310 العلويّة البلخيّة
قال ابن أبي جمهور الأحسائي في كتابه « عوالي اللآلىء العزيزيّة » نقلاً عن العلاّمة في كتابه « منهاج اليقين في فضائل أمير المؤمنين » : ذكر العلاّمة طيّب الله رمسه في كتابه المذكور بسنده عمّن رواه قال :
وقعت في بعض السنين ملحمة بقم ، وكان بها جماعة من العلويين ، فتفرّق أهلها في البلاد ، وكان فيها امرأة علويّة صالحة كثيرة الصلاة والصيام ، وكان لها زوج من أبناء عمّها اُصيب في تلك الملحمة ، وكان لها أربع بنات صغار من ابن عمّها ذلك ، فخرجت مع بناتها من قم لما خرجت الناس منها ، فلم تزل ترمي بها الغربة من بلد إلى بلد حتى أتت بلخ ، وكان قدومها إليها أبان الشتاء ، فقدمت بلخ في يوم شديد البرد ذي غيم وثلج ، فحين قدمت بلخ بقيت متحيّرة لا تدري أين تذهب ، ولا تعرف موضعاً تأوي إليه لحفظها وبناتها عن البرد والثلج .
فقيل لها : إنّ بالبلد رجل من أكابرها معروف بالإيمان والصلاح يأوي إليه الغرباء وأهل المسكنة ، فقصدت إليه العلويّة وحولها بناتها ، فلقيته جالساً على باب داره وحوله جلساءه وغلمانه ، فسلّمت عليه وقالت : أيّها الملك إنّي امرأة علويّة ومعي بنات علويّات ونحن غرباء ، وقدمنا إلى هذا البلد في هذا الوقت وليس لنا مَنْ نأوي إليه ، ولا بها من يعرفنا فننحاز إليه ، والثلج والبلد قد أضرّنا ، وقد دُلِلنا عليكَ فقصدناك .
فقال : ومَن يعرف أنّك علويّة ، آتيني على ذلك بشهود .
فلمّا سمعت كلامه خرجت من عنده حزينة تبكي ودموعها تنثر ، وبقيت واقفة في الطريق متحيّرة لا تدري أين تذهب ، فمرّ بها سوقي فقال : مالكِ أيّتها المرأة واقفة والثلج يقع عليك وعلى هذه الأطفال معك ؟
فقالت : أنّي امرأة غريبة لا أعرف موضعاً آوي إليه .
فقال لها : امضي خلفي حتى أدلّك على الخان الذي يأوي إليه الغرباء ، فمضت خلفه .
قال الراوي : وكان بمجلس ذلك الملك رجلاً مجوسيّاً ، فلمّا رأى العلوية وقد ردّها الملك


(555)

وتعلل عليها بطلب الشهود ، وقعت لها رحمة في قلبه ، فقام في طلبها مُسرعاً فلحقها عن قريب ، فقال : إلى أين تذهبين أيتها العلويّة ؟
قالت : خلف رجل يدلّني إلى الخان لآوي إليه .
فقال لها المجوسي : لا ، بل ارجعي معي إلى منزلي فآوي إليه فإنّه خير لكِ .
قالت : نعم ، فرجعت معه إلى منزله فأدخلها منزله ، وأفردَ لها بيتاً من خيار بيوته ، وأفرشه لها بأحسن الفرش وأسكنها فيه ، وجاء لها بالنار والحطب ، وأشعل لها التنور ، وأعدّ لها جميع ما تحتاج إليه من المأكل والمشرب . وحدّث امرأته وبناته بقصتها مع الملك ففرح أهله بها ، وجاءت إليها مع بناتها وجواريها ، ولم تزل تخدمها وبناتها وتأنّسها حتى ذهب عنهنّ البرد والتعب والجوع .
فلمّا دخل وقت الصلاة قالت المرأة : ألا نقوم إلى قضاء الفرض ؟
قالت لها امرأة المجوسي : وما الفرض ؟ إنّا اُناس ليس على مذهبكم ، إنّا على دين المجوس . لكنّ زوجي لمّا سمع خطابك مع الملك وقولك : إنّي امرأة علويّة ، وقعت محبتكِ في قلبه لأجل اسم جدّك ، وردّ الملك لك مع أنّه على دين جدكِ .
فقالت العلويّة : اللهم بحقّ جدّي وحرمته عند الله أسأله أن يوفّق زوجك لدين جدي ، ثم قامت العلويّة إلى الصلاة والدعاء طول ليلها بأن يهدي الله ذلك المجوسي لدين الإسلام .
قال الراوي : فلمّا أخذ المجوسي مضجعه ونام مع أهله تلك الليلة ، رأى في منامه أنّ القيامة قد قامت والناس في المحشر ، وقد كضّهم العطش وأجهدهم الحر ، والمجوسي في أعظم ما يكون من ذلك ، فطلب الماء فقال له قائل : لا يوجد الماء إلاّ عند النبيّ محمّد وأهل بيته ، فهم يسقون أولياءهم من حوض الكوثر .
فقال المجوسي : لأقصدنهم فلعلّهم يسقوني جزاءً لما فعلت مع ابنتهم وايوائي إيّاها ، فقصدهم ، فلمّا وصلهم وجدهم يسقون مَن يرد إليهم من أوليائهم ويردّون مَن ليس من أوليائهم ، وعلي عليه السلام واقف على شفير الحوض وبيده الكأس ، والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالس والحسن والحسين عليهما السلام وأبنائهم . فجاء المجوسي حتى وقف عليهم وطلب الماء وهو لمّا به من العطش ،


(556)

فقال له علي عليه السلام : « إنّكَ لستَ على ديننا فنسقيك » .
فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي اسقه » .
فقال : « يا رسول الله إنّه على دين المجوس » .
فقال : « يا علي إنّ له عليكَ يداً ومنّة ، قد آوى ابنتكَ فلانة وبناتها ، فكنّهم عن البرد وأطعمهم عن الجوع ، وها هي الآن في منزله مكرّمة » .
فقال علي عليه السلام : « اُدن منّي اُدن منّي » .
فقال : فدنوتُ منه ، فناولني الكأس بيده ، فشربتُ منه شربة وجدتُ بردها على قلبي ، ولم أر شيئاً ألذّ ولا أطيب منها .
قال الراوي : وانتبه المجوسي من نومته وهو يجد بردها على قلبه ، ورطوبتها على شفتيه ولحيته ، فانتبه فزعاً فقالت زوجته : ما شأنك ؟ فحدّثها بما رآه من أوّله إلى آخره ، وأراها رطوبة الماء على شفتيه ولحيته .
فقالت له : يا هذا إنّ الله قد ساق إليكَ خيراً بما فعلتَ مع هذه المرأة العلويّة والأطفال العلويين .
فقال : نعم ، والله لا أطلب أثراً بعد عين .
قال الراوي : وقام الرجل المجوسي من ساعته ، وأسرج الشمع ، وخرج هو وزوجته حتى دخلَ على البيت الذي تسكنه العلويّة ، وحدّثها بما رآه ، فقامت وسجدت لله شكراً ، وقالت : والله إنّي لم أزل طول ليلتي أطلب إلى الله هدايتك للإسلام ، والحمد لله على استجابة دعائي فيك .
فقال لها : أعرضي عليّ الإسلام ، فعرضته عليه ، فأسلم وحسن إسلامه ، وأسلمت زوجته وجميع بناته وجواريه وغلمانه ، وأحضرهم مع العلويّة حتى أسلموا جمعيهم .
قال الراوي : وأمّا ما كان من أمر الملك ، فإنّه في تلك الليلة لمّا آوى إلى فراشه رأى في منامه مثل ما رأى المجوسي ، وإنّه قد أقبل إلى الكوثر فقال : يا أمير المؤمنين أسقني ، فإنّي ولي من أوليائك .


(557)

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « آتيني على ذلك بشهود » .
فقال : يا رسول الله وكيف تطلب مني الشهود دون غيري من أوليائكم ؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « وكيف طلبتَ الشهود من ابنتنا العلويّة لما أتتكَ وبناتها تطلب منك أن تأويها منزلك » ؟
قال : ثم انتبه وهو حران القلب شديد الظمأ ، فوقع في الحسرة والندامة على ما فرّط منه في حقّ العلويّة ، وتأسف على ردّها ، فبقى ساهراً بقية ليلته حتى أصبح ، وركب وقت الصبح يطلب العلوية ويسأل عنها ، فلم يزل يسأل عنها ولم يجد مَن يخبره عنها ، حتى وقع على السوقي الذي أراد أن يدلّها على الخان ، فأعلمه أنّ الرجل المجوسي الذي كان معه في مجلسه أخذها إلى منزله ، فعجب من ذلك ، ثم انّه قصد إلى منزل المجوسي وطرق الباب فقيل : من بالباب ؟
قيل له : الملك وقف ببابك يطلبك ، فعجب الرجل من مجيء الملك إلى منزله ، إذ لم يكن من عادته ، فخرج إليه مسرعاً ، فلمّا رآه الملك وجد عليه الإسلام ونوره ، فقال الرجل للملك : ما سبب مجيئك إلى منزلي ولم يكن ذلك لك عادة ؟
فقال : من أجل هذه المرأة العلويّة وقد قيل لي إنّها في منزلك ، وقد جئتُ في طلبها ، ولكن أخبرني عن هذه الحلية فإنّي قد أراك صرتَ مسلماً ؟
فقال : نعم والحمد لله ، وقد منَّ الله عليَّ ببركة هذه العلويّة ودخولها منزلي بالإسلام ، فصرتُ أنا وأهلي وبناتي وجميع أهل بيتي مسلمين على دين محمّد وأهل بيته .
فقال له : وما السبب في إسلامك ؟ فحدّثه بحديثه ودعاء العلوية ورؤياه ، وقصّ القصة بتمامها .
ثم قال : وأنتَ أيها الملك ما السبب في حرصك على التفتيش عنها بعد اعراضك أوّلاً عنها وطردك إياها ؟ فحدّثه الملك بما رآه ، وما وقع له من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم . فحمد الله تعالى على ذلك ، وعلى توفيق الله تعالى إياه لذلك الأمر الذي نال به الشرف والإسلام ، وزادت بصيرته .
ثم دخل الرجل على العلويّة فأخبرنا بحال الملك ، فبكت وخرّت ساجدة لله شكراً على



(558)

ما عرّفه من حقّها ، فاستأذنها في إدخاله عليها فأذنت له ، فدخل عليها واعتذر إليها وحدّثها بما جرى له مع جدّها صلوات الله عليه وآله ، وسألها الإنتقال إلى منزله ، فأبت وقالت : هيهات لا والله ولو أن الذي أنا في منزله كره مقامي فيه لما انتقلت إليك .
وعلم صاحب المنزل بذلك فقال : لا والله لا تبرحي من منزلي وإنّي قد وهبتك هذا المنزل ، وما أعددتُ فيه من الاُهبة ، وأنا وأهلي وبناتي وخدامي كلّنا في خدمتك ، ونرى ذلك قليلاً من حيث ما أنعم الله تعالى به علينا بقدومك .
قال الراوي : وخرج الملك وأتى منزله وأرسل اليها ثياباً وهدايا كثيرة ، وكيساً فيه جملة من المال ، فردّت ذلك ولم تقبل منه شيئاً (1) .

311 عُلْيَة
عُلْيَة بنت الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام .
وهي بضم العين المهملة ، وسكون اللام ، وفتح الياء المثناة من تحت ، بعدها هاء .
فاضلة ، مُحدّثة ، ذكرها النجاشي قائلاً : لها كتاب ، رواه أبوجعفر محمّد بن عبدالله بن القاسم بن محمّد بن عبيدالله بن محمّد بن عقيل ، قال : حدّثنا رجاء بن جميل بن صالح ، قال : حدّثنا أبوجميل بن صالح ، عن زرارة بن أعين ، عن عُلْيَه بِنت علي بن الحسين بالكتاب (2) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : وظاهره كونها إماميّة ، ولم أتحقّق إلى الآن حالها وإن كان الظاهر حسن حالها (3) .
وهذا عجيب جدّاً من الشيخ المامقاني كيف لا يجزم بكونها إماميّة!! .
____________
1 ـ عوالي اللآي العزيزيّة 4 : 142 . ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 330 ، وعنه الديلمي في ارشاد القلوب 2 : 444 .
2 ـ رجال النجاشي : 304 رقم 832 .
3 ـ تنقيح المقال 3 : 81 .

(559)

312 عليّة الكاشانيّة
عليّة بنت المولى محسن الفيض الكاشاني ابن الشاه مرتضى ابن الشاه محمود ، تُكنّى ب اُم الخير .
فاضلة ، شاعرة ، أديبة ، ولدت في يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة 1037هـ ببلدة كاشان ، وتتلّمذت على والدها وأخيها المولى علم الهدى ، وتوفّيت عصر يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر رمضان سنة 1079هـ ، ودفنت بكاشان في مقبرة والدها .
ذكرها وأثنى عليها سماحة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي في مقدّمة كتاب معادن الحكمة (1) .

313 عمّة الحسن بن مسلم
راوية للحديث ، روت عن الإمام الصادق عليه السلام ، وروى عنها ابن أخيها الحسن بن مسلم (2) ُص .
روى الكليني في الكافي عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن سليم الفرّاء ، عن الحسن بن مسلم قال : حدّثتني عمتي قالت :
إنّي جالسة بفناء الكعبة إذ أقبل أبو عبدالله عليه السلام ، فلما رآني مال إليّ فسلّم عليّ فقال : « ما يجلسكِ هنا ؟ » .
فقلتُ : أنتظر مولى لنا .
قالت : فقال لي : « أعتقتموه ؟ » قلت : لا ، ولكن أعتقنا أباه .
فقال : « ليس ذلك مولاكم ، هذا أخوكم وابن عمّكم ، إنّما المولى الذي جرت عليه النعمة ، فإذا جرت على أبي ه وجده فهو ابن عمّكِ







____________
1 ـ مقدّمة كتاب معادن الحكمة 1 : 18 .
2 ـ جامع الرواة 2 : 458 ، معجم رجال الحديث 23 : 195 .

(560)

وأخوكِ »(1) .


ورواه الشيخ في التهذيب أيضاً (2) .

314 عمّة محمّد بن زياد
راوية من راويات الحديث ، روت عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، وروى عنها ابن أخيها محمّد بن زياد (3) .
روى أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه المتوفى سنة 367هـ في كامل الزيارات : عن والده ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العباس بن موسى الورّاق ، عن يونس ، عن عيسى بن سليمان ، عن محمّد بن زياد ، عن عمّته قالت : سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام يقول :
« إنّ في طين الحائر الذي فيه الحسين عليه السلام شفاءً من كلّ داء ، وأماناً من كلّ خوف » (4) .


315 عمّة محمّد بن مارد
راوية من راويات الحديث ، روت عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام وروى عنها ابن أخيها محمّد بن مارد (5) .
روى أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه المتوفى سنة 367هـ عن أبي ه ، عن أحمد بن ادريس ومحمّـد بن يحيى ، عن العمركي بن علي البوفكـي ، عن يحيى ـ وكان في خدمـة أبي جعفر الثاني ـ ، عن عيسى بن سليمان ، عن محمد بن مارد ، عن عمّته قالت : سمعتُ أبا
____________
1 ـ الكافي 6 : 198 حديث 1 باب بعد باب الولاء لمن أعتق .
2 ـ التهذيب 8 : 252 حديث 916 باب العتق وأحكامه .
3 ـ معجم رجال الحديث 23 : 195 .
4 ـ كامل الزيارات : 278 حديث 4 الباب الثاني والتسعون : أنّ طين قبر الحسين عليه السلام شفاء وأمان .
5 ـ معجم رجال الحديث 23 : 196 .

(561)

عبدالله عليه السلام يقول :
« إنّ في طين الحائر الذي فيه الحسين عليه السلام شفاءً من كلّ داء ، وأماناً من كلّ خوف » (1) .


316 عَمرة بنت الطَبيخ
راوية من راويات الحديث ، روت عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا يعلى ومحمّد ابنا عبيد ، قالا : حدّثنا عمرو بن شوذب ، عن عَمرة بنت الطَبيخ ، قالت : انطلقت مع جارية لنا إلى السوق فاشترينا جرّيثة (2) في زبيل قد خرج رأسها وذنبها من الزبيل ، فمرّ علي فقال :
« بكم هذه ؟ إن هذا لكثير طيّب يشبع منه العيال » (3) .

317 عمرة بنت نفيل
مُحدّثة ، عدّها الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام علي عليه السلام (4) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : عدّها الشيخ الطوسي في رجاله من المصاحبات للصادق عليه السلام ، وظاهره كونها إماميّة ، إلاّ أنّي لم أستثبت حالها (5) .
ونقله عنه بدون تفحّص المحلاتي في الرياحين (6) ، إلاّ أنّ الموجود في رجال الشيخ ـكما ذكرناـ أنّه عدّها من أصحاب الإمام علي عليه السلام ، وكذلك في المصادر الرجالية (7) .
____________
1 ـ كامل الزيارات : 279 حديث 5 الباب الثاني والتسعون أن قبر الحسين عليه السلام شفاء وأمان .
2 ـ الجرّيثُ : ضربٌ من السمك ، يقال له : الجِرِّي . لسان العرب 2 : 128 « جرث » .
3 ـ طبقات ابن سعد 8 : 488 ، أعلام النساء 3 : 355 .
4 ـ رجال الشيخ : 66 .
5 ـ تنقيح المقال 3 : 81 .
6 ـ رياحين الشريعة 4 : 386 .
7 ـ انظر مجمع الرجال 7 : 177 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 548 ، معجم رجال الحديث 23 : 196 .

(562)

318 العمياء
متكلّمة ، من المؤمنات المواليات لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام منحها الله سبحانه وتعالى كرامةً بسبب حبّها للإمام ، علي عليه السلام ، حيث أعاد عليها بصرها بعد أن كانت عمياء مدّة من الزمن .
قال الشيخ منتجب الدين في كتابه « الأربعون حديثاً » : أخبرنا الأصيل أبوحرب المجتبى ابن الداعي بن القاسم الحسين رحمه الله بقراءتي عليه ، أخبرنا الشيخ أبومحمّد عبدالرحمان بن أحمد الواعظ ، أخبرنا الحسن بن الحسن الخطيب بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، أخبرنا الشريف أبوعقيل محمّد بن علي بن محمّد العلوي العباسي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جعفر الصولي ببغداد : أخبرنا أبوعلي محمّد بن موسى الأنباري ، أخبرنا ابن أبي غرزة ، عن وكيع ، عن الأعمش ، قال :
كنتُ حاجاً إلى بيت الله الحرام ، فنزلتُ في بعض المنازل ، فإذا أنا بامرأة محجوبة البصر وهي تقول : يا راد الشمس على علي بن أبي طالب بيضاء نقيّة بعدما غابت ، ردّ عليَّ بصري .
قال الأعمش : فأعجبني كلامها ، فأخرجتُ دينارين وأعطيتها ، فلمستها بيدها ثم طرحتها في وجهي وقالت : يا رجل أذللتني بالفقر ، اُفّ لك ، إنّ مَن تولّى آل محمّد لا يكون ذليلاً .
قال الأعمش : فمضيتُ إلى الحجّ وقضيتُ مناسكي ، وأقبلتُ راجعاً إلى منزلي ، وكانت المرأة من أكبر همّي ، حتى صرتُ إلى ذلك المكان ، فإذا أنا بالمرأة لها عينان تبصر بهما .
فقلت لها : يا امرأة ما فعل بكِ حبّ علي بن أبي طالب ؟
فقالت : يا رجل إنّي أقسمت به على الله ستّ ليال ، فلمّا كان في الليلة السابعة وهي ليلة الجمعة ، فإذا أنا برجل قد أتاني في نومي فقال لي : يا امرأة أتحبين علي بن أبي طالب ؟
قلت : نعم .
قال : ضعي يدكِ على عينيكِ ، وقال : اللهم إن تكن هذه المرأة تحبّ علي بن أبي طالب من


(563)

نيّة صادقة فردّ عليها عينيها ، ثم قال : نحي يدك ، فنحيتها فإذا أنا برجل في منامي ، فقلت له : مَنْ أنت الذي مَنّ الله بك عليّ ؟
قال : أنا الخضر ، أحبّي علي بن أبي طالب ، فإن حبّه في الدنيا يصرف عنكِ الآفات ، وفي الآخرة يعيذك من النار (1) .

319 غانمة بنت غانم
من ربّات الفصاحة والبلاغة ، والشجاعة والإقدام ، ومن المواليات لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، والناصرات له بلسانه .
فعندما سمعت أنّ معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ـ لعنهما الله تعالى ـ يسبّان عليّاً عليه السلام وبني هاشم ، وقفت بمكّة ذلك الموقف البطولي ، وتحدّت كلّ الجبابرة والطغاة أعداء أهل البيت عليهم السلام ، وقفت أمام الناس جميعاً قائلة :
أيّها الناس إنّ قريشاً لم تلد من لؤم ولا رقم ، سادت وجادت ، وملكت فملكت ، ولا حاد ولا نادم ولا المغضوب عليهم ولا الضالين ، إنّ بني هاشم أطول الناس باعاً ، وأمجد الناس أصلاً ، وأحلم الناس حلماً ، وأكثر الناس عطاءً ، وإنّ عبدمناف منّا ، والذي يقول الشاعر في حقّه :
كانت قُـريشٌ بـيضةٌ فتفلّقت * فـالمخُ خـالصُها لعبدِ منـافِ
ومنّا ولده هاشم الذي يقول الشاعر عنه :
هشمَ الثريدَ لِقومِه وأجارَهـم * ورجالُ مكّـة مسنتون عجـافُ
ومنّا عبدالمطلب الذي يقول الشاعر في حقّه :
ونحنُ سني المحلّ قامَ شفيعُنا * بمكّـة يَـدعـو الميـاه تغـورُ

____________
1 ـ الأربعون حديثاً : 76 . وأخرج مثله في مدينة المعاجز : 105 حديث 282 نقلاً عن السيّد الرضي في المناقب الفاخرة بإسناده عن الأعمش ، وفي البحار 42 : 44 حديث 17 نقلاً عن تفسير فرات : 99 بإسناده عن الأعمش .
(564)

ومنّا ولده أبوطالب سيّد بني هاشم وزعيم أولاد عبدالمطلب ، والذي يقول الشاعر في حقّه :
أتيت ملكـاً فقـامَ بـحاجتي * وتـرى العليج خائباً مَذموما
ومنّا العباس بن عبدالمطلب الذي جعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رديفاً له ، وأعطاه من أمواله ، وقال الشاعر في ذلك :
رديفُ رسولِ اللهِ لم أرَ مثلَهُ * ولا مثلاً حتـى القيامة يوجد
ومنّا حمزة سيّد الشهداء الذي قال فيه الشاعر :
أبا يَعلى لَكَ الأركانُ هـدَت * وأنتَ المـاجدُ البرّ الـوصولُ
ومنّا جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ، أحسن الناس حسناً وأكملهم كمالاً ، والذي يقول عنه الشاعر :
هاتوا كجعفرنا ومثل عِليّنـا * ألسنا أعزّ الناسِ عندَ الحقائقِ
ومنّا أمير المؤمنين أبوالحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ، أفرس بني هاشم ، وأكرمَ مَن احتفى وتنعّل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن فضائله ما قصر عنكم أنباؤها ، وقال الشاعر في حقّه :
وهذا عليُّ سيّدُ الناس فاتّقوا * عَليّاً بـإسلام تقدّم مـن قبل
ومنّا الحسن بن علي عليهما السلام أحد السبطين وسيّد شباب أهل الجنة ، والذي يقول الشاعر في حقّه :
ومَنْ يَـك جـدّه حقّاً نـبيّاً * فإنّ لـهُ الفضيلةَ فـي الأنامِ
ومنّا الحسين بن علي عليهما السلام الذي ركبَ على ظهر جبرئيل ، ويكفيه بهذا فخراً ، وقال الشاعر بحقّه :
نفـى عنـهُ عَيبَ الآدميين ربّهُ * ومَن مجدهُ مجد الحسين المطهّر
ثم قالت : يا معشر قريش والله ما معاوية بأمير المؤمنين ، ولا هو كما يزعم ، هو والله شأنىء رسول الله ، إني آتية معاوية وقائلة له بما يعرق له جبينه ، ويكثر منه عويله .



(565)

فسمع عامله في مكّة بهذا الخطاب ، فكتبَ إليه وأعلمه أنّها ستأتي إلى المدينة ، وعندما وصل الكتاب إلى معاوية أمرَ أن يهيأ لها مقاماً كريماً في دار الضيافة . فلمّا قربت المدينة أرسل معاوية ولده مع جمع من الخدم والمماليك باستقبال غانمة ، وأتوا بها إلى دار الضيافة .
وحينما اجتمعت بمعاوية بن أبي سفيان بادرها معاوية بالسّلام ، فقالت غانمة : السّلام على المؤمنين والهوان على الكافرين ، أيكم عمرو بن العاص ؟
قال عمرو : ها أنا ذا .
فقالت : أنتَ تسب قريشاً وبني هاشم ؟ ! وأنتَ أهل السبّ وإليك يعود السب ، يا عمرو إنّي والله لعارفة بعيوبكَ وبعيوب اُم ّكَ ، وإنّي أذكر لكَ ذلكَ عيباً عيباً : ولدتَ من أمة سوداء مجنونة حمقاء ، تبول من قيام ، ويعلوها اللئام ، إذا مسها الفحل كانت نطفتها أنفذ من نطفة راكبها ، وفي يوم واحد ركبها أربعون رجلاً .
وأمّا أنت يا عمرو رأيتك غاوياً غير راشد ، ومفسداً غير صالح ، ولقد رأيتَ فحلَ زوجتك على فراشكَ فما غِرتَ وما أنكرتَ .
ثم التفتت إلى معاوية قائلة : أمّا أنتَ فما كنتَ معاوية في خير ، ولا ربّيت في خير ، فمالكَ ولبني هاشم ؟ أنساء بني اُميّة كنسائهم ، أم اُعطي اُميّة مثل ما اُعطي هاشم في الجاهليّة والإسلام ، وكفى برسول الله فخراً ؟
فقال معاوية : أيتها الكبيرة أنا كاف من بني هاشم .
قالت : فإنّي أكتب عليكَ عهداً ، كان رسول الله دعا ربّه أن يستجيب لي خمس دعوات فأجعل الدعوات كلّها فيكَ ، فخاف معاوية وحلف لها أن لا يسب بني هاشم أبداً (1) .

320 غزوة القزوينيّة
غزوة بنت السيّد راضي ابن السيّد جواد ابن السيّد حسن ابن السيّد أحمد القزويني .
____________
1 ـ رياحين الشريعة 4 : 389 نقلاً عن المحاسن والمساوىَ للبيهقي .
(566)

جدّها السيّد جواد أخو العلاّمة الكبير والمجتهد الشهير السيّد مهدي الحلّي القزويني ، صاحب التصانيف الكثيرة المتوفى سنة 1300هـ .
اُم ّها نازي بنت السيّد مهدي القزويني .
ولدت غزوة في مدينة الحلّة الفيحاء حدود سنة 1285هـ ، ونشأت وترعرعت في كنف أخوالها الأعلام ، وانكبّت على الدراسة ، فدرست العلوم العربية والفقهية ، وتتبّعت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها ، فكانت تحفظ من أخبار العرب وقصصهم الشيء الكثير ، وتربّت بتربيتها جملة من نساء الأسرة ومن يتعلّق بها .
اقترنت السيّدة غزوة بابن خالها السيّد أحمد ابن الميرزا صالح القزويني ، وهو عالم فاضل وأديب شاعر ، فوجّهها بصورة أعمق وجعلها قابلة لهظم محاوراته العلميّة في شتى المجالات .
كانت رحمها الله شاعرة مقبولة ، سريعة البديهة ، مشهود لها بطرافة الأدب ، وكان لها بذلك كل الفخر؛ إذ أنّها عاشت في عصر أشبه بالعصر الجاهلي ، حيث لم يُشاهَد في بلدها ومحيطها مَن تُحسن الكتابة والقراءة ولا واحدة ، وعزّت القراءة والكتابة على الرجال آنذاك ، فما حال النساء ؟ !
توّفيت رحمها الله في شعبان سنة 1331هـ ، ودفنت في مقبرة الأسرة .
ومن شعرها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ، قالت :
أيّهـا المُدلج (1) في زيّافة (2) * قـصـدت فـي سائقيها النجفا
إن توصّلت إلـى حـامي الحِما * فـي الغـريّين فـأبـدِ الأسفـا
قُلْ له إنّ حُسينـاً قـد قـضى * في شفار الكفر محزوز القفا (3)

____________
1 ـ أدب الطف 9 : 9 ، مستدركات أعيان الشيعة 3 : 158 .
2 ـ المُدلجُ : السائر من أول الليل . الصحاح ح 1 : 315 « دلج » .
3 ـ الزَيّافة من النوق : المختالة . الصحاح 4 : 1371 « زيف » .

(567)

321 غنيمة الأزديّة
راوية من راويات الحديث .
ذكرها النجاشي في ترجمة ابن أخيها قائلاً : بكر بن محمّد بن عبدالرحمان بن نُعيم الأزدي الغامدي ، أبومحمّد ، وجه في هذه الطائفة ، من بيت جليل بالكوفة من آل نُعيم الغامديين ، عمومته : شديد ، وعبدالسّلام ، وابن عمّه موسى بن عبدالسلام ، وهم كثيرون ، وعمّته غنيمة روت أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام و أبي الحسن عليه السلام ، ذكر ذلك أصحاب الرجال (1) .
وعدّها الشيخ الطوسي؛ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق فقط (2) .
وقال المامقاني في تنقيح المقال : ولم أقف فيها على مدح يُدرجها في الحسان (3) .
وقد اختلف في اسمها ، فالأكثر على ما أثبتناه ، وقال المامقاني نقلاً عن العلاّمة الحلّي في إيضاح الإشتباه : غيثمة بالعين المعجمة المفتوحة ، والياء المثناة من تحت الساكنة ، والثاء المثلثة المفتوحة .
ولا وجود لهذا الكلام في إيضاح الإشتباه ، وإنّما الموجود خيثمة : بالخاء المفتوحة المعجمة ، والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة ، والثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط ، والميم والهاء ، وهو اسم رجل (4) .

322 فاختة الهاشميّة
فاختة بنت أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف .
____________
1 ـ رجال النجاشي : 108 رقم 273 .
2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 341 .
3 ـ تنقيح المقال 3 : 81 .
4 ـ ايضاح الإشتباه : 35 . وانظر ترجمتها في : مجمع الرجال 7 : 177 ، منهج المقال : 400 ، نقد الرجال : 413 ، جامع الرواة 2 : 458 ، رجال أبوعلي الحائري : 370 ، رياحين الشريعة 4 : 389 ، معجم رجال الحديث 23 : 196 .