الحمدُ لله ذي النِعم السابغة، والآلاء الوازعة، والفضائل الجسيمة، والمنن العظيمة.

والصلاة والسلام على عَلم الهدى، والعروة الوثقى، سراج الدجى، ومَن داست أقدامه بساط العُلى، أحمد الخضراء، ومحمّد الغبراء.

وعلى آله الغُرّ الميامين، نجوم السماء اللامعات، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. صلاة غادية رائحة، لا معدودة ولا ممنوعة، دائمة غير منقطعة.

وعلى صحبه الكرام، محيي الشريعة، والحافظين الوديعة، ومَن شايعه وتابعه، واقتفى أثره، وائتمَّ بعترته.

وبعدُ، فإنّ من دواعي الفخر والاعتزاز أن تقوم مؤسّسة صاحب الأمر ـ عجلّ الله فرجهُ الشريف ـ بإحياء ما درسَ من علوم أهل البيتـ (عليهم السلام)ـوما كتبه فقهاء الطائفة الإمامية ورجالاتها في شتّى فنون العلم، وتقديمه للأجيال

الصفحة 6
المعاصرة والآتية ; ليستفيدوا منه ويطّلعوا على مقدار الجهود والأتعاب التي بذلها الأوائل من علمائنا ومفكّرينا في سبيل حفظ العلوم، وتحقيق المطالب، وتنقيح الآراء في مختلف الموضوعات العلميّة، الأمر الذي يبعث روح النشاط، ويزيد الرغبة في نفوس طلبة العلم وبُغاة المعرفة، ويُحمّلهم في الوقت نفسهِ مسؤولية المحافظة على تراثنا الإسلامي، وتأديته إلى الأجيال الآتية كما تسلّموه من أسلافهم الصالحين.

والكتاب الذي بين يديك ـ عزيزي القارىء ـ عطاء فاضت به أنامل علم من أعلام الطائفة الحقّة، ومرجع من مراجعها في أواخر القرن التاسع الهجري، هو الشيخ مفلح الصيمري، الذي يُعدّ بحقّ من أبرز علمائنا الاُدباء والشعراء.

هذا الكتاب الذي سمّاه مؤلّفه بـ "كشف الالتباس عن موجز أبي العباس" عبارة عن شرح لرسالة موجزة، مليئة بالألغاز العلميّة والنكت الفنّية، كتبها علمٌ آخر من أعلامنا الكبار في النصف الأوّل من القرن التاسع، هو ابن فهد الحلّي.

فوضعنا متن الكتاب "الموجز الحاوي" في أعلى الصفحات، وما يقابلها أسفل منـه. وبعملنا هـذا نكون قد قدّمنا للمكتبة الإسلامية كتابين مُحقّقين، لم نألُ جهداً إلاّ بذلناه في سبيل إخراجه صحيحاً خالياً عن الأخطاء إن شاء الله تعالى.

ومؤسّسة صاحب الأمر ـ عجلّ الله فرجه الشريف ـ إذ آلت على نفسها إخراج اللآلئ العالية من الأعماق، وجعلها في متناول الأيدي، لذا نراها جادةً في البحث عن نفائس المخطوطات، ساعية وراء الأعمال البِكر التي لم يسبقها إليها أحد.


الصفحة 7
فبالأمس القريب غاصت في لُجّة البحر المتلاطم أمواجه وأخرجت لنا كتاب "التشريف بالمنن في التعريف بالفتن" والذي يُعبّر عنه بـ "الملاحم والفتن" للسيّد ابن طاووس، مع ما في تحقيقه من مصاعب جمّة وعقبات كبرى، وقد ذُكر بعضها في مقدّمة الكتاب. فخرج بحمد الله تعالى بشكل لائق بمؤلّفه، ونال إعجاب العلماء الأعلام، والإخوة المحقّقين من أصحاب هذا الفنّ.

واليوم تُخرج هذه المؤسّسة المباركة للعلماء والأساتذة كتاباً فقهيّاً لم يرَ النور قبل هذا الوقت، ولم تمتدّ له الأيادي لانتشاله من الظلمات، مع اعتراف الجميع بأهمّيته، فتقدّمت له هذه المؤسّسة عازمة على إنقاذه من قعر المكتبات وأفواه صغار الحيوانات.

علماً بأنّا قد بدأنا بتحقيق هذا الكتاب قبل أكثر من سنة ونصف، أي في حياة مؤسّس هذه المؤسّسة، وواضع لبنتها الاُولى ومنهجها العلمي، فقيه أهل البيت (عليهم السلام)، وزعيم الحوزة العلميّة في مدينة اصفهان، المرحوم المغفور له سماحة العلاّمة آية الله الحاج الشيخ حسن الصافي الاصفهاني تغمّده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه.

وكم كان بودّنا أن يرى سماحته هذا الكتاب يستفيد منه أصحاب السماحة العلماء، إلاّ أنّ الله سبحانه وتعالى كان قد اختاره لجواره قبل إكمال هذا الكتاب.

وجرياً على عادة المحققّين نُقدّم للكتاب مقدّمة صغيرة، نُسلّط الضوء فيها على حياة الصيمري وابن فهد الحلّي، ثم نتحدّث بشكل مختصر عن المتن والشرح.


الصفحة 8

الصفحة 9

الشيخ مفلح الصيمري

اسمه ونسبه:

الصحيح من اسمه ونسبه، كما كتبهُ المترجَم له بخطّه في إجازته لناصر الدين بن إبراهيم البويهي، هو: مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري(1).

وذكره بهذا الاسم والنسب كلٌّ من الشيخ علي البلادي، والسيّد محسن الأمين، والشيخ الطهراني، والزركلي(2).

إلاّ أنّ بعض المؤرّخين وأصحاب التراجم والسير ذكروا أبيه باسم "الحسين" منهم الحرّ العاملي، والميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني، والسيّد الخوانساري، وإسماعيل باشا البغدادي(3).

وذكر الشيخ الطهراني في موردين من ذريعته اسمين لجدّه، من دون ترجيح أحدهما على الآخر، هما "رشيد" و"راشد"(4).

____________

1- أعيان الشيعة 10: 133، الذريعة 14: 95.

2- أنوار البدرين: 74،أعيان الشيعة 10: 133،الذريعة 3: 335/1216 و5: 279/1307 و 9/3: 1086/7029، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137، الأعلام 7: 28.

3- أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، هديّة العارفين 2: 469.

4- الذريعة 5: 335/1216 و 9/3: 1086/7029.


الصفحة 10
والصيمري: نسبةً إلى "صَيْمَرة" بصاد مهملة مفتوحة، ومثناة تحتيّة ساكنة، وميم مفتوحة، و راء مهملة، وهاء. وهي تُطلق على أكثر من موضع.

ففي معجم البلدان: كلمة أعجمية، وهي من موضعين: أحدهما بالبصرة على فم نهر معقل، وفيها عدّة قُرى تُسمّى بهذا الاسم. وبلد بين ديار الجبل وديار خوستان، هي مدينة بمهرجان قُذَف، وهي للقاصد من همذان إلى بغداد عن يساره، قال الاصطخري: وأمّا صيمرة والسيروان فمدينتان صغيرتان(1).

وفي الأنساب للسمعاني: هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له: الصيْمر، عليه عدّة قرى. وأمّا الصَّيمَرة فبلدة بين ديار الجبل وخوزستان، وسألتُ بعضهم عن هذا النسب فقال: صيمرة وكودشت قريتان بخوزستان(2).

وقال الشيخ الطهراني عنها: بلدة بين الأهواز وبلاد الجبل، ولعلّها ما يُعرف اليوم كمره(3).

وقال الشيخ سليمان الماحوزي في نسبته: وأصله من صيمر، وانتقل إلى البحرين وسكن قرية سلماباد(4).

ونقل الشيخ علي البلادي في حاشية كتابه أنوار البدرين عن بعض الثقات: أنّ في قرية سلماباد محلّة يُقال لها "صيمر" فلعلّ هذا الشيخ منها.

____________

1- معجم البلدان 3: 439.

2- الأنساب 8: 127 ـ 129.

3- الذريعة 9/3:1086/29،طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137.

4- حكاه عنه في أنوار البدرين: 74.


الصفحة 11
ثم علّق على هذا الكلام قائلاً: إلاّ أنّ علماءنا المتصدّين لذكرِ العلماء يذكرون أنّه من صيمر البصرة، ثم انتقل إلى البحرين، فلعلّه اُخفي عليه اسم تلك المحلّة، ونظروا إلى أنّ اللفظ ينصرف عند إطلاقه إلى أظهر الأفراد، فحكموا بذلك(1).

فيتّضح ممّا تقدّم أنّ أصل المترجَم له من صيمرة البصرة، ثم هاجر منها إلى البحرين، وممّا يؤيّد ذلك قوله لمّا اضطُرّ إلى الخروج من البحرين:


وما أَسَفي على البحرينِ لكنلإخوان بها لي مؤمنينا
دَخلنا كارهينَ لها فلمّاألفناها خرجنا كارهينا(2)

أمّا والده:

فلم أعثر على ترجمة حياته في الكتب المتوفّرة لدينا، وعلّق السيّد محسن الأمين على مجهولية والده قائلاً: فلعلّه لم يكن من العلماء ; لأنّ الشيخ سليمان في الرسالة المذكورة ذكر الشيخ مفلح وابنه الحسين بن مفلح، ولم يذكر والده، ولو كان من العلماء لذكرهُ.

ويحتمل سقوطه من قلمه، أو تركه له ككثير من مشاهير البحرانيين.

ويحتمل اتّحاده مع الحسن بن محمّد بن راشد البحراني صاحب نظم ألفيّة الشهيد، أو الحسن بن محمّد بن راشد صاحب كتاب مصباح المهتدين(3).

وولده:

هو الشيخ حسين الصيمري.

فقيه، زاهد، عابد، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأفضلهم. كان مُستجاب

____________

1- أنوار البدرين: 74.

2 و 3) أعيان الشيعة 10: 133.


الصفحة 12
الدعوة، كثير العبادات والصدقات، قَلَّ أن يمضي له عام في غير حجٍّ أو زيارة، لم يعثر له عثرة، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم، وراج الشرع الشريف في زمانه غاية الرواج.

تتلمّذ على والده، واستجاز من المحقّق الكركي فأجازه، له عدّة مؤلّفات منها: المناسك الكبير، المناسك الصغير، عدّة أسئلة سألها عن المحقّق الكركي، محاسن الكلمات في معرفة النيّات. وهذا الأخير من محاسن الكتب، وقد حكى فيه كثيراً من فوائد والده في شرحي الشرائع والموجز. توفّي سنة 933 هـ في قرية سلماباد، ودفن فيها جنب والده(1).

نشأته ومكانته العلميّة:

تكاد حياة الشيخ مفلح الصيمري تكون مجهولةً تماماً، لولا كلمات قليلة عثرنا عليها في طيّات بعض الكتب، يمكن من خلالها تسليط الضوء على مُجمل حياته.

وقد أشار السيّد الخوانساري إلى مجهوليّة حياته حيث قال بعد ذكره له: إلى أن يظهر في حقّه أكثر من ذلك إن شاء الله(2).

فهو من أهالي مدينة البصرة، من قرية صيمر، ولد ونشأ وترعرع فيها، ثم هاجر إلى البحرين، وسكن قرية سلماباد حتى عُدَّ من علمائها(3).

ويقال: إنّه سكن فترة من الزمن مدينة الحلّة السيفية، قاله إسماعيل باشا

____________

1- رياض العلماء 2: 178 ـ 179، فوائد الرضوية: 666، أنوار البدرين: 76.

2- روضات الجنّات 7: 168.

3- أنوار البدرين: 74، أعيان الشيعة 10: 133، الذريعة 14: 95.


الصفحة 13
البغدادي والسيّد الخوانساري(1)، وأضاف الأخير أنّه سكن الديار الهجرية أيضاً.

وقال الحرّ العاملي والميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني: إنّه كان معاصراً للمحقّق الكركي(2).

وهذا صحيح ; إذ أنّ الكركي توفّي سنة 940 هـ، والمترجم له توفّي حدود سنة 900 هـ، إلاّ أنّه متقدّم على الكركي من حيث الرتبة الزمنية. نعم ولده الشيخ حسين كان معاصراً للكركي وفي رتبته الزمنية، وقد استجاز منه فأجازه.

أمّا مكانته العلميّة فتتّضح جليّاً من خلال مؤلّفاته المتنوّعة، حيث ألّف في الاُصول رسالة، وفي العقائد رسالتين، وفي الفقه ثلاثة كتب ورسالتين، وفي الحديث كتاباً ظريفاً، وفي الرجال كتاباً أيضاً، يأتي توضيحها في الكلام عن مؤلّفاته.

وتتّضح مكانته أيضاً من خلال مطالعة الكلمات النيّرة والعبارات المضيئة التي قالها كبار العلماء في حقّه، والتي سنشير إليها قريباً.

مؤلّفاته:

1 ـ اُصول الدين:

رسالة مختصرة تقع في عدّة أوراق، بيّن فيها اُصول الدين الحنيف، وجعلها على شكل مسائل، أوّلها مسألة معرفة الله تعالى. نسبها إليه الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: توجد نسختها ضمن مجموعة في كتب

____________

1- هديّة العارفين 2: 469، روضات الجنّات 7: 168.

2- أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215.


الصفحة 14
السماوي(1).

2 ـ التبيينات في الإرث والتوريثات:

رسالة في الفرائض والمواريث، مرتّبة على ثلاثة أبواب وخاتمة، نسبها إليه الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: رأيتُ نسخةً منه بخطّ المولى درويش بن إسماعيل حدود سنة 1045، ضمن مجموعة موقوفة في كتب السادة آل خرسان في النجف الأشرف(2)، وذكرها أيضاً في عداد مؤلّفاته في موردين آخرين من ذريعته(3).

وسمّاها عمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين: التنبيهات(4).

3 ـ تكفير ابن قرقور:

رسالة صغيرة، حكم فيها المؤلّف بكفر ابن قرقور، وهو من أعيان أهل البحرين، بسبب تلاعبه بالشرع المقدّس. نسبها إليه الشيخ سليمان الماحوزي(5)، والشيخ الطهراني(6).

4 ـ تلخيص الخلاف:

هو تلخيص كتاب الخلاف لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي، قامت بطبعه ونشره في ثلاثة مجلّدات المكتبة المرعشية العامّة في مدينة قم المقدّسة سنة 1408 هـ.

____________

1- الذريعة 11: 88/543.

2- الذريعة 3: 335/1216.

3- الذريعة 5: 279 و 9/3: 1086.

4- معجم المؤلّفين 12: 317.

5- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75.

6- الذريعة 11: 155/985، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137.


الصفحة 15
والاسم الصحيح لهذا الكتاب كما أثبتناه: تلخيص الخلاف، حيث قال مؤلّفه في مقدّمته: وسمّيته تلخيص الخلاف وخلاصة الإختلاف(1). وسمّاه بذلك أيضاً الشيخ الطهراني في الذريعة والطبقات(2).

إلاّ أنّ بعض المؤلّفين وأصحاب السير والتراجم سمّوه بـ "منتخب الخلاف" كالحر العاملي، والميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني، والسيّد الخوانساري، والشيخ عباس القمّي، وإسماعيل باشا البغدادي(3).

وذكر الاسمين معاً دون ترجيح أحدهما السيّد محسن الأمين قائلاً: منتخب الخلاف أو تلخيص الخلاف، منه نسخة في مكتبة الحسينية بالنجف الأشرف(4).

5 ـ التنبيه على غرائب مَن لا يحضره الفقيه:

وهو كتاب جميل، جمعَ فيه المؤلّف فتاوى الشيخ الصدوق، المخالفة للإجماع، والمسائل المرفوضة عند فقهائنا المتقدّمين. قال في أوّله: إنّه مشتمل على مسائل تنشرح لها الخواطر، وغرائب ونكات يلتذّ بها الناظر(5).

____________

1- تلخيص الخلاف 1: 20.

2- الذريعة 4: 422/1861، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 138.

3- أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، فوائد الرضوية: 666، هديّة العارفين 2: 469.

4- أعيان الشيعة 10: 133.

5- رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 169، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 138، الذريعة 4: 438/1948، هدية العارفين 2: 469، إيضاح المكنون 1: 326، معجم المؤلّفين 12: 317.


الصفحة 16

6 ـ جواهر الكلمات في العقود والإيقاعات:

رسالة علميّة عميقة وظريفة تدلّ على غزارة علم مؤلّفها وفضله واحتياطه، مدحها الشيخ سليمان الماحوزي معبّراً عنها بالكتاب قائلاً: مليح كثير المباحث، غزير العلم(1).

تقع في مقدّمة، وبابين: الأوّل في العقود المفتقرة إلى الإيجاب والقبول، ويحتوي على تسعة عشر كتاباً. والثاني في الإيقاعات، ويحتوي على أحد عشر كتاباً.

انتهى من تأليفه في العاشر من جمادى الاُولى سنة 870(2) هـ.

علماً بأنّ الشيخ الطهراني ذكر في الذريعة أربع رسائل بهذا الاسم لأربعة من أعلامنا، هم: الصيمري، والمحقّق الكركي، والشهيد الثاني، وعطاء الله بن مسيح الرستمداري(3).

7 ـ ديوان شعر:

ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة(4)، ويأتي الكلام عن شعره وشاعريته قريباً.

8 ـ العقد الجمان في حوادث الزمان:

كتاب مختصر من تأريخ اليافعي، استنسخه السيّد محسن الأمين في مدينة طهران، وعدّه من مآخذ كتابه أعيان الشيعة.

____________

1- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75.

2- أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، فوائد الرضوية: 666، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137، الذريعة 3: 335/1216 و5: 279/1307 و9/3: 1086/7029، أعيان الشيعة 10: 133، هديّة العارفين2: 469، معجم المؤلّفين 12: 317.

3- الذريعة 5: 278 ـ 279.

4- الذريعة 9/3: 1086/7029.


الصفحة 17
نسبه إليه الشيخ الطهراني في مصفّى المقال(1).

9 ـ غاية المرام في شرح شرائع الإسلام:

لعلّه أوّل شرح لكتاب الشرائع، الذي ألّفه المحقّق الحلّي (رحمه الله)، جعله بصورة (قال) (أقول)، ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: رأيتهُ في كربلاء من النسخة التي كتابتها سنة 981 هـ في قرب ثلاثين ألف بيت(2).

وذكره الشيخ سليمان الماحوزي قائلاً: وقد أجاد فيه وطبق المفصل، وفرّق فيه بين الرطلين في الزكاتين وفاقاً لابن فهد الحلّي في المهذّب والعلاّمة في التحرير(3).

10 ـ كشف الالتباس عن موجز أبي العباس:

وهو هذا الكتاب الذي بين يديك، وسيأتي الكلام عنه.

11 ـ مختصر الصحاح:

نسبه إليه جمع من المؤلّفين وأصحاب التراجم والسير، كالحر العاملي، والميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني، والسيّد الخوانساري، والشيخ عباس القمّي، والشيخ الطهراني، وإسماعيل باشا البغدادي، وعمر رضا كحالة(4).

____________

1- مصفّى المقال: 461.

2- الذريعة 16: 20/73.

3- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75. وانظر أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، فوائد الرضوية: 666، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137 ـ 138، الذريعة 9/3: 1086/7029، أعيان الشيعة 10: 133، هديّة العارفين 2: 469، معجم المؤلّفين 12: 317.

4- أمل الآمل 2: 324، رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، فوائد الرضوية: 666، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 138، الذريعة 20: 200/2566، هديّة العارفين 2: 469، معجم المؤلّفين 12: 317.


الصفحة 18
وسمّاه السيّد محسن الأمين مختار الصحاح(1).

ملاحظة:

نسب الشيخ سليمان الماحوزي للمترجم له كتاب "إلزام النواصب بخلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام)"(2). وتبعه في هذه النسبة خانبابا مشار في فهرسه(3)، وطبع باسمه في إيران سنة 1303 هـ طباعة حجرية بالحجم الصغير في 161 صفحة.

وفي نسبة هذا الكتاب إلى المترجم له كلام:

فقد نسبه الميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني إلى ولده الشيخ حسين قائلاً: ومن مؤلّفاته كتاب إلزام النواصب، وهو كتاب معروف، وقد اشتبه مؤلّفه على أكثر أهل عصرنا، وقد وجدت عدّة نسخ عتيقة منه في بلاد البحرين وبلاد الأحساء وغيرها، وكان فيها بأنّه من مؤلّفات الشيخ حسين، وقد يظنّ أنّه من تأليف ولده، فلاحظ(4).

ونقل السيد إعجاز حسين النيسابوري عن بعض نسبته إلى السيد علي بن طاووس(5).

وعدّه الحرّ العاملي(6) والسيد أحمد الحسيني ـ مفهرس النسخ الخطية في المكتبة المرعشية عند تعريفه لخمس نسخ خطّية(7) من هذا الكتاب موجودة

____________

1- أعيان الشيعة 10: 133.

2- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75.

3- فهرست كتابهاى چاپى عربى: 82 ـ 83.

4- رياض العلماء 2: 179.

5- كشف الحجب: 58/274.

6- أمل الآمل 2: 264.

7- أرقامها على التوالي: 1273 فهرس 4: 74، 3624 فهرس 10: 33، 6251 فهرس 16: 235، 6543 فهرس 17: 129، 7159 فهرس 18: 304.


الصفحة 19
فيها ـ من الكتب التي لم يعلم مؤلّفها.

وذكره الشيخ الطهراني دون الجزم بمؤلّفه، بل ذكر فيه عدّة أقوال واحتمالات(1).

أساتذته وتلامذته وشيوخه والمجازون منه:

رغم التتبّع لكثير من المصادر المتوفّرة لدينا، لم نجد ما يشفي الغليل، ويسلّط الضوء على مكانة هذا الرجل العلميّة من خلال التعرّف على أساتذته وتلامذته وشيوخه والمجازين منه. وكلّ ما عثرنا عليه هو اُستاذ واحد، وتلميذ واحد، وإجازة واحدة.

فقد أجمع كافّة المؤلّفين على أنّه تلميذ ابن فهد الحلّي، ويروي عنه أيضاً(2).

وتلميذه هو ولده الشيخ حسين الصيمري(3).

وأعطى إجازة واحدة مختصرة كتبها بخطّه في جمادى الاُولى سنة 873 هـ لناصر الدين بن إبراهيم البويهي، ولعلّ هذا المجاز كان من تلامذته أيضاً، والله أعلم(4).

____________

1- الذريعة 2: 289/1170.

2- رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 169، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137.

3- أعيان الشيعة 10: 133.

4- الذريعة 1: 251/1320 و3: 335/1316 و 9/3: 1086/7029.


الصفحة 20

إطراء العلماء له:

مدحه وأطراه كلّ مَنْ ذكرهُ وترجم له، منهم:

1 ـ الشيخ سليمان الماحوزي، حيث قال: الشيخ الفقيه العلاّمة الشيخ مفلح بن حسن الصيمري(1).

2 ـ الحر العاملي، قال: فاضل، علاّمة، فقيه(2).

3 ـ الميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني، قال في ترجمته: فاضل، علاّمة، فقيه، له كتب(3).

وفي ترجمة ولده الشيخ حسين قال: هو ووالده من مشاهير العلماء، وأبوه هذا هو شارح الشرائع بشرح مشهور(4).

4 ـ السيّد الخوانساري، قال: فاضل، علاّمة، فقيه، له كتب(5).

5 ـ الشيخ أسد الله الدزفولي، قال: الفقيه الفاضل المدّقق الحبر الكامل المحقّق(6).

6 ـ الشيخ علي البلادي، قال: الشيخ الفقيه، العلاّمة، الحبر الأديب الفهّامة. من رؤساء الطائفة المحقّة، وفتواه كثيرة مشهورة في كتب الأصحاب كالجواهر والمقابس ومفتاح الكرامة وغيرها(7).

7 ـ الشيخ عبدالله المامقاني، قال: من أجلّة فقهائنا(8).

____________

1- حكاه عنه في أنوار البدرين: 74.

2- أمل الآمل 2: 324.

3- رياض العلماء 5: 215.

4- رياض العلماء 2: 178.

5- روضات الجنّات 7: 168.

6- مقابس الأنوار: 14.

7- أنوار البدرين: 74.

8- تنقيح المقال 3: 244.


الصفحة 21
8 ـ الشيخ عباس القمّي، قال: شيخ فاضل، مدقّق محقّق، علاّمة فقيه(1).

9 ـ الزركلي، قال: فقيه إمامي(2).

شعره:

كان الصيمري ـ (رحمه الله) ـ أديباً شاعراً، له شعر كثير في مناقب أهل البيت (عليهم السلام)ومراثيهم، خصوصاً مراثي الإمام الحسين (عليه السلام)(3).

وبمراجعة سريعة للأوراق الاُولى من هذا الكتاب يتّضح لنا جليّاً المستوى الأدبي الرفيع الذي يتمتّع به هذا العالم الألمعي.

قال الشيخ سليمان الماحوزي: له قصائد مليحة، أورد بعضها الشيخ الصالح فخر الدين الطريحي في مجالسه(4).

وقال الشيخ الطهراني: شعره مذكور في الكتب والدفاتر، دوّن بعضها أخيراً الشيخ محمّد ابن الشيخ طاهر السماوي النجفي المتوفّى سنة 1370 هـ، في اثنتي عشرة صفحة، كلّ صفحة تحتوي على اثنين وعشرين بيتاً، يقرب من مائتين وخمسين بيتاً، اشترى نسخته بعد وفاته الخطيب الشيخ محمّد علي اليعقوبي النجفي(5).

والظاهر أنّ له شعراً باللغة الفارسية أيضاً، لم أقف عليه، ذكر ذلك الشيخ الطهراني في الطبقات(6) وحكاه في الذريعة عن بعض المصادر(7).

____________

1- فوائد الرضوية: 666.

2- الأعلام 7: 281.

3- أعيان الشيعة 10: 133.

4- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75.

5- الذريعة 9/3: 1086/7029.

6- طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 137.

7- الذريعة 9/3: 1086/7029.


الصفحة 22
فمن محاسن شعره ما قاله في مدح الموجز وشرحه هذا، والذي سنورده قريباً.

ومنه ما قاله عند خروجه من البحرين إثر بعض الحوادث الطائفية:


ألا مِن مُبلغِ الإخوان أنّيرَضيتُ بسنّةِ الفجّار فِينا
فأفعل مثلَ فعلان وأنّيكجُندبَ للولايةِ قَد نُفينا
وما أَسَفي على البَحرينِ لكنلإخوان بها ليِ مُؤمنينا
دَخَلنا كارِهينَ لَها فَلمّاألفْناها خَرجْنا كارِهِينا

ومنه ما قاله متوسّلاً بأهل البيت (عليهم السلام):


أعَدْلكَ يا هَذا الزمان مُحرّمٌأم الجور مفروضٌ عَليكَ مُحتّمُ
أيا سادَتي يا آلَ بيتِ مُحمّدبكم مُفلحٌ مُستَعصمٌ مُتلزّمُ
فأنتمَ لَهُ حِصنٌ مَنيعٌ وجنّةٌوعروتُهُ الوُثقى بداريهِ أنْتمُ
ألا فاقبلوا مِنْ عبدِكم ما استطاعَهُفعبدكمُ عَبدٌ مُقلٌّ ومُعْدمُ

ومنه ما قاله يشكو من زمانه، ويذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام):


إلى كَمْ مصابيح الدُجى ليسَ تَطلعُوحتّامَ غيم الجورِ لا يَتقشّعُ
يقولونَ في أرضِ العراقِ مشعشعوهَلْ بقعةٌ إلاّ وَفيها مُشعشعُ
فلا فَرقَ إلاّ عَجزهم واقتدارهُوظلمهم فِيما يطيقونَ أفظعُ
وأعظم مِنْ كُلِّ الرَزايا رَزيّةمصارعَ آلِ المُصطفى حيثُ صُرّعوا
بِها لبسَ الدينُ الحنيفُ حلّةًمن الذلِّ لا تُبلى ولا تتقطّعُ
أيا سادَتي يا آل بيتِ مُحمّدبكم مُفلحٌ مُستَعصمٌ مُتمنّعُ
بكم أتّقي هولَ المُهمّاتِ في الدناوأهوالَ رَوعاتِ القيامةِ أدفعُ