وفد الإمام الخوئيّ ورسالته للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر

وبرقيّات مراجع الدين:
الإمام الخمينيّ، والسيّد الگلپايگانيّ والسيّد الشيرازيّ
في انتفاضة النجف الأشرف الصفريّة بمناسبة أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السلام) 1977م = 1397هـ



محمّد الحسّون


الصفحة 2


الصفحة 3

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا فصل من كتابنا «انتفاضة النجف الأشرف الصفريّة في أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر صفر سنة 1397هـ = 1977م» الذي طُبع قبل عدّة أشهر، وقد تناولنا فيه موقفَ الحوزات العلميّة ومراجع الدين الكرام، من الأحداث المريرة التي مرّ بها الشباب الحسينيّ النجفيّ، إذ قامت سلطة حزب البعث الحاكم آنذاك بمنع الشعائر الحسينيّة، وذهاب المؤمنين مشياً على الأقدام لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في العشرين من صفر، وقامت أيضاً بالاعتداء عليهم ورميهم بالرصاص في «خان النصّ»، ومحاصرتهم في «خان النخيلة» واعتقال الكثير منهم في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد ببغداد، وممارسة شتّى أنواع التعذيب بهم، ثم إصدار أحكامٍ جائرة بحقّهم.

ولأهميّة هذا الموضوع، وطلب بعض الأعزاء افراده في مقالة مستقلّة، قمنا باعادة نشره بعد أن أضفنا له معلومات جديدة توفّرت لنا بعد طبع الكتاب، والحمد لله ربّ العالمين.

محمّد الحسّون

19 ربيع الآخر 1442هـ


الصفحة 4

وفد الإمام الخوئيّ ورسالته للرئيس العراقيّ

لأهميّة هذا الوفد؛ لأنّه يمثّل زعيم الحوزة العلميّة، والمرجع الأعلى للطائفة، سماحة آية الله العظمى السيّد أبوالقاسم الخوئيّ؛ ولرفع الشُبهات التي اُثيرت عليه، والأخطاء ـ المتعمّدة وغير المتعمّدة ـ التي صاحبت نشر الخبر؛ لذلك وجدتُ لزاماً عليّ أن أقف عنده قليلاً، موضحاً له في عدّة نقاط:


الاُولى: تاريخ زيارة الوفد

في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء 22 شباط 1977 = 4 ربيع الأوّل(1) 1397، التقى وفد الإمام الخوئيّ بالرئيس العراقي أحمد حسن البكر، ونشرت جريدة «الثورة» الخبرَ قائلة:

«استقبل السيّد الرئيس أحمد حسن البكر في القصر الجمهوريّ، في الساعة السادسة والنصف من مساء أمس، وفداً يمثّل علماء الدين الأفاضل في محافظة النجف الأشرف.

ورحّب السيّد الرئيس بالوفد، وعبّر عن اعتزازه بهم، وبجماهير المواطنين في هذه المدينة العربيّة الأصيلة، ومواقفها الشجاعة في كشف العناصر المشبوهة والعميلة، التي حاولت النيل من أمن المواطنين ومكتسباتهم، التي تحقّقت في ظلّ ثورتهم المظفّرة.

وأكّد السيّد الرئيس حرصَ القيادة السياسيّة للحزب والثورة على رعاية العتبات المقدّسة، التي يرقد فيها عدد من أبطال هذه الاُمّة ومناضليها، التي وضعوها على طريق الخير والمحبّة والسلام.

واستنكر علماء الدين الأفاضل أعمال الزمرة المأجورة، التي حاولت استغلال استعداد المواطنين لتأدية مراسم زيارة الأربعين لمرقد الإمام الحسين؛ لتنفيذ مآربها، وعبّروا عن الثقة

____________

1- في جريدة الثورة كان التاريخ هو 5 ربيع الأوّل، باعتبار الاختلاف في التاريخ الهجري بين المذاهب الإسلاميّة.


الصفحة 5

التامّة بأنّ الثورة ـ بقيادة حزبها المقدام حزب البعث العربي الاشتراكي ـ قادرة على تحطيم كلّ المحاولات التي تحاول النيل من مكتسبات الجماهير.

وحضر المقابلة السيّد عزّة إبراهيم؛ عضو مجلس قيادة الثورة وزير الداخليّة، والسيّد جاسم محمّد؛ محافظ النجف»(1).

فما ذهب إليه البعض: من أنّ السيّد الخوئيّ أرسل الوفد، بعد صدور أحكام الإعدام بحقّ شباب هذه الانتفاضة(2)، غير صحيح قطعاً؛ لأنّ لقاء الوفد بالرئيس العراقي كان يوم الثلاثاء 22 شباط.

ويوم الأربعاء 23 شباط، تشكّلت المحكمة الخاصّة لمحاكمة المعتقلين من الشباب النجفيّ المجاهد، قادة الانتفاضة(3).

وفي نفس هذا اليوم ـ الأربعاء 23 شباط ـ أصدرت هذه المحكمة حكمها بإعدام ثمانية أشخاص، والسجن المؤبّد على خمسة عشر آخرين، والإفراج عن سبعة وثمانين منهم(4).


الثانية: أسماء أعضاء الوفد

نشرت وسائل الإعلام العراقيّة، المرئيّة والمسموعة والمكتوبة، صوَر وأسماء أعضاء هذا الوفد، الذي تألّف من فضلاء الحوزة العلميّة وأساتذتها، وهم:

(1) السيّد جمال الخوئيّ، نجل الإمام الخوئيّ، رئيساً للوفد.

(2) الشيخ محمّد جواد آل الشيخ راضي.

(3) السيّد حسين بحر العلوم.

(4) السيّد عبد الرسول عليّ خان.

(5) السيّد محمّد تقي الجلاليّ.

(6) السيّد مصطفى جمال الدين(5).

____________

1- جريدة الثورة، العدد 2626، 23 شباط 1977.

2- مقابلة خاصّة مع السيّد محمود الخطيب، مدير مكتب الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر.

3- جريدة الجمهوريّة، العدد 2889، 24 شباط 1977.

4- جريدة طريق الشعب، العدد 1040، 25 شباط 1977.

5- جريدة الثورة، العدد 2626، 23 شباط 1977.


الصفحة 6

وأشار السيّد موسى الخوئيّ ـ حفيد الإمام الخوئيّ ـ في مقالة له عن هذه الانتفاضة المباركة، إلى «اعتذار عدد من العلماء مواكبة الوفد؛ بسبب أجواء الرعب والتهديد والإرهاب المفروضة من قبل النظام».

وأضاف قائلاً: «قال لي أحد علماء الكاظميّة ـ ممّن اعتذر عن مواكبة الوفد الحوزويّ، وكانت تربطه بخير الله طلفاح صداقة ما ـ : إنّه اتصل بطلفاح مطالباً إيّاه التوجّه إلى النجف؛ في محاولة لتهدئة الأوضاع المضطربة، وقد ردّ عليه طلفاح بقوله:

(يا شيخ، أنا لو ذهبت إلى النجف لأجعلها مثل كوبا، ولأنصبنَّ أعواد المشانق في جميع أزقّتها وشوارعها، وسأقبض على كلّ مَن في المدينة، ولأحاسبهم فرداً فرداً. ولو وجدتُ فيه ذرّة من هذا «المكروب»، لأرفعنّه على حبل المشنقة).

وواضح ما يعنيه ويلمز إليه طلفاح في معنى «المكروب»، وهو الذي أشكل على الله عزّ وجلّ في كتابه، على خلقه الفُرس أو الشيعة»(1).


الثالثة: عدم مشاركة الشهيد الصدر في هذا الوفد

قلنا قبل عدّة أسطر: إنّ عدداً من أعلام الحوزة العلميّة رفضوا المشاركة في هذا الوفد، بعد أن طلبَ منهم الإمام الخوئيّ ذلك، «بسبب أجواء الرعب والتهديد والإرهاب المفروضة من قبل النظام».

أمّا سبب عدم مشاركة الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر في هذا الوفد، فقد ذكره السيّد محمود الخطيب ـ مدير مكتب السيّد الشهيد الصدر ـ في زيارته لنا في مركز الأبحاث العقائديّة بقم المقدّسة، صباح يوم الخميس 8 جمادى الآخرة 1440 = 14/ 2/ 2019 قائلاً:

«إنّ الإمام الخوئيّ طلبَ من السيّد الشهيد الصدر أن يترأس هذا الوفد، الذي يضمّ نجله السيّد جمال ومجموعة من فضلاء وأساتذة الحوزة العلميّة. إلّا أنّ السيّد الشهيد لم يكن يرى صلاحاً في ذهابه لبغداد ضمن هذا الوفد؛ لاحتمال عدم استجابة السلطة لمطالب الوفد، وتفسير لقائه بالرئيس العراقي وقيادات حزب البعث، على أنّه تأييد لهم وسلطتهم الجائرة».

____________

1- انتفاضة صفر 1977 ملحمة الأبطال في الليل البعثي البهيم: 4.


الصفحة 7

إلّا أنّ أحمد عبد الله أبو زيد العامليّ، أرجع عدم مشاركة الشهيد الصدر في هذا الوفد، إلى مخالفة السيّد محمود الهاشمي لذلك، بعد أن تشاور معه الشهيد الصدر، ونقلَ عن السيّد مصطفى جمال الدين قوله للصدر: «إنّ قرارك في عدم المشاركة كان وجيهاً»(1).


الرابعة: اجتماع في منزل الإمام الخوئيّ

قال أبو زيد العامليّ: «اجتمع السيّدان الخوئيّ والصدر في دار الأوّل في الكوفة [في 3 ربيع الأوّل 1397 = 22/ 2/ 1977] بحضور عدد من العلماء، كان منهم السيّد عزّ الدين بحر العلوم، والدكتور السيّد مصطفى جمال الدين.

واتّفقا على إرسال وفد إلى أحمد حسن البكر في القصر الجمهوريّ، يحمل رسالة من السيّد الخوئيّ؛ من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وتسوية الاُمور؛ للحؤول دون إقدام النظام على تصفيّة العشرات من الذين شاركوا في الانتفاضة»(2).

وقد سألتُ السيّد محمود الخطيب عن هذا الاجتماع، الذي جمع المرجعين في مدينة الكوفة، فصرّح بعدم اطّلاعه عليه.

علماً بأنّ لقاء هذا الوفد بالرئيس العراقيّ كان الساعة السادسة والنصف عصر يوم الثلاثاء 22 شباط 1977.

وهذا يعني أنّ المرجعين ـ الخوئيّ والصدر ـ اجتمعا في يوم الثلاثاء، وقرّرا إرسال الوفد، وأخبرا باقي أعضاء الوفد الذين اختارهم الإمام الخوئيّ للمشاركة فيه، وتمّت كتابة رسالة الإمام الخوئيّ للرئيس العراقي في هذا اليوم أيضاً، ثمّ اُخبر محافظ النجف الأشرف بهذا الأمر، وهو قام بدوره بإخبار الرئاسة العراقيّة وأخذ موافقة وموعداً منها لاستقبال الوفد.

كلّ هذا يحصل في يوم واحدٍ، وخلال ساعات فقط؟! نعم، يمكن أن يكون التاريخ ـ 22 شباط 1977 ـ غير صحيح، والله العالم.

____________

1- محمّد باقر الصدر السيرة والمسيرة 3: 332 نقلاً عن: الإمام الصدر سيرة ذاتيّة: 78، محمّد باقر الصدر حياة حافلة فكر خلّاق: 179، الإمام محمّد باقر الصدر معاينة من قريب: 104.

2- المصدر السابق 3: 331، نقلاً عن بعض المصادر المذكورة في الهامش السابق.


الصفحة 8

الخامسة: هل طلبت السلطة من الإمام الخوئيّ إرسال وفدٍ؟

قلنا قبل عدّة صفحات: إنّ سلطة بغداد لجأت إلى الحوزة العلميّة والمرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف، وطلبت منهم إرسال وفود إلى شباب هذه الانتفاضة المباركة في «خان النخيلة»؛ من أجل تهدئة الاُمور.

وذلك بعد إرسال محافظ النجف جاسم الركابي، لوفدٍ يمثّل بعض الشخصيّات النجفيّة، وإرسال محافظ كربلاء المقدّسة، وفداً يضمّ بعض المسؤولين الحزبيّين البعثيّين برئاسة عبد الحسين حيدر.

إلّا أنّ الشباب الحسينيّ، رفضوا استقبال الوفدين المرسلين من قبل السلطة، واستقبلَ وفد المرجعيّة برئاسة الشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم، وعضويّة المرحوم السيّد عبد العزيز الحكيم، والسيّد محمود الخطيب.

وقلنا أيضاً: إنّ حكومة البعث طلبت، بل أمرت، كافّة الاتّحادات النقابات والجمعيّات، بإرسال برقيّات للقيادة العراقيّة، تستنكر وتشجب فيها الأحداث التي حصلت في تلك الأيام.

وتشكّلت وفودٌ من مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة، قامت بزيارة الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، وبعض قيادات حزب البعث، معربين عن تأييدهم لقرارات السلطة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل أنّ إرسالَ الإمام الخوئيّ لهذا الوفد، كان بطلب وضغط وتهديد من السلطة العراقيّة؟

من خلال تتبّعي للأحداث، لم أعثر على ما يدلّ أن الحكومة ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ طلبت من الإمام الخوئيّ إرسال وفد للرئيس العراقيّ، فضلاً عن حصول ضغوط أو تهديد له من قبلها.

وحقيقة الأمر: أنّ أخباراً وصلت للإمام الخوئيّ، تُفيد أنّ السلطة عازمة على إنزال عقوبات صارمة بحقّ شباب الانتفاضة المباركة، لذلك قرّر سماحته ـ بعد التشاور مع بعض فضلاء الحوزة العلميّة ـ إرسال وفدٍ ورسالة للرئيس العراقيّ، من أجل إطلاق سراح المعتقلين، والحؤول دون قيام السلطة بإعدام العشرات من الشباب الحسينيّ(1).

____________

1- وهذا ما أكّده لنا أيضاً مؤخّراً السيّد موسى حفيد الإمام الخوئيّ، في اتصال هاتفي قائلاً: «إنّ أخباراً وصلت للسيّد الخوئيّ، بأنّ الحكومة عازمة على إعدام ثلاثمائة من الشباب الحسينيّ الثائر».


الصفحة 9

نعم، انفرد أحمد الكاتب، نقلاً عن السيّد كمال الحيدريّ، بالقول بأنّ السيّد الخوئيّ أرسل هذا الوفد نتيجة لتهديد الحكومة له، إذ قال في فلم مصوّر له:

«أخبرني السيّد كمال الحيدريّ ـ الذي كان شاهداً على القصّة ـ : أنّ السلطة البعثيّة أوحت إلى المرجع الأعلى السيّد أبو القاسم الخوئيّ، بأنّها عاقدة العزم على إعدامهم [جميع المعتقلين]، إلّا إذا أرسل السيّدُ الخوئيّ السيّدَ محمّد باقر الصدر موفداً من قبله إلى الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، طالباً العفو عن المتظاهرين.

فإنّ السيّد الخوئيّ اقتنع بذلك، واقترح على الصدر أن يذهب موفداً من قبله، لكن الصدر رفض الذهاب إلى القصر الجمهوريّ في تلك الظروف؛ خشية أن يستغل النظام زيارته، ويصوّرها بشكل آخر، على أنّه جاء ليؤيّد النظام مثلاً، ولا يعفو عن المعتقلين.

وتوصّل الطرفان ـ السلطة والمرجعيّة ـ إلى أن يرسل السيّد الخوئيّ ابنه السيّد جمال إلى البكر، وأن يرسل الصدر برقيّة استرحام(1)!!»(2).


السادسة: ما جرى بين الوفد والرئيس العراقي

الحديث الذي جرى بين أعضاء الوفد والرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر، نقلَهُ السيّد مصطفى جمال الدين للشهيد السيّد محمّد باقر الصدر في مكتبه، صباح يوم الأربعاء 23 شباط 1977 = 5 ربيع الأوّل 1397، بحضور السيّد محمود الخطيب، الذي نقله لنا مشكوراً، إذ قال:

«عندما استقرّ بنا المجلس مع الرئيس العراقيّ، قام السيّد جمال الخوئيّ بإبلاغ سلام والده [المرجع الخوئيّ] للبكر، وسلّمه رسالته له، ففتحها البكر ولم يقرأها، وسلّمها لمرافقه الخاصّ طارق حمد العبد الله.

ثمّ خاطب السيّدُ جمال البكرَ قائلاً: هؤلاء أبناؤك، وننتظر منك الرأفة بهم [مشيراً إلى

____________

1- أشرنا قبل عدّة صفحات، إلى أنّ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، لم يُرسل برقيّة للسلطة العراقيّة، بل إنّ رجال الأمن والاستخبارات العراقيّة، زوّروا برقيّة له للرئيس العراقي، ونشروها في وسائل إعلامهم.

2- برنامج: أحمد الكاتب يتذكّر، الحلقة 16.


الصفحة 10

شباب الانتفاضة المعتقلين في سجون الحكومة].

وسكت السيّد جمال عدّة ثوان، ثم بدأ كلامه مستشهداً بالبيت الشعريّ المعروف:


مَلَكْنا فكانَ العَفْوُ مِنّا سَجيَّةً(1) .....................................

ولم يُكمل عجزَ البيت وسكتَ، ممّا أدّى إلى استثارة البكر وغضبه، فوجّه كلامه للسيّد جمال قائلاً: أكمل أكمل!! فلم يتكلّم السيّد وسكتَ، وسكتَ باقي أعضاء الوفد.

والمظنون أنّ السيّد جمال الخوئيّ، كان يظنّ أنّه يفعل خيراً بالاستشهاد بذلك البيت الشعري.

وبدأ البكر بالتهجّم على أهالي النجف الأشرف عموماً، ووصفهم بـ «السرّاق» و«أعداء الحزب والثورة»، ووصف شباب الانتفاضة، زوّار الإمام الحسين(عليه السلام) ، بـ «المفسدين في الأرض».

هنا تدخّل السيّد مصطفى جمال الدين؛ لتلطيف الجوّ واستدراك ما قاله السيّد جمال الخوئيّ، فأمسك بزمام الكلام، مغيّراً الحديث، محاولاً توجيه مقصود السيّد الخوئيّ الابن رئيس الوفد، لكن الرئيس العراقي بقي منزعجاً جدّاً، وخرج الوفد بخفيّ حنين».

وختم السيّد مصطفى جمال الدين كلامه للشهيد الصدر بقوله: «كان اللقاء فاشلاً مخيّباً للآمال، وإنّ قرارك بعدم المشاركة فيه كان وجيهاً».

وقال لي السيّد محمود الخطيب أيضاً: «بعد أن استقرّ الرأي على أن يترأس الوفد السيّد

____________

1- صدر بيت للشاعر حيص بيص: سعد بن محمّد بن سعد التميميّ، شاعر مشهور، شافعيّ المذهب، تفقّه بالريّ على القاضي محمّد بن عبد الكريم الوزّان، وتكلّم في مسائل الخلاف، إلّا أنّه غلب عليه الأدب ونظم الشعر، وأجاد فيه مع جزالة لفظه، وله رسائل فصيحة بليغة، كان من أخبر الناس بأشعار العرب واختلاف لغاتهم.

سمّي حيص بيص؛ لأنّه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد، فقال: ما للناس في حيص بيص، فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الكلمتين: الشدّة والاختلاط، تقول العرب: وقع الناس في حيص بيص: أيّ في شدّة واختلاط.

توفّي في بغداد ليلة 6 شعبان سنة 574هـ ، والبيت والذي بعده:


مَلَكْنا فكانَ العَفْوُ مِنّا سَجيَّةًفلمَّا ملكتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
وحَلَّلتُمُ قتلَ الاُسارى وطالَماغَدونا عن الأسْرى نَعفُّ ونَصفَحُ
فحسبُكُم هذا التّفاوتُ بَيْنناوكَلُّ إناءٍ بالذيِ فيهِ يَنْضَحُ
موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرّة.


الصفحة 11

جمال نجل الإمام الخوئي، اقترح الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، بأن يقوم السيّد جمال بتسليم رسالة والده للرئيس العراقيّ، دون أن يتكلّم بشيء، وأن يكون المتحدّث في الجلسة هو السيّد مصطفى جمال الدين».

وقال الدكتور محمّد جواد جاسم الجزائريّ في كتابه «السيّد أبو القاسم الخوئيّ، رؤاه ومواقفه السياسيّة» ص72، نقلاً عن أحمد عبد الهادي السعدون في كتابه «المرجعيّة الدينيّة دراسة في فكرها السياسيّ» ص154، وعن مقابلة شخصيّة مع السيّد عماد جمال الدين الخوئيّ بتاريخ 27 ايلول 2013م:

«إنّ الرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر، وجّه كلامه للوفد الذي أرسله السيّد الخوئيّ له، واصفاً المعتقلين من شباب الانتفاضة بأنّهم «مشاغبون وخارجون عن القانون»، فأثار هذا الوصف حفيظة السيّد جمال الخوئيّ ـ نجل الإمام الخوئيّ ورئيس الوفد ـ فردّ على البكر بقوله: إنّ هؤلاء اُناس ذاهبون للزيارة، وأنتم مَن غلق عليهم الطريق بالدبابات والطائرات، ممّا أدّى حدوث مشادّة كلاميّة بينهما، فقام السيّد مصطفى جمال الدين بتهدئة الوضع وتلطيف الجوّ»، والله العالم بحقيقة الاُمور.

وبعد أن انتشرت الطبعة الاُولى لهذا الكتاب، وفي صباح يوم السبت 7 ربيع الأوّل 1442هـ ، كتبَ لي الأخ العزيز فضيلة الحجّة السيّد حسين الكشميري قائلاً:

«كنّا نصلّي جماعة في حسينيّة الرحباويّ، بإمامة المرحوم آية الله الشيخ محمّد جواد آل راضي، وكان ضمن الوفد الذي أرسله السيّد الخوئيّ للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر. وبعد رجوعه ـ أي الشيخ آل راضي ـ حكى لنا قائلاً: إنّ البكر تعامل مع أعضاء الوفد باحترام، ولم يكن متشنّجاً، وبات سألنا: مَن هؤلاء الغوغاء؟ ولماذا يفعلون هكذا؟ فقلنا له: أنتم لكم صفة الأبوّة، والأدب يرأف بأبنائه».


السابعة: نصّ رسالة الإمام الخوئيّ للرئيس العراقي

نشرَت الصحفُ والمجلّات العراقيّة الصادرة في ذلك الوقت، نصَّ رسالة الإمام الخوئيّ للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر، محاولةً استغلالها وإظهارها مظهر التأييد للسلطة وقراراتها.

ونحن نثبت هنا نصّها، ونضع صورتها في آخر الكتاب في قسم «الصور والوثائق».


الصفحة 12

علماً بأنّا قد أخذنا نصّ هذه الرسالة وصورتها، من كتاب «محمّد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق» لأحمد عبد الله أبو زيد العاملي ج3 ص332، وصورتها مطبوعة في آخر هذا الكتاب أيضاً ضمن الوثائق برقم 401. وهو قد نقلها من كتاب فارسيّ باسم «خاطرات سياسيّ» للسيّد عليّ أكبر محتشمي ـ وزير الداخليّة السابق في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ـ ج2 ص372. وقد كتبَ أبو زيد بعد ذكر هذه الوثيقة ومصدرها: «ويبدو أنّها مُستنسخة» أي ليست أصل الرسالة.


الصفحة 13

بسم الله الرحمن الرحيم

22/ 2/ 77

3/ ع1 / 97

السيّد الرئيس أحمد حسن البكر المحترم

السلام عليكم ورحمة الله

أحمد الله سبحانه وتعالى في السرّاء والضرّاء، والشكر على الآلاء والنعماء، وأسأله تعالى أن يأخذ بيدكم إلى ما فيه صالح الاُمّة، ودعم شعائر الدين الإسلاميّ الحنيف، إنّه سميعٌ مجيب.

[و] بعد، فقد تألّمتُ كثيراً للحوادث التي وقعت في هذه المناسبة الدينيّة أثناء زيارة الأربعين، وإنّني إذ أشجب بشدّة استغلال المناسبة الدينيّة، أدعو أن تكون هذه الزيارة، وسائر الشعائر الدينيّة، خالصة لوجهه الكريم، كما أرادها الله سبحانه وتعالى.

على أنّني اعتقد بأنّ الذين اُتّهموا بهذه الحوادث أبناء سيادتك، وأرى أنّ أمرهم متروك للطفك وعطفك الأبويّ.

أخذ الله بيدك إلى ما فيه تعظيم شعائر الله، والسلام عليكم ورحمة الله.

أبو القاسم الخوئيّ


الصفحة 14

ويقال ـ والله العالم ـ : إنّ الإمام الخوئيّ كلّف السيّد الشهيد الصدر والسيّد مصطفى جمال الدين، بإعداد رسالة المرجعيّة ـ كلّاً على انفراد ـ إلى الرئيس العراقيّ، ثمّ إنّ سماحته اختار النصّ الذي كتبه السيّد مصطفى جمال الدين؛ «ولعلّ ذلك يرجع إلى ما تنطوي عليه رسالة السيّد الصدر من معانٍ ودلالات، تنسجم مع خطّه ورؤيته السياسيّة»(1).


الثامنة: استغلال وسائل الإعلام البعثيّة لرسالة الإمام الخوئيّ

اعتاد البعثيّون عبرَ وسائل إعلامهم المزيّفة، استغلالَ كلّ قول أو حدث لصالحهم وإن استوجب منهم الكذب والتزوير، فالذي يراجع تاريخهم يجده مملوءً بصفحات سوداء من الغدر والخيانة وتزوير الحقائق، حتّى أصبح قلب الحقائق صفّة مميّزة في أدبيّات حزب البعث، والشواهد على ذلك كثيرة، يعرفها كافّة أفراد الشعب العراقيّ.

وعندما بعث الإمام الخوئيّ رسالة للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر، بيد الوفد الذي أرسله له، لم يرد في نصّها أيّ شجب واستنكار للانتفاضة الصفريّة المباركة، التي قام بها الشباب الحسينيّ النجفي المجاهد.

لكنّ وسائل إعلام السلطة، استغلّت هذه الرسالة واستثمرتها لصالحها، وقلبت الحقيقة، وأظهرت للناس أنّ سماحته يستنكر تلك الأحداث، فقد أوردت وسائل إعلامها الخبر بهذا الشكل:

«بعث سماحة آية الله العظمى الخوئيّ، مرجع الشيعة الأعلى، وفداً إلى رئيس الجمهوريّة؛ للإعلان عن استيائه واستنكاره للأعمال التخريبيّة، التي قامت بها حفنة من الجواسيس والمخرّبين في طريق النجف وكربلاء».

ولم تكتف بذلك، بل قامت بتلفيق برقيّة مزوّرة، على لسان الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، ادّعت أنّه بعثها للقيادة العراقيّة، وتمّ نشرها بشكل واسع في وسائل الإعلام، وقد تحدّثنا عن هذه البرقيّة قبل عدّة صفحات، وبيّنا أدلّة تزويرها وبطلانها.

____________

1- انظر: محمّد باقر الصدر السيرة والمسيرة 3: 332 نقلاً عن: الإمام الصدر سيرة ذاتيّة: 78، ومحمّد باقر الصدر حياة حافلة فكر خلّاق: 179.


الصفحة 15

معلومات جديدة من السيّد موسى الخوئيّ

بعد أن انتشرت الطبعةُ الاُولى لهذا الكتاب، وفي صباح يوم الجمعة 6 ربيع الأوّل 1442هـ = 23/10/2020 اتصل بنا المهندس السيّد موسى ابن السيّد جمال ابن الإمام أبو القاسم الخوئيّ، مُضيفاً معلومات جديدة عن هذا الوفد، إذ قال:

«الاُولى: إنّ السيّد مصطفى جمال الدين، لم يكن ضمن أسماء الأشخاص الذين أرسلهم السيّد الخوئيّ في هذا الوفد، بل حضرَ فيه بناءً على طلب الحكومة العراقيّة.

الثانية: كلّفني جدّي ـ المرجع السيّد الخوئيّ ـ أن أتصل بالسيّد محمّد الحيدريّ(1) والشيخ محمّد حسن آل ياسين(2)، طالباً منهما المشاركة في الوفد، فذهبتُ لجامع الخلّاني، فلم أجد السيّد الحيدريّ، بل وجدتُ ابنه السيّد محمّد، فأخبرته بطلب جدّي، فذهب وكلّم والده، ثمّ رجع وأخبرني: إنّ الوالد يعتذر عن المشاركة في هذا الوفد لمرضه وكبر سنّه.

ثمّ ذهبت إلى الكاظميّة المقدّسة، وأخبرتُ الشيخ آل ياسين بالأمر، فاعتذر أيضاً.

فقلت له: إنّ والدي ـ السيّد جمال الخوئيّ ـ سوف يُشارك في الوفد.

فقال: إنّ والدك لا يخاف؛ لأنّه ابن المرجع. ثمّ ذكر كلام طلفاح الذي تقدّم قبل عدّة صفحات.

الثالثة: قال لي والدي ـ السيّد جمال الخوئيّ ـ : إنّ الرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر، عندما تهجّم على أهالي النجف الأشرف، واصفاً إيّاهم بـ «المفسدين والمشاغبين»، فقلت له: هؤلاء زوّار الإمام الحسين(عليه السلام)، كيف يكونوا مفسدين مشاغبين».

____________

1- السيّد محمّد الحيدريّ (ت1403هـ) المعروف بـ «السيّد محمّد الخلانيّ»، هو ابن السيّد صالح ابن السيّد جواد ابن السيّد حيدر الحسنيّ. أكبر أولاده السيّد صالح، الذي كان رئيساً لديوان الوقف الشيعيّ. وأصغر أولاده أيضاً اسمه سيّد محمّد «أبو أبرار»، الذي كان من قيادات المجلس الأعلى الإسلاميّ.

2- الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ عبد الحسين آل ياسين الكاظميّ (ت1427هـ).


الصفحة 16

برقيات مراجع الدين العظام بعد صدور الأحكام الجائرة بحقّ شباب الانتفاضة

خلال بحثي عن وثائق ومستندات هذه الانتفاضة المباركة، لم أجد ما يدلّ على اهتمام الشخصيّات العلميّة خارج العراق، والحركات والجماعات الاسلاميّة بها، ونشر أخبارها ووقائعها، فضلاً عن برقيّات استنكار وإدانة.

ومحاولة توجيه تقصيرهم والاعتذار لهم «بسبب التعتيم الشديد، والتشويه الذي مارسه النظام للتغطية على الأحداث»(1) في غير محلّه.

نعم، اقتصرت برقيّات الاستنكار على مراجع الدين العِظام في المدن المقدّسة: النجف الأشرف، وقم المقدّسة، ومشهد المشرّفة:

ثلاث برقيّات من آية الله العظمى السيّد عبد الله الشيرازيّ، من مدينة مشهد المقدّسة: اثنتان منها للإمام الخوئيّ، وواحدة للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر.

وبرقيّتان من آية الله العظمى السيّد محمّد رضا الگلپايگانيّ من مدينة قم المقدّسة: واحدة للإمام الخوئيّ، واُخرى للرئيس العراقيّ.

وبرقيّة واحدة من الإمام الخمينيّ من مدينة النجف الأشرف إلى الرئيس العراقيّ.

فالقول: «إنّ عدداً من بيانات وبرقيّات التأييد للانتفاضة، وشجب السلطة وأساليبها، قد صدرت في: لبنان، وباكستان، والهند، وإيران، وبعض دول الخليج، واُوربا»(2) لم أجد عليه دليلاً.

____________

1- انظر: سنوات الجمر: 173.

2- المصدر السابق.


الصفحة 17

ثلاث برقيّات من آية الله العظمى السيّد عبد الله الشيرازيّ

البرقيّة الاُولى

النجف الأشرف ـ سماحة آية الله الخوئيّ دامت بركاته.

إنّ الحوادث الواقعة يوم الأربعين، وضغط الدولة على الشعائر الحسينيّة والقائمين بها، أوجبت تأثّرنا واستياء الجميع، وإنّنا سوف لن نقصّر في القيام بواجبنا إن شاء الله تعالى.

وما النصر إلّا من عند الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشهد المقدّسة

25 صفر 1397هـ

السيّد عبد الله الشيرازيّ(1)

____________

1- القضيّة العراقيّة من خلال مواقف الإمام الشيرازيّ: 81 .


الصفحة 18

البرقيّة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

رئيس الجمهوريّة العراقيّة أحمد حسن البكر.

نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الاُستاذ صدام حسين.

أعضاء مجلس قيادة الثورة.

علمنا ببالغ الأسف، أنّ الحكومة العراقيّة أصدرت أحكاماً قاسية بحقّ جماعة من المؤمنين، فحكمت بالإعدام على ثمانية أشخاص، كما حكمت بالسجن المؤبّد على خمسة عشر شخصاً، منهم العلّامة الجليل السيّد محمّد باقر الحكيم؛ بحجّة قيامهم بالشعائر الدينيّة.

وإنّنا إذ نستنكر هذه الجرائم التي تقوم بها الحكومة، نطالبهم بالكفّ عن التسخّط على الشيعة، وأن تقفوا عند حدّكم في محاربتكم القضايا الدينيّة والعقائديّة. ونذكّركم في سابق الزمن، حينما كنّا في النجف الأشرف، بأنّ استقلال العراق كان على أكتاف العلماء وعموم الشيعة، فلا ينبغي أن تقفوا أمام الشيعة مثل هذا الموقف المؤسف.

وإنّنا نحذّركم بأنّ الوضع سوف لن يستمر هكذا، بل لابدّ أن ينفجر، فعليكم أن تتداركوا الأمر قبل أن يتوسّع الخرق على الواقع، ولا تسوّدوا صحيفة العراق أكثر ممّا قمتم به خلال هذه السنوات.

والعالم يعلم أنّ هذه التّهم ليست جديدة، بل سبق أن اتّهمتم النجل الآخر للمرجع الإسلاميّ الكبير المرحوم السيّد محسن الحكيم، بتهمة واضحة البطلان. وقد تذاكرنا في نفس الوقت مع كبار المسؤولين، فأقرّوا ببطلان التهمة.

وهكذا اتّهمتم كثيراً من رجال الدين والشخصيّات المبارزة في العراق.

وجريمتكم الكبرى بحقّ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وإخراج العلماء والطلبة


الصفحة 19

الأفاضل منها، دليل على مدى اهتمامكم بمحاربة الدين ورجاله، وتأكيدكم على محو الفضيلة العقائديّة، كما صرّحتم بهذا في مؤتمركم القطريّ السابع.

وليس خفيّاً على أحد، أنّكم مسيّرون من قبل أسيادكم الشرقيّين.

وها نحن نرفع صوتنا إلى العالم أجمع، ونطالبهم بالتدخّل في وضع العراق المؤلم، لكي يعملوا من أجل استنقاذ الشيعة، التي تبلغ نسبتهم 85 في المئة خاصّة، بل جميع المسلمين الذين يعيشون تحت نيران ألمكم.

وسيبقى التاريخ سجّلاً حافلاً بهذه الأحداث المريرة، ويكتب هذه الوقائع بأحرف من نار.

وفي العام نقول: إنّ المسلمين عامّة، والشعب الإيرانيّ المسلم خاصّة، والعلماء الأعلام، ينتظرون إصدار أمركم بإلغاء هذه الأحكام الشنيعة من الإعدام والسجن، وإطلاق سراح هؤلاء السجناء المؤمنين؛ حفظاً لمصالح العراق، ودرءً للأخطار، ودفعاً للاستياء والقلق، والسلام على مَن اتبع الهدى.

السيّد عبد الله الشيرازيّ

7 ربيع الأوّل 1397هـ = 28/ 2/ 1977م

المشهد المقدّس(1)

____________

1- المصدر السابق.


الصفحة 20

البرقيّة الثالثة

سماحة آية الله السيّد أبو القاسم الخوئيّ دامت بركاته

العراق ـ النجف الأشرف

علمنا ببالغ الأسف، صدور حكم الإعدام بحقّ جماعة من المؤمنين، والحكم بالسجن المؤبّد على أشخاص آخرين.

وإنّنا إذ نستنكر هذه الأوضاع، ندعوا الله تعالى أن يكشف هذه الغمّة عن هذه الاُمّة، وسنعمل بواجبنا الشرعيّ إن شاء الله، أدام الله تأييدكم.

مشهد المقدّسة

7 ربيع الأوّل 1397هـ

السيّد عبد الله الشيرازيّ(1)

____________

1- المصدر السابق.


الصفحة 21

برقيّتان من آية الله العظمى السيّد محمّد رضا الگلپايگانيّ

البرقيّة الاُولى

العراق ـ النجف الأشرف.

سماحة آية الله السيّد الخوئيّ دامت بركاته.

نبأ محكوميّة الجماعة المشتركين في الشعائر الحسينيّة أقلقنا والحوزة العلميّة، ننتظر من المسؤولين إعادة النظر في أحكامهم، ورفع القلق عن الجميع، بخاصّة ذويهم، أدامكم الله وأيّدكم.

الگلپايگانيّ

8/ ع1 / 97 هجريّ(1)

____________

1- أسناد انقلاب إسلاميّ «فارسي» 1: 404.


الصفحة 22

البرقيّة الثانية

بغداد

سيادة المهيب أحمد حسن البكر، رئيس الجمهوريّة العراقيّة المحترم.

إنّ القيادات الحكيمة لا تعاقب أيّ متّهم ما لم تثبت إدانته، والجماعة المحكوم عليهم ـ حسبما بلغنا ـ لا ذنب لهم، سوى قيامهم بالشعائر الحسينيّة، بموجب الحريّة التي تدعون لها.

ومن الحكمة إعادة النظر في الأحكام الصادرة بشأنهم، وكسب مرضاة العالم الإسلاميّ عامّة، والحوزات العلميّة خاصّة.

الگلپايگانيّ

8/ ع1/ 97 هجريّ(1)

____________

1- المصدر السابق 1: 403.


الصفحة 23

برقيّة الإمام الخمينيّ

25/ 2/ 77

بسم الله الرحمن الرحيم

السيّد رئيس الجمهوريّة المحترم.

بعد السلام والتحيّة

لا أرى الصلاح في تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحقّ المجموعة المحكوم عليهم بذلك.

وكذلك بالنسبة إلى المحكومين بالسجن المؤبّد.

وأنتظر منكم الاستفادة من صلاحيّاتكم القانونيّة بإلغاء تلك الأحكام.

روح الله الموسويّ الخمينيّ

6/ 3/ 97(1)

____________

1- خاطرات سياسيّ «فارسيّ»: 373.


الصفحة 24

رسالة الإمام السيّد أبو القاسم الخوئيّ للرئيس العراقي أحمد حسن البكر

والظاهر أنّها مستنسخة من الأصل.


الصفحة 25

رسالة الإمام السيّد الخمينيّ للرئيس العراقيّ أحمد حسن البكر


الصفحة 26