الصفحة 40
فوجدنا أنّ النسخة صحيحة لا عيب فيها، وكلّ الأخطاء الواردة في الطبعة المحقّقة ناشئة من عدم القدرة على قرائتها، لذلك عزمنا على إعادة تحقيقها.

ونحن نحتفظ بهذه الأخطاء كاملةً، ولو أردنا إيرادها هنا لطال بنا المقام، وخرجنا عن الاختصار الذي اُلزمنا به في كتابة هذه المقدّمة، لذا نشير إلى بعضها كنموذج:

1 ـ ففي الصفحة الاُولى من الرسالة (ص35) وفي باب: ما به تحصل الطهارة، وردت العبارة التالية: وهو التراب الطاهر، والماء المطلق، وهو المطهّر من الحدث والخبث خاصّة، وإن تغيّر بطول مكثه، أو بمخالط لازم، كقراره وطحله أو منفذ كمتساقط الورق وتراب وملح مطلقاً.

والصحيح في العبارة أن تكون هكذا: أو بمخالط لازم كقرارة وطحلب، أو منفك كمتساقط الورق.

علماً بأنّ العبارة الصحيحة وردت في النسختين الخطيتين اللتين اعتمدهما محقّق الرسالة.

2 ـ وفي الصفحة 37 السطر العاشر والحادي عشر في بحث تطهير البئر وردت العبارة هكذا: وسبع في الطير نعامه إلى حمامه، وبول صبي، وتفسّخ فأرة، وخروج كلب واغتسال الجنب بإدخال من خبث ويطهر.

والصحيح في العبارة أن تكون: واغتسال جنب ناو خال من خبث، ويطهر.

3 ـ وفي الصفحة 38 السطر الثالث إلى السادس وردت العبارة هكذا:

والمضاف ما اعتصر أو مزج بسالب لا يزل ولا يرفع، وينجس بالملاقي وإن كثر، وطهره بإلقاء كرّ عليه وإن بقي التغيّر بالإضافة لا بالنجاسة. والسؤر تابع.

والنجس: الكلب والخنزير، والكافر.


الصفحة 41
فالملاحظ في هذه العبارة أنّ المؤلّف عرّف الماء المضاف أوّلاً ثم انتقل إلى بيان حكم السؤر، فالصحيح أن توضع كلمة "والسؤر" في أوّل السطر لا "والنجس". علماً بأنّ في النسختين الخطّيتين "فالنجس" وهو الصحيح، فتكون العبارة الصحيحة هكذا: والسؤر تابع فالنجس: الكلب، والخنزير، والكافر.

4 ـ وفي الصفحة 49 السطر الثالث وردت العبارة هكذا: لآدمي برد، وهو ثلاث غسلات: بغادر الاُولى، والثانية بسدر وكافور بمسمّاه، لا إن كثر فأضافه، ويسقط بتعذّره لا غسلته، ومع عكسه فالسدر.

والصحيح في العبارة هكذا: لآدمي برد، وهو ثلاث غسلات، يُغادر الاُولى والثانية بسدر وكافور بمسمّاه، لا إن كثر فأضافه، ويسقط بتعذّره لا غسلته، ومع غسلة فالسدر.

5 ـ وفي الصحفة 54 السطر قبل الأخير في بحث طلب التراب لفاقد الماء لأجل التيمّم وردت العبارة هكذا: ولو فرّط بتركه حتى عجز عنه يمضي ولا إعادة.

والصحيح في هذه العبارة: عصى ولا إعادة.

6 ـ وفي الصفحة 56 السطر الأخير في بحث التيمّم وردت العبارة هكذا: نيّة الاستباحة لا الرفع، والتولية مستديماً موالياً مطلقاً.

والصحيح فيها: والبدلية مستديماً موالياً مطلقاً.

7 ـ وفي الصفحة 58 السطر التاسع في بحث أصناف النجاسات وردت العبارة هكذا: لا ما يقذفه المذبوح.

والصحيح فيها: لا ما لا يقذفه المذبوح.

8 ـ وفي الصفحة 60 السطر الثالث والرابع في بحث إزالة النجاسات وردت العبارة هكذا: ويسقط العصر والعدد في الكثير، ويكفي التقدير في غير

الصفحة 42
المعصور، ومآكل غسله كمغسولها قبلها.

والصحيح في العبارة: وماء كلّ غسلة كمغسولها.

9 ـ وفي الصفحة 64 السطر الخامس في آداب الحمّام وردت العبارة هكذا: ويجوز التدلّك بالنجاسة والباقلى والدقيق والسويق.

والصحيح فيها: ويجوز التدلّك بالنخالة والباقلاء والدقيق والسويق.

10 ـ وفي الصفحة 168 السطر الثاني عشر في بحث اللباس وردت العبارة هكذا. والسدل وهو القاطن في ردائه.

والصحيح في العبارة هكذا: والسدل وهو إلقاء طرفي ردائه.

11 ـ وفي الصفحة 73 السطر الثالث عشر في بحث النيّة وردت العبارة هكذا: ويعين في النافلة سنتها كالعيد.

والصحيح فيها هو: ويعيّن في النافلة سببها كالعيد.

12 ـ وفي الصفحة 85 السطر الخامس في بحث مكروهات الصلاة وردت العبارة هكذا: ويثني بالتسبيح والتكبير.

والصحيح فيها: ويُلبّي بالتسبيح والتكبير.

13 ـ وفي الصفحة 89 السطر الأخير في بحث صلاة الجمعة وردت العبارة هكذا: ولو تخلّف عن السجود عمداً حتى ركع في الثانية بطلت، وتصحّ قبل الركوع، وإن أتمّ وجبت بفوت الجمعة يستأنف الظهر بلا عدول.

والصحيح فيها: وتصحّ قبل الركوع وإن أثم، وحيثُ تفوتُ الجمعة يستأنف الظهر بلا عدول.

14 ـ وفي الصفحة 98 السطر الرابع عشر في بحث صلاة الاستسقاء وردت العبارة هكذا: لقلة الغيث وجفاف العيون وعور الآبار.

وفي الهامش كتب محقّق الرسالة: عار يعور عوراً عين الماء أو الركية: دفنها وكبسها بالتراب حتى تنسد عيونها. والصحيح في العبارة: وغور الآبار.


الصفحة 43

كشف الالتباس

لا بُدَّ من بيان حقيقة هذا الكتاب وماهيّته، وأهمّيته، ومنهج مؤلّفه فيه، والمصادر التي اعتمد عليها، وكلّ ذلك يتمّ بعدّة نقاط:

الاُولى:

نسبة الكتاب للشيخ مفلح الصيمري ثابتة، لا شكّ فيها ولا ريب. فقد نسبه إليه كلّ مَنْ ترجَم له وذكرهُ، منهم: الحرّ العاملي(1)، والشيخ سليمان الماحوزي(2)، والميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني، والسيّد الخوانساري، والشيخ عباس القمّي، والشيخ آغا بزرك الطهراني، والسيّد محسن الأمين، وإسماعيل باشا البغدادي(3).

الثانية:

الكتاب شرح استدلالي لتمام رسالة الموجز الحاوي، أي أنّه ينتهي إلى آخر كتاب الزكاة. جعله مصنّفه بصورة (قوله) (أقول) انتهى من تأليفه في الثامن والعشرين من رمضان سنة 878 هـ(4).

وأهمّيته واضحة، فلا يكاد يخلو كتاب من الكتب الفقهية الاستدلالية التي تُعنى بذكر أقوال العلماء من آراء الصيمري الواردة فيه، وبمراجعة الموسوعات الفقهية المتأخّرة ـ كمفتاح الكرامة والجواهر والحدائق ـ تتّضح لنا أهمّية هذا الكتاب ومكانته بين العلماء.

وأشار الشيخ سليمان الماحوزي إليه قائلاً: إنّه أظهر في هذا الشرح اليد

____________

1- أمل الآمل 2: 324.

2- حكاه عنه في أنوار البدرين: 75.

3- رياض العلماء 5: 215، روضات الجنّات 7: 168، فوائد الرضوية: 666، الذريعة 9/3: 1086/7029 و18: 20 ـ 21/478، طبقات أعلام الشيعة (الضياء اللامع في القرن التاسع): 138، أعيان الشيعة 10: 133، هدية العارفين 2: 469.

4- الذريعة 18: 20 ـ 21/478.


الصفحة 44
البيضاء. وقد قرأته كثيراً في سنة 1093 هـ(1).

الثالثة:

يعتمد المصنّف بالدرجة الاُولى على كتب المحقّق والعلاّمة الحلّيّين، كالمعتبر والشرائع والمسائل المصرية، والتذكرة والمختلف والنهاية، ولا نُبالغ إذا قلنا بأنّه أخذ المتون الفقهية من هذين العَلَمين.

وفي الدرجة الثانية يعتمد على كتب الشيخ الطوسي كالمبسوط والنهاية، وكتب الشهيد كالدروس والبيان وغاية المراد.

وفي بعض الأوقات يعتمد على مصادر الماتن كالمقتصر في شرح المختصر والمهذّب البارع.

الرابعة:

يورد المصنّف إشكالات ابن إدريس على الشيخ الطوسي، ودفاع المحقّق الحلّي عنه وردّه لادّعاءات ابن إدريس.

ويورد أيضاً إشكالات المحقّق الحلّي وردوده على إشكالات الآخرين، من دون أن يذكر اسمه، بل يعبّر عنه بـ(قيل) أو (اُجيب)، اُنظر على سبيل المثال ما ورد من ذلك في تعريف الطهارة.

الخامسة:

كثيراً مّا يذكر المصنّف أقوال العلماء في المسألة ثم يرجّح أحدها، فتارة يرجّح قول الشيخ، واُخرى قول العلاّمة، وثالثة قول الشهيد. وقد يتوقّف في الحكم ويكتفي بعرض الآراء فقط، كما في مسألة انفعال ماء البئر بملاقاة النجاسة من دون تغيّر.

السادسة:

في معرض استدلاله على الأحكام الشرعية يورد روايات وردت من طرق الخاصّة فقط، واُخرى من طرق العامّة فقط، واُخرى مشتركة. وفي بعض الحالات يورد روايات لا وجود لها في الكتب الروائية، بل ذُكرت في بعض الكتب الفقهية، كقوله (صلى الله عليه وآله): "جُعلت لي الأرض مسجداً وترابها

____________

1- الذريعة 14: 95.


الصفحة 45
طهوراً" وقوله (عليه السلام): "ينزح منها أربعون دلواً وإن صارت مُبخرة".

ومن الملاحظ في هذا الكتاب أنّ مصنّفه لم يتعرّض لتوثيق أو تضعيف الروايات التي يوردها، سواء تلك التي يستدلّ هو بها، أم التي يستدلّ بها المخالف لرأيه الفقهي.

السابعة:

الجنبة البلاغية تكاد تكون طاغيةً على الكتاب، خصوصاً في أوراقه الاُولى عند شرح مقدّمة الموجز، ففي شرح قوله: (وبعد، فقد استخرتُ الله سبحانه، وعملت هذا المختصر، وسمّيته الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي) يُبيّن فيه مباحث أدبيّة ظريفة:

الأوّل: يدور حول قوله: (وبعد) فيبدأ ببيان معانيها، وأوّل من استعملها، ويذكر فيها ثلاثة أقوال.

الثاني: يدور حول قوله: (فقد استخرتُ الله تعالى وعملت هذا المختصر) فيبيّن معنى الاستخارة، ومعنى الاختصار.

الثالث: يدور حول قوله: (وسمّيته الموجز) فيعرّف أوّلاً التسمية، ثم يبيّن معنى الإيجاز بشكل مطوّل وبحث أدبي عميق، حيث يقول: وأمّا الإيجاز فلا يمكن تحقيق معرفته والبحث عن حقيقته إلاّ بمزيد بحث من علم الكلام والبيان.

ويبدأ بالبحث عن حقيقة الإيجاز والإطناب، ويشرحه بعشر صفحات تقريباً، معلّلاً التطويل بقوله: لذا طال الكلام، ومع ذلك فهو لا يخلو من فوائد غريبة يلتذّ بها الناظر، وطرائف عجيبة ينشرح بها الخاطر، خصوصاً لمن له اُنس بعلم الأدب، وله خوض في أشعار العرب، وله فهم باختلاف المعاني عند اختلاف التركيب والمباني، فهو يرتاح إلى هذا الكلام، ويطرب له طرب الشارب للمُدام.

ثم بدأ شرحه موضّحاً كلامه بالآيات والأشعار، فاستدلّ بخمس عشرة

الصفحة 46
آية، وبخمسة أبيات للمتنبّي، وثلاثة للنابغة، وبيتين لابن أبي الحديد، وبيت واحد لكلٍّ من طرفة وزهير والبحتري وأبي تمّام، وذكر خمسة أبيات دون نسبتها إلى شاعرها.

الثامنة:

ذكر المصنّف في أوّل الكتاب عند شرح قول الماتن: (وسمّيته بالموجز الحاوي) أنّه تصدّى لشرح كلّ كلمات المتن قائلاً: ولمّا تصدينا لشرح كلام المصنّف لزمنا البحث عن كلّ كلمة من كلامه والكشف عن حقيقتها من أيّ علم كان.

لكنّنا نرى أنّه لم يلتزم بتعهّده هذا، فقد ترك شرح بعض الكلمات والجمل، خصوصاً من آخر الكتاب.


الصفحة 47

قصيدة الشيخ مفلح الصيمري مادحاً المتن والشرح


هذا كِتابٌ فيه شَرْحُ المُوجَزِوبَيانُ لَفْظ مُرْمَز أوْ مُلغَزِ
غَلطَ المُسمّي لِلكِتابِ بموجزِبَلْ كَانَ يَحْسُنُ اسْمُهُ بالمُعْجَزِ
رامَ ابنُ فَهْد فيهِ تَعْجيزَ الوَرىمِنْ كُلِّ حَبْر(1)ألْمَعي(2)هِبْرزي(3)
فَأَتى بِهِ رَمزاً وَلُغْزاً مُعْجَماوَضَمائراً تَخفْى وَلَمْ تَتميّزِ
مَا رامَ حَلّ رمُوزِهِ ذَا حاجَةإلاّ وَرُدَّ بحاجَة لَمْ تُنْجَزِ
مَضَتْ السّنونُ عَلَيهِ غَيْرَ مُحقّقبَلْ هُو كَكَنز نَيْلُهُ لَمْ يُبْرَزِ
أوْ كاعِب(4) رَتْقا(5) أَرَتْكَ بَشاشَةًحَتى تَظُنَّ بأنّها لَمْ تَنْشز
حَتى إذا رُمْتَ الوِصالَ تَمَنّعتْكَغرِيمِ سُوء ماطِل مُتَجرْبِزِ(6)
حَتى أرادَ اللهُ فَضَّ خِتامَهاجَاها فَتَاً عَنْ فَضّها لَمْ يَعْجزِ
فافْتَضّها قَهْراً فَصَارتْ ثَيّباًمَنْ رامَ يَوماً وَصْلَها لَمْ يُحْجزِ
نِعْمَ الكِتابُ كتابُ شَرْحِ المُوجَزِكَشَفَ الغِطا عَنْهُ لِكلِّ مُمَيّزِ
وَأبَانَ ما أخْفاه مِنْ ألْغازِهِفرمُوزُهُ وَمَعاجزُ المُسْتَعْجِز

____________

1- الحَبر:العالم من علماء أهل الدين.ترتيب كتاب العين 1: 338،الصحاح 2: 620 "حبر".

2- الألمعي: الذكيّ المتوقّد. الصحاح 3: 1281 "لمع".

3- الهبرزي: الأسدُ، والجَلدُ النافذ. ترتيب كتاب العين 3: 1862 "هبز".

4- الكاعب: الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. الصحاح 1: 213 "كعب".

5- الرتقاء: التي لا يُستطاع جماعها ; لارتقاق ذلك الموضع منها.الصحاح 4: 1480 "رتق".

6- رجل متجربز: أي خدّاع خبيث مُنكَر. انظر لسان العرب 3: 231 "جربز" و4: 7 "خبب".


الصفحة 48

شَرْحٌ كَما المِصْباح وَسْطَ زُجاجَةفي وَسْطِ مِشْكاة لبيْت مُوجَزِ(1)
قَدْ كانَ قَبْلَ الشَرحِ بَيتاً مُظْلِماًفأضَا بِنورِ الشَرْحِ للمُتمَيّزِ
وَبدا كَبَيْت زَخْرَفُوهُ بِعَسْجَد(2)أوْ ثَوبِ خَزٍّ طَرّزوهُ بِقِرْمِزِ(3)
قَدْ حازَ هذا الشَرْحُ جَمعَ فَوائدلَيْسَتْ بِمَبْسوط وَلا في مُوجَزِ
وافْتَضَّ أبْكاراً وَكَانَتْ قَبْلَهُمَسْتورَةً فيِ خِدرِها لَمْ تُبْرَزِ
فَتَبرّجَتْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لِلوَرىمِنْ بَعْدِ صَوْن عَنْهُمُ وَتَعزّزِ
لَوْ كانَ هذا الشَرْحُ في زَمَن مضىفِيه لأهْل العِلْم كُلّ مُبرّز
لَوْ تلْق ذَاكَ الحَبْرَ عَنهُ قاعِداًفي البَيْتِ إلاّ قَعْدَةِ المُستَوفِز(4)
وَسَرى إليهِ فَوْقَ كُلِّ نَجِيبَة(5)إن هي وَنَتْ في السّيرِ قِيْلَ لَها اجْمُزِ(6)
مُسْتَبْشراً بفَوائِد ظَهَرَتْ لَهُكَظُهورِ كَنْز لِلفَقيرِ المُعْوَزِ

قصيدة الشيخ حسين بن مفلح الصيمري


هذا كِتابٌ لَيْسَ يُوجدُ مِثلُهُللِطالبينَ عمودُ رَأسِ المَذْهَبِ

____________

1- البيت الموجز: الصغير. انظر الصحاح 3: 900 "وجز".

2- العسجد: الذهب، ويقال: هو اسم جامع للجوهر كلّه من الدرّ والياقوت. ترتيب كتاب العين 2: 1196، الصحاح 2: 508 "عسجد".

3- القرمز: صبغ أرميني أحمر، يقال: إنّه من عصارة دود في آجامهم. ترتيب كتاب العين 3: 1467، جمهرة اللغة 2: 1150 "قرمز".

4- المستوفز: الذي استقلّ على رجليه ولمّا يستو قائماً وقد تهيّأ للوثوب، يقال: مالي أراك مستوفزاً لا تطمئن. ترتيب كتاب العين 3: 1970 "وفز".

5- نجائب الإبل: هي عتاقها التي يُسابق عليها. ترتيب كتاب العين 3: 1755، الصحاح 1: 222 "نجب".

6- الجمزى: ضرب من السير سريع، فوق العَنق ودون الحُضر. النهاية 1: 294 "جمز".


الصفحة 49

شَرْحٌ تَضَمّن كَشْفَ لَفْظِ المُوجَزبِعبارَة وَضُحَتْ لِكُلِّ مُهذَّبِ
شَرْحٌ تَصَدّى لِلمسائِلِ كُلِّهاسَنَداً وَتَعْليلاً وَحُسن تَهذّبِ
قَدْ كانَ مُوجزُ ابن فَهد مُعجزاًحَتى غَدا سَهْلاً بغَيْر تَصَعّبِ
رامَ الإمامُ الشيخُ أحمدُ أنّهيَعْلوُ على كُلٍّ بِهذا المَطْلَبِ
فأتَى بِلَغْز ثُمّ لَمْز مُوجَزمتعمّداً حَتى سَما كالعَقْرب(1)
قَدْ كانَ يَعْجُز كُلّ حَبْر مُصْقَععَنْ نَيْلِهِ فَغَدا بِغَيرِ تَحجّبِ
مِنْ بَعْدِ ما قَدْ كانَ صَعباً مُغْلَقاًمُتَمنّعاً كَتَمنّع المُسْتَصعبِ
مَضَتْ السِّنونُ عَليه غَيْرَ مُحَقّقمِنْ عَصْرِ ذاك العالِمِ المُتكسّبِ
مَعَ كونه يُقرا ويُروى دائِماًحَقّاً وَهذا القَولُ غَيرُ مُكذّبِ
حَتى بحَمدِ اللهِ أصبحَ مُشرِقاًإشراقَ بدر في سَوادِ الغَيْهَبِ(2)
مِنْ شَرْحِ شَيخ قَدْ تَعوّدَ كَاشِفاًلِلمُعضلاتِ وَكُلِّ حُكم مُصْعَبِ
ذَاكَ الإمامُ الشيخُ مفلح الذيحَازَ العُلا حَتى أضَا كالكَوكَبِ
أسألكَ يا ربّ العُلا بالمُصطفىوعليّ والزهرا وكُلّ مُطيّبِ
مِنْ نَسْلِها فأدِمْ فواضِلَ شَيخناوأدمْهُ في التَقوى لِكشفِ المَذْهبِ

قصيدة الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد الحساوي


هذا هُوَ الشَرحُ المُعظّمُ قَدْرُهُالحاوي لِكَشْفِ الموُجَزِ المَشْهورِ
شَرحٌ بهِ أمْسى مُنيراً ظاهِراًمِنْ بَعْدِ مَا قَدْ كانَ كالدَيجوُرِ(3)
تَصْنيفُ مَولانا ابن فَهد طَابَمَثواهُ وَمَضْجعُهُ خِلالَ قُبوُرِ

____________

1- العقرب: نجم من نجوم السماء. جمهرة اللغة 3: 1122 "عقرب".

2- الغيهب: الظُلمة، والجمع الغياهب. الصحاح 1: 196 "غهب".

3- الديجور: الظلام، وليلة ديجور: مظلمة. الصحاح 2: 655 "دجر".


الصفحة 50

يَتَحيّرُ الُعلماءُ في ألْفاظِهِمِمّا بها مِنْ عُجمة(1) بسطورُ
فَسَعى إليهِ مُذَلّلاً لِصِعابِهِوَمُسَهّلاً لِحزونِهِ(2) وَوُعُورِ
عَلاّمةُ العُلما مُفْلح الذيظَهَرَتْ مَناقِبُهُ ظُهورَ بدور
الصيْمريُ الأفْضَليُ الأوْحدَيُالأمْجدَيُ وَلَيسَ ذاكَ بِزوُرِ
وَسَطا وَحَلَّ المُشكِلات وَغَامِضاًمِنْهُ وَقَدْ أعْيا عَلى النِحْريرِ
فَتَراهُ بَعْدَ الامْتِناعِ وَعُسرِهِسَهْلاً على الطُلاّبِ غَيْرَ عَسير
لَمّا تَصَدّى كاشِفاً لِغطائِهِأمْسى لَهُ التَوفِيقُ خَيْرَ نَصيرِ
فَأَتى يَفوُقُ مُجَلّياً أقرانَهُيَهْواهُ طَبْعاً قَلبُ كُلِّ نَصيرِ
فَرْداً إذا أعْمَلْتَ فِكرَكَ مُنْصِفاًفِيه [سَما] (3) عنْ مُشْبه وَنَظيِرِ
فِيهِ فَوائِدُ زاهِرات جَمّةٌكَالشَمْسِ تَشْرِقُ بالصَبا(4) والنوُرِ
لَولا تَأخّرُهُ سَعَا لِعلوّهِ الــعُلماءُ مِنْ بَلد إليه... طيرِ(5)
لاعَيْبَ فِيهِ غَيْرَ أنَّ بِه غِنىًعَنْ غَيْرِهِ في قبه(6) المأثورِ
فَلذِاكَ يَحْتاجُ الفقِيهُ إليه فيتَدْرِيسهِ في مَجْلس مَعْموُرِ
لَوْ أنَّ صاحِبَ مَتْنِهِ حَيّاً أباالعَباس كانَ به عَظِيم سُرورِ
لَوْلا اعتراضُ أخي الهَوى بُحْنا بِماتُخفي الصدُورُ وَما يُجنّ ضَميري

____________

1- العجمة: أي الكلام المبهم، انظر الصحاح 5: 1981 "عجم".

2- الحزن: ما غلظ من الأرض. الصحاح 5: 2098 "حزن".

3- في النسخة الخطيّة: معاً.

4- الصَبا: ريحٌ، ومهبّها المستوي أن تهبّ من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليلُ والنهارُ. الصحاح 6: 2398 "صبا".

5- غير واضحة في النسخة الخطّية، ولعلّها (شطير) أي بعيد.

6- كذا في النسخة الخطّيّة، ولعلّها (فقهه).


الصفحة 51

قصيدة الشيخ ناصر بن عبد الحسن السماهيجي العرادي البحراني


مُصنّفاتُ أبي العَباس شَاهِدةٌبأنّهُ بَحرُ عِلْم كالفُراتِ طَما(1)
إذا أجالَ امرؤٌ فيها رَويّتَهُمُحَقّقاً بِمعانيها وَقَدْ فَهِما
وَكانَ مِنْ أهلِ تحقيق وَمَعْرِفَةأحلّها في مَحِلٍّ دُونَهُ القدما(2)
خُصوصاًالموجَزالحاوي الذي قَصُرَتْعَنْ كَشْفِ أسْرارِهِ من..(3)
ما رامَهُ طالِباً يَوماً مُطالَعَةًإلاّ وَآبَ وَفي الأحشاء مِنهُ ظَما
لِما تَضَمّنَ منْ لَغْز وَمِنْ نُكَتتَردُ طالبَها عَنْها حَديثَ عَما(4)
لايَهْتَدي حَلَّها إذ كانَ جامعُهُأعَدّهُ لِلتَحدّي مَنْ لَهُ قِدما
لله درّ فَقِيه غَاصَ لُجّتَهُ(5)وأَخْرجَ اللؤلؤَ المكنونَ مُنْتَظما
وَصارَ في نَظَر التُّجّارِ مُرْتَفِعاًيُضاعِفُونَ لَهُ الأثْمانَ وَالقيما

____________

1- طما الماء: إذا ارتفع وملأ النهر. الصحاح 6: 2415 "طما".

2- كذا في النسخة الخطّية.

3- غير واضحة في النسخة الخطّية، ولعلّها (من بعده العلما).

4- كذا في النسخة الخطّية.

5- لُجَّةُ البحر: مُعْظَمُهُ. النهاية 4: 233 "لجج".


الصفحة 52

يُهْدى وَيُجْلَبُ مِنْ شَام إلى يَمَنإلى العراقين يُدْعى الفَردَ والعَلَما
ذاكَ الذي فاقَ أبناءَ عَصْره وَرَعاًوَبَذّهم(1) في فُنونِ العِلمِ حينَ سَما
مُقَرّراً لِفُروع كانَ أغْفَلَهامِنْ قَبْلِهِ أكثَرُ الطُلاّبِ والعُلَما
فَحْلُ الشَريعَةِ مَنْ يُدْعى إذا ازدَحَمَتْفُرسانُ بحْث وَكُلٌّ أظهَرَ السَأما
بِمفْلح رَفَعَ الرَحمنُ مَنْزلَهُغَداً وأجْزَلَ في الدُنيا لَهُ النِعما
الصَيْمري مُجَلّي كُلَّ مُشْكِلِةفي العِلْمِ حقّاً لِمَنْ بالعِلْم قَدْ وُسما
قَدْ تَصدّى على خُبْثِ الزَمانِ وَمافَتا مجاهدةً للنَفسِ مُغتَنِما
بواب(2) مَنْ تَسَعُ الأعمالَ رحمتُهُلِشَرحِهِ بَعْدَما ألْقوا لَهُ السَلما
حَتى استَبانَ بحَمدِ اللهِ واتّضحَتْأسرارُهُ مَعَ زِيادات لَها ارتَسما
جَزاهُ ذوُ العَرْشِ خَيراً عَنْ مُصنّفِهِوَعَنْ ذَويِ دينِهِ طُرّاً فَما وَهما

____________

1- أي غَلبهم وفاقهم. الصحاح 2: 561 "بذذ".

2- كذا في النسخة الخطّية، ولعلّها (ثواب).


الصفحة 53

وَزادَهُ بسطَةً في العِلْمِ شامِلةًوَصحّةً لا يَرى مِنْ بَعدْها سَقَما
وَلَمْ يَزَلْ أبَداً تُتْلى فوائِدُهُما دامَت الأرضُ أرضاً والسَماءُ سَما

النسخ الخطّيّة المعتمدة في التحقيق

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على خمس نُسخِ خطّيّة: أربع لكشف الالتباس، وواحدة للموجز الحاوي، وكلّ هذه النُسخ محفوظة في المكتبة المرعشيّة في مدينة قم المقدّسة:

1 ـ نُسخة برقم 2830، مذكورة في فهرس النُسخ الخطّيّة لهذه المكتبة 8: 36، وهي نُسخة قديمة ونفيسة جدّاً، كُتبت بخط النستعليق في حياة المؤلّف. يوجد في آخرها خطّ الشيخ محمّد بن طاهر السماوي بتأريخ 1335 هـ، وفي الورقة الاُولى يوجد فيها تملّك عدد من العلماء، هم: السيد جعفر بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي بتأريخ 1327هـ، ومحمّد بن طاهر السماوي بتأريخ 1335هـ، وعلي بن حسن بن حسين بن عيسى الحسيني بتأريخ 13 رجب 1086هـ، وعبدالله بن صالح البحراني.

تقع هذه النسخة في 239 ورقة، بحجم 20 × 5/14 سم، وكلّ ورقة تحتوي على 22 سطراً، وقد رمزنا لها بالحرف "ش1".

2 ـ نُسخة برقم 4462، مذكورة في فهرس النُسخ الخطّيّة لهذه المكتبة 11: 49، كتبها بخط النسخ علاء الدين بن عبد الرحمن في الرابع من ربيع

الصفحة 54
الآخر سنة 988 هـ، وفي نهايتها عدّة قصائد في مدح الكتاب.

تقع هذه النسخة في 215 ورقة، بحجم 5/25 × 17 سم، وكلّ ورقة تحتوي على 21 سطراً، وقد رمزنا لها بالحرف "ش2".

3 ـ نُسخة برقم 3693، مذكورة في فهرس النُسخ الخطّيّة لهذه المكتبة 10: 91، كتبها محمّد بن عبد العلي الأحسائي البصري في العاشر من شوّال سنة 1066 هـ، وفي الورقة الاُولى منها تملّك علي بن إبراهيم الفتّال.

تقع هذه النسخة في 332 ورقة، بحجم 5/20 × 5/14سم، وكلّ ورقة تحتوي على 19 سطراً، وقد رمزنا لها بالحرف "ش3".

4 ـ نُسخة برقم 939، مذكورة في فهرس النُسخ الخطّيّة لهذه المكتبة 3: 127، كُتبت بخطّ النسخ في القرن الحادي عشر، مجهولة الكاتب، في الورقة الاُولى منها تملّك باسم محمّد، وختم بيضوي باسم محمّد بن جعفر الموسوي.

تقع هذه النسخة في 287 ورقة بحجم 20 × 14 سم، وكلّ ورقة تحتوي على 20 سطراً، وقد رَمزنا لها بالحرف "ش4".

5 ـ نُسخة الموجز الحاوي ضمن المجموعة المرقمة 5601، مذكورة في فهرس النُسخ الخطيّة لهذه المكتبة 15: 4، كتبها بخط النسخ علي بن موسى العتشيثي في القرن التاسع، وفي آخرها بلاغ قراءة من علي بن علي بن محمّد ابن طي لأحد تلامذته بتأريخ 12 شوّال سنة 851 هـ.

تقع هذه النسخة في 30 ورقة، بحجم 5/18× 14سم، يختلف عدد السطور فيها.

منهجية التحقيق

بما أنّنا لم نعثر على نسخة الأصل للكتاب، لذا اعتمدنا في تحقيقنا هذا طريقة التلفيق بين النُسخ الخطّيّة التي تقدّم وصفها، وكان عملنا فيه كما يلي:


الصفحة 55
1 ـ استنساخ الكتاب كاملاً على نسخة خطّيّة واحدة.

2 ـ مقابلة النُسخ الخطّية بعضها على البعض الآخر، وإثبات الاختلافات الواردة بينها.

3 ـ استخراج الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة، والأقوال الفقهية ـ الخاصّة والعامّة ـ من مصادرها الرئيسيّة، إلاّ تلك التي لم تتوفّر مصادرها لدينا فاستخرجناها بالواسطة.

4 ـ توضيح الكلمات اللغوية الصعبة واستخراج معانيها معتمدين في ذلك على المصادر الاُمّ في اللغة العربية.

5 ـ تقويم نصّ الكتاب حسب الطُرق الحديثة لفنّ التحقيق، فوزّعنا النصّ على فقرات متناسقة، وأثبتنا الصحيح أو الأصحّ في المتن، علماً بأنّنا لم نُشر إلى كافّة الاختلافات الواردة بين النُسخ الخطّيّة، بل أشرنا إلى ما وجدناه ضروريّاً، وبذلك نكون بحمد الله تعالى وتوفيقه قد قدّمنا نصّاً صحيحاً للقارئ الكريم.

6 ـ عملنا فهارس فنّية كاملة للكتاب، وذلك من أجل تسهيل حصول القارئ على مطلبه.

7 ـ بما أنّنا لم نعثر على نسخة "الموجز الحاوي" التي اعتمدها الصيمري في شرحه، واعتمدنا على النسخة التي تقدّم وصفها، لذا نلاحظ بعض الاختلافات البسيطة بين النسختين، وأبقينا عليها دون أيّ تغيير.

شكر وتقدير:

ختاماً فإنّ إدارة مؤسّسة صاحب الأمر (عج) تتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ الإخوة الأعزّاء الذين ساهموا في إخراج هذا الكتاب، وتخصّ بالذكر سماحة حُجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الباقري، حيث اُنيطت به

الصفحة 56
مسؤوليّة تحقيق الكتاب وضبط نصّه بكلّ أبعاده، وسماحة حُجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسون الذي قام بتحقيق متن الكتاب "الموجز الحاوي" وكتبَ مقدّمة التحقيق. وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين.


مؤسّسة صاحب الأمر (عج)
قم المقدّسة