النسب لا يعرفون لعبدالمطلب إلاّ من المخزومية ، إلاّ صفيّة وحدها فإنّها من الزهرية .
وقال في الطبقات : تزوّجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبدمناف بن قصي ، فولدت له طليباً ، ثم خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصي ، فولدت له فاطمة ، ثم أسلمت أروى بنت عبدالمطلب بمكّة وهاجرت إلى المدينة .
ثم روى بسنده أن طليبَ بن عمير أسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، ثم خرج فدخل على اُم ه أروى فقال : تبعتُ محمّداً وأسلمتُ لله .
فقالت له : إنَّ حقَّ مَنْ وازرتَ وعضدتَ ابن خالك ، والله لو كنّا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه .
قال : فما يمنعك يا اُمي من أن تسلمي وتتبعيه ، فقد أسلم أخوك حمزة .
فقالت : أنظر ما تصنع أخواتي ثم أكون احداهن .
قال : فإنّي أسألكِ بالله إلاّ أتيته فسلّمتِ عليه وصدّقتيه وشهدت أن لا إله إلاّ الله وأن محمّداً رسول الله .
ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلسانها ، وتحضّ ابنها على نصرته والقيام بأمره .
وروى أيضاً : أنّ أباجهل وعدّة من كفار قريش عرضوا للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فآذوه ، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجّه بها ، فأخذوه وأوثقوه ، فقام دونه أبولهب حتى خلاّه ، فقيل لأروى : ألا ترين ابنك قد صيّر نفسه غرضاً دون محمّد .
فقالت : خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله وقد جاء بالحقِّ مِنْ عند الله .
فقالوا : ولقد تبعتِ محمّداً ؟