الصفحة 38
1 ـ "رسالة الصلاة في المشكوك" طُبعت في النجف الأشرف سنة 1358 هـ ملحقةً بكتاب " منية الطالب " واُعيد طبعها مستقلّةً في قم سنة 1418 هـ من قِبَل مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، وعليها شرح حفيده (قدس سره) سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ جعفر الغروي النائيني.

2 ـ "تعليقة على العروة الوثقى" طُبعت مستقلّةً سنة 1340 هـ ومع المتن سنة 1345 هـ.

3 ـ " وسيلة النجاة " متن فقهي جليل يبرهن على تبحّر مؤلّفه العظيم في الفقه، صدر منه مسائل الاحتياط والتقليد وكتاب الطهارة بكامله وكتاب الصلاة إلى صلاة العيدين، طُبع في النجف الأشرف سنة 1342 هـ.

4 ـ "الفتاوى الجوابية" الصادرة بقلمه الشريف جواباً على مسائل المستفتين، وهي مجموعة كبيرة مشحونة بالدقائق الفقهية، جمعها واستنسخها تلميذه الأجلّ المحقّق الفقيه الشيخ حسين الحلّي (قدس سره)، وهي الآن قيد الملاحظة والتحقيق من قِبَل اُسرته الكريمة لإعدادها للطبع.

5 ـ "رسالة في المعاني الحرفية" مخطوطة.

6 ـ "رسالة في الترتّب" مخطوطة.

7 ـ " وسيلة النجاة " رسالة عملية تشتمل على أبواب العبادات.

8 ـ " مناسك الحجّ " وقد علّق عليها تعليقاً استدلاليّاً وجيزاً الفقيه العظيم الإمام السيّد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) أسماه " دليل الناسك ".

9 ـ "ذخيرة العباد" رسالة عملية فارسية بصورة السؤال والجواب.

10 ـ "تنبيه الاُمّة وتنزيه الملّة" في وجوب إقامة النظام الدستوري، طُبعت في بغداد سنة 1327 هـ، واُعيد طبعها في إيران مكرّراً.

هذا، وقد رشحت من قلمه الشريف كتابات شتّى في قواعد ومسائل

الصفحة 39
فقهية واُصولية، لكنّها ـ مع الأسف ـ غير كاملة.

أمّا محاضراته (قدس سره) فقد ألقى في الاُصول ابتداءً من سنة 1330 هـ ثلاث دورات كاملة استغرقت كلّ دورة سبع سنين، وفي الفقه ألقى محاضراته حول مكاسب شيخنا الأعظم الأنصاري (قدس سره) في دورتين توسّطهما دروسه في كتاب الصلاة.

وفاته ومدفنه

اعتلّ جسم المجدّد النائيني في أواخر عمره ونهكت قُواه، فكان يعاني من آلام المرض مدّة إلى أن وافاه الأجل المحتوم، فالتحق بالرفيق الأعلى يوم السبت السادس والعشرين من شهر جمادى الاُولى سنة 1355 هـ، وشيّع جثمانه الطاهر في النجف الأشرف تشييعاً عظيماً، ودفن في الحجرة الخامسة على يسار الداخل إلى الصحن العلوي الشريف من باب السوق الكبير.

واُقيمت له مجالس تأبينيّة حافلة في معظم البلدان الإسلامية، وأبّنه الحجّة الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بكلمة قيّمة نُشرت في جريدة الكرخ البغدادية في العدد التأبيني الخاصّ به، وكذلك صنع جملة من تلامذته ومعاصريه (قدس سره)، كالسيّد علي نقي النقوي، والشيخ محمد حسين المظفّر، والشيخ عبد الحسين الحلّي، والسيّد محمد علي الشهرستاني، وغيرهم.

ورثاه بقصائد شعرية رائعة جمعٌ كبير من الشعراء، منهم: الشيخ عبد الحسين الحلّي، والشيخ محمد علي اليعقوبي، والشيخ محمد رضا المظفّر، والشيخ عبد المنعم الفرطوسي، والسيّد محمود الحبّوبي، والسيّد مسلم الحلّي، والسيّد مهدي الأعرجي. وقد أثبت العلاّمة السيد محسن الأمين في موسوعته " أعيان الشيعة "(1) قسماً كبيراً من هذه القصائد.

____________

1- 6: 55 ـ 56.


الصفحة 40

الصفحة 41

الإمام الخوئي


وهذه أيضاً قبسات من حياة المرجع الديني الكبير، اُستاذ الفقهاء، سماحة آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قدس سره)، اقتطفناها ممّا كتبه هو في كتابه "معجم رجال الحديث"(1).

اسمه ونسبه ونشأته

هو السيّد أبو القاسم ابن السيّد علي أكبر ابن السيّد هاشم الموسوي الخوئي.

ولد في بلدة " خوي " من بلاد آذر بايجان في الليلة 15 من شهر رجب سنة 1317 هـ، ونشأ وترعرع في أحضان والده. وفي بلدته تعلّم القراءة والكتابة، وأتقن بعض مبادئ العلوم الإسلاميّة.

وعند حدوث الاختلاف بين الأمّة في حادثة المشروطة اضطرّ والده للهجرة إلى النجف الأشرف، فهاجر لها وحده سنة 1328 هـ، وبقي المترجم له في " خوي " مع باقي أفراد الاُسرة. وبعد سنتين ـ أي في سنة 1330 هـ ـ هاجر السيّد أبو القاسم بصحبة أخيه الأكبر السيّد عبدالله وكافّة أفراد الاُسرة إلى مدينة النجف الأشرف والتحق بوالده فيها.

وعند استقراره في تلك المدينة، الجامعة الدينيّة الكبيرة للشيعة الإماميّة بدأ بمواصلة دراسته، فدرس العلوم العربيّة والمنطق وشيئاً من أوّليّات الفقه

____________

1- 23: 20 ـ 25/14727.


الصفحة 42
والاُصول على يد أساتذة قديرين في مقدّمتهم والده.

وفي سنة 1338 هـ، وبعد أن أكمل دراسة السطوح العالية حضر بحث الخارج على عدّة أساتذة كبار تأتي الإشارة إليهم عند حديثنا عن أساتذته.

وبعد وفاة الإمام السيّد محسن الحكيم (قدس سره) تصدّى الإمام الخوئي (قدس سره)لمرجعيّة الطائفة، وذلك بطلب وإلحاح من كثير من فضلاء الحوزة العلميّة وأساتذتها في مدينة النجف الأشرف. فبدأ عمله برعاية الحوزة العلميّة ورفع المستوى العلمي فيها، والاهتمام بشؤون الاُمّة الإسلاميّة جمعاء وحلّ مشاكلها. فكان بحقّ الأب الروحي، والمرشد العلمي، والموجّه الديني للمسلمين عامّة.

وقد عانى سماحته في أواخر حياته من مشاكل كثيرة، حيث عاصر الأحداث المؤلمة التي ألمّت بالاُمّة الإسلامية من لدن العشرة الأخيرة من القرن المنصرم، وتعرّض لضغوط عديدة من جهات مختلفة، إلاّ أنّه صبر واحتسب حتى لقي ربّه بنفس مطمئنّة وروح راضية مرضيّة.

صفاته ومكانته العلميّة

إنّ الحديث عن الصفات القدسيّة للإمام الخوئي صعب جدّاً، فكيف يمكن لمثلنا أن نعرّفه، أو نقف على بعض جوانب حياته، إنّه غني عن التعريف بفضله، غني عن التعريف بتقواه، غني عن التعريف بورعه... بعلمه... بمواقفه... بجهاده بالكلمة الحقّ.

كان همّه أن تبقى النجف بحوزتها العلمية السامية وصرحها الضخم العالي قائمة متحرّكة، فآثر البقاء فيها على الرغم ممّا عاناه من أذى وضيق حرصاً على بقاء الحوزة الشامخة الغنية واستمرار الدراسة والعطاء والتوجيه، فلم يثنه عن ذلك مرض ولا تعب ولا شيخوخة.


الصفحة 43
فهو (رحمه الله) عقل نيّر، قلب كبير، روح عالية، نفس طاهرة، قدسيّة سامية.

ترى فيه الإيمان والتقوى قد غارا في حياته، وتشيّدت بهما أركانه.

وترى فيه الحقّ والعدل قد عاشا في كيانه، وذابا في وجدانه.

وترى فيه الحزم والعزم قد توشّحت بهما روحه، وقوي بهما قلبه.

وترى فيه الصدق والأمانة قد زكت فيهما أقواله، وحسنت بهما أفعاله.

وترى فيه الحبّ والإخلاص ارتبط بهما فؤاده، وخشعت بهما نفسه.

وأمّا مكانته العلميّة فواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، لا ينكرها إلاّ أعمى القلب، فقد أكثر من التدريس وإلقاء المحاضرات في الفقه والاُصول. فدرّس دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأنصاري، ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة وجميع أبحاث العروة الوثقى للسيّد اليزدي، وستّ دورات كاملة في علم الاُصول.

ولم يكتف سماحته بالدروس التقليدية في الحوزة العلمية، الفقه والاُصول، بل تعدّاهما إلى أبعد من ذلك، فشرع بتدريس تفسير القرآن الكريم برهة من الزمن، واهتمّ كثيراً بعلم الرجال وألّف موسوعته الرجالية الكبيرة "معجم رجال الحديث".

وقد امتاز سماحته بمنهج علمي متميّز، واُسلوب خاصّ به في البحث والتدريس، وذلك أنّه يطرح موضوع البحث أوّلاً ويجمع كلّ ما قيل من الآراء والأدلّة حوله، ثمّ يناقشها دليلاً دليلاً. وما أن أوشك الطالب على الوصول إلى قناعة خاصّة حتى عاد فأقام الأدلّة القطعيّة المتقنة على الرأي المختار ليخرج بالنتيجة التي يرتضيها وقد سلك الطالب معه مسالك بعيدة الغور في الاستدلال والبحث.

وكان (قدس سره) يمتاز بفصاحة الكلام وجزالة البيان وعذوبة المنطق والاقتدار

الصفحة 44
الفائق على تسهيل الصعاب إلى جانب عظيم من التحقيق والتهذيب والتنقيح وقوّة البرهان.

وقد قام مجموعة من أفاضل تلامذته بتقرير دروسه العالية فقهاً واُصولاً، وطبع بعضها، ولا زال الكثير منها مخطوطاً، والمطبوع منها هي:

1 ـ تنقيح العروة الوثقى.

2 ـ مباني العروة الوثقى.

3 ـ مستند العروة الوثقى.

4 ـ المعتمد في شرح العروة الوثقى.

5 ـ دروس في فقه الشيعة.

6 ـ فقه العترة.

7 ـ تحرير العروة.

8 ـ مصباح الفقاهة.

9 ـ محاضرات في الفقه الجعفري.

10 ـ الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي.

11 ـ الهداية في الاُصول.

12 ـ محاضرات في اُصول الفقه.

13 ـ مصباح الاُصول.

14 ـ مباني الاستنباط.

15 ـ دراسات في الاُصول العمليّة.

16 ـ مصابيح الاُصول.

17 ـ جواهر الاُصول.

18 ـ الأمر بين الأمرين.


الصفحة 45
19 ـ الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد.

20 ـ رسالة في تحقيق الكرّ.

21 ـ رسالة في حكم أواني الذهب.

أساتذته

مرّ بنا الإشارة إلى أنّه (قدس سره) في سنة 1338 هـ وبعد أن أكمل دراسة السطوح العالية حضر الدروس العليا (بحث الخارج) على أكابر المدرّسين وقد خصّ (قدس سره)منهم بالذكر ـ في " معجم رجال الحديث "(1) عند ترجمته لنفسه ـ خمسةً، وهُم:

1 ـ آية الله الشيخ فتح الله، المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني.

2 ـ آية الله الشيخ مهدي المازندراني.

3 ـ آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي.

4 ـ آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني.

5 ـ آية الله الشيخ محمد حسين النائيني.

وكان الأخيران (قدس سرهما) أكثر مَنْ تتلمذ (قدس سره) عليه فقهاً واُصولاً، فقد حضر (قدس سره)على كلٍّ منهما (قدس سرهما) دورة كاملة في الاُصول وعدّة كتب في الفقه حفنة من السنين. وكان (قدس سره) يقرّر بحث كلٍّ منهما (قدس سرهما) على جمع من الحاضرين في البحث، وفيهم غير واحد من الأفاضل. وكان المرحوم المجدّد النائيني آخر اُستاذ لازَمه. وكان له (قدس سره) مشايخ أجازوه أن يروي عنهم كتب أصحابنا الإماميّة وغيره، ولذا يروي ـ كما في المعجم ـ بعدّة طرق الكتب الأربعة: (الكافي ـ الفقيه ـ التهذيب ـ الاستبصار) والجوامع الأخيرة (الوسائل ـ البحار ـ الوافي) وغيرها من كتب

____________

1- 22: 18.


الصفحة 46
أصحابنا (قدس سرهم)، فمن تلك الطرق ـ كما في المعجم ـ ما يرويه عن شيخه المجدّد النائيني عن شيخه المحدّث النوري بطرقه المحرّرة في خاتمة كتابه " مستدرك الوسائل " المعروفة بـ " مواقع النجوم " المنتهية إلى أهل بيت العصمة والطهارة.

تلامذته

من الميّزات الواضحة في مسيرة حياة الإمام الخوئي(قدس سره) هي زعامته التدريسية للحوزة العلمية وتربيته لعدد كبير من الأفاضل والعلماء واهتمامه البالغ بشأنهم وتشجيعهم على الجدّ والاجتهاد ونيل المدارج العالية في العلم والفضل والكمال، فقد كان يحضر عالي بحثه ولمدّة خمسين سنة أعداد كبيرة من طلاّب الحوزة العلمية المهاجرين إليها من مختلف البلدان الاسلاميّة: العراق، البلدان الخليجيّة، لبنان، إيران، الهند، باكستان، أفغانستان، حتى قيل: إنّ 70% من علماء الشيعة ورجال الدين المنتشرين في بقاع العالم والمشتغلين بالدرس والتدريس والتوجيه الديني هم من تلامذته (قدس سره).

وقد برز منهم ثلّةٌ من أكابر العلماء ونخبةٌ من أفاضل المحقّقين لهم اليوم دور كبير في المسيرة العلمية والقيادة الدينية والزعامة الروحية في الحوزات العلمية وغيرها، سدّد الله خطاهم ونفع بهم الإسلام والمسلمين.

مؤلّفاته

ألّف (قدس سره) تأليفات قيّمة في مختلف العلوم الإسلامية من التفسير والفقه والاُصول والرجال وغيرها، وهي ـ كما في المعجم ـ:

1 ـ البيان في تفسير القرآن، صدر منه من قلمه الشريف المدخل وتفسير سورة الفاتحة.


الصفحة 47
2 ـ أجود التقريرات، وهو الكتاب الماثل بين يديك.

3 ـ تكملة منهاج الصالحين.

4 ـ مباني تكملة منهاج الصالحين.

5 ـ تهذيب وتتميم منهاج الصالحين.

6 ـ المسائل المنتخبة.

7 ـ مستحدثات المسائل.

8 ـ تعليقة على العروة الوثقى.

9 ـ رسالة في اللباس المشكوك.

10 ـ نفحات الاعجاز.

11 ـ منتخب الرسائل.

12 ـ تعليقة على المسائل الفقهيّة.

13 ـ منتخب توضيح المسائل.

14 ـ تعليقة على توضيح المسائل، طُبعت مستقلّة ثمّ اُدرجت في المتن.

15 ـ تلخيص المنتخب.

16 ـ مناسك الحجّ " عربي ".

17 ـ مناسك الحجّ " فارسي ".

18 ـ تعليقة المنهج لأحكام الحجّ.

19 ـ معجم رجال الحديث، وهي موسوعة قيّمة لم تسبق بمثلها، وتقع في 24 جزءاً.

وفاته ومدفنه

توفّي (قدس سره) في مدينة الكوفة بعد الظهر من يوم السبت 8 صفر سنة 1413 هـ

الصفحة 48
عن عمر يناهز الستة والتسعين، ودفن في النجف الأشرف في الصحن العلوي الشريف في الحجرة الواقعة بينه وبين مسجد الخضراء.

وما إن انتشر خبر وفاته حتّى ارتجّ العالم الإسلامي أجمع، وكان ذلك اليوم بحقّ "يوم على آل الرسول عظيم" فجرى له في كافّة عواصم البلدان الإسلاميّة تشييع رمزي، واُقيمت على روحه الطاهرة مجالس الفاتحة، وأبّنه الكثير من العلماء والشخصيّات الإسلاميّة، ورثاه جمع كبير من الشعراء بقصائد رائعة معبّرة عن شدّة الفاجعة وأليم الصدمة، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.


*  *  *  *  *


الصفحة 49

أجود التقريرات


كتاب اُصولي عميق ألّفه الإمام الخوئي، يحتوي على الآراء الدقيقة والمباني التأسيسية المتقنة التي ألقاها اُستاذه العظيم السالف ترجمته المجدّد النائيني، ويقع في قسمين:

الأوّل: في مباحث الألفاظ.

والثاني: في مباحث الحجج والاُصول العملية.

شرع المقرّر في تأليفه إبّان شروع اُستاذه في تدريس دورته الاُصولية الأخيرة سنة 1345 هـ، وختمه حينما انتهت تلك الدورة سنة 1352 هـ، وقد قرّظ الاُستاذ تلميذه وأطراه إطراءً بليغاً لدى تقديمه القسم الثاني للطبع ; وهاك نصّ التقريظ:


بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل صلواته وتحيّاته على أشرف بريّته محمّد وآله الأئمّة الطاهرين، فإنّ قرّة عيني العالم العامل، والفاضل الكامل، عماد الأعلام وثقة الإسلام، صاحب القريحة القويمة، والسليقة المستقيمة، والنظر الصائب، والفكر الثاقب، المؤيّد المسدّد، التقي الزكي، جناب الآغا السيّد أبو القاسم النجفي الخوئي أدام الله تعالى تأييداته، قد أكمل ما تقدّم منه في الجزء الأوّل من كتابه بما أودعه في هذه الكراريس، ولقد أحسن وأجاد في ضبط ما استفاد، وحفظه وتحريره بأحسن عبارة خالية عن الإيجاز المخلّ والإطناب

الصفحة 50
المملّ. فللّه تعالى درّه، وعليه سبحانه أجره، وأقرّ عينه كما أقرّ عين الإسلام به، وله الحمد على نعمه وآلائه، وأفضل صلواته على رسوله وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أبد الآبدين. وحرّره بيمناه الداثرة أفقر البريّة إلى رحمة ربّه محمّد حسين الغروي النائيني في 22 شوّال 1351 هـ.

علماً بأنّ هذا الكتاب قد طُبع القسم الأوّل منه في صيدا سنة 1348 هـ، وليس عليه تعليقات، واُعيد طبعه في إيران سنة 1367 هـ، وعليه تعليقات مؤلّفه المعظم، وطُبع القسم الثاني منه في صيدا أيضاً سنة 1354 هـ، واُعيد طبعه في إيران بالتصوير اعتماداً على طبعة صيدا، ويمثّل القسم الأوّل من الكتاب أوّل تقرير طُبع للأبحاث الاُصولية للمحقّق النائيني وتلاه في الطبع القسم الثاني من فوائد الاُصول ـ تقريرات المحقّق الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني (قدس سره) ـ والذي يتضمّن آراء اُستاذه في دورته الاُصولية الوسطى، وتلاهما طبع القسم الثاني من الكتاب الماثل بين يديك حسبما مرّ عليك آنفاً، أمّا القسم الأوّل من فوائد الاُصول فلم يقدّر له أن يطبع حينذاك حيث طُبع لأوّل مرّة سنة 1368 هـ بعد وفاة مؤلّفه بثلاث سنين، وقد اُعيد طبع القسمين في إيران أخيراً طباعة حديثة، جزى الله المتصدّين لها خيراً.

هذا هو المطبوع من التقريرات الاُصولية لأبحاث المجدّد النائيني (قدس سره)، أمّا غير المطبوع فكثير جدّاً، فإنّ جلّ الأفاضل من تلامذته كانوا ملتزمين ـ وبإرشاد ملحّ من اُستاذهم العظيم ـ بضبط ما يتلقّونه من الدروس والاهتمام بشأنها، وقد أورد جملةً منها العلاّمة الطهراني في ذريعته.


الصفحة 51

شكر وتقدير

وختاماً فإنّنا نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ الإخوة الأفاضل الذين آزرونا، وكانوا معنا منذ بداية تأسيس هذه المؤسّسة المباركة، والذين ساهموا في إحياء هذا الكتاب تحقيقاً وتصحيحاً وإخراجاً بهذا الشكل اللائق به، وهم أصحاب السماحة حجج الإسلام والمسلمين الشيخ نعمت الله جليلي جشن آباد، والشيخ محمد الباقري، والشيخ محمد مهدي عادل نيا، وكذا نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لسماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسّون الذي تفضّل بكتابة مقدّمة التحقيق، كما ونتقدّم بالشكر إلى سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ جعفر الغروي النائيني حفيد المجدّد النائيني حيث زوّدنا بمعلومات قيّمة عن جدّه العظيم أدرجناها هنا في ترجمته الموجزة.

والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على مولانا وسيّدنا خاتم الأنبياء والرسل، أبي القاسم محمّد بن عبدالله، وعلى آله الميامين وسلّم تسليماً كثيراً.


مؤسّسة صاحب الأمر عجّل الله فرجه الشريف