الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وعلى آله الطيّبين الطاهرين، لا سيّما بقيّة الله في الأرضين وصاحب الأمر والزمان عجّل الله فرجه الشريف.

من المسائل المهمّة التي أكّدت عليها الشريعة الإسلاميّة، والتي تترتّب عليها آثار دنيويّة واُخرويّة جمّة، هي مسألة العدالة.

وقد تناولها علماء الإسلام بالبحث والمناقشة في مصنّفاتهم الكثيرة، وأفرد عدد كبير منهم رسائل مستقلّة فيها. والرسالة التي بين أيدينا واحدة من تلك الرسائل التي اُلّفت مؤخّراً في هذه المسألة، كتبها العالم الجليل آية الله العظمى السيّد محمّد شريف التقوي الونكي الشيرازي (قدس سره) (ت 1352 هـ).

ونحن نجعل مقدّمة تحقيق هذه الرسالة موجزة متناسبة مع حجمها، نسلّط الضوء فيها أوّلاً على حياة مؤلّفها، وثانياً نتحدّث عن الاُمور المتعلّقة بالرسالة.


الصفحة 6

المؤلّف(1)


هو السيّد محمّد شريف بن محمّد حسن بن محمّد حسين بن علي بن محسن بن شاه حسين بن زبير، التقوي الشيرازي الونكي، نسبةً إلى قرية "ونك" الواقعة بالقرب من مدينة "شهرضا" التي كانت سابقاً تابعةً لمحافظة شيراز، والآن أصبحت تابعة لمحافظة أصفهان.

يرجع نسبه بتوسّط أربعة وعشرين جَدّاً إلى السيّد موسى المبرقع ابن الإمام الجواد (عليه السلام).

وُلد السيّد محمّد شريف في قرية "ونك" سنة 1270 هـ، وذهب إلى المَكتب لتعلّم القراءة والكتابة عندما بلغ عمره خمس سنوات.

وعند بلوغه سنّ التاسعة درس عند والده مقدّمات العربيّة، ثمّ درس عند أساتيذ آخرين الصرف والنحو والمنطق والبيان لمدّة ثلاث سنوات، بعدها سافر إلى أصفهان لإكمال دراسته الحوزويّة، وهناك التقى بالسيّد محمّد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى، وتوثّقت أواصر الصداقة والمحبّة بينهما، وبَدَأا بالدراسة معاً وتلازماً كثيراً، وبقي المترجَم في أصفهان مدّة خمس سنوات مشغولاً بالدراسة.

وعند بلوغه سنّ السابعة عشر سافر إلى العراق واستقرّ في مدينة النجف الأشرف، وحضر دروس البحث الخارج عند مجموعة من الأساتيذ هُم: الشيخ لطف الله المازندراني، والشيخ زين العابدين المازندراني، والفاضل الإيرواني، والميرزا حبيب الله الرشتي، والميرزا محمّد حسن الشيرازي (قدس سرهم)،

____________

1- المعلومات الواردة في ترجمة المؤلّف اقتبسناها من: "دانشمندان وسخن سرايان فارس" و"سرور الفؤاد" و"گنجينه دانشمندان".


الصفحة 7
حيث استمرّ بالدراسة هناك لمدّة اثنتي عشرة سنة.

ثمّ بدأ بتدريس بعض الكتب في العلوم الإسلاميّة المتعارفة آنذاك، حتّى ابتُلي بمرض القلب واضطرّ إلى العودة إلى إيران والتوجّه إلى مدينة شيراز، حيث استقبله أهالي هذه المدينة استقبالاً حافلاً. وبعد استقراره فيها بدأ بممارسة نشاطه الديني والاجتماعي، واتّخذ أحد المساجد مقرّاً له، وبدأ بإقامة صلاة الجماعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنظر في المسائل الشرعيّة، ثمّ قام بتشكيل حوزة علميّة والتدريس فيها. واستمرّ عمله في مدينة شيراز حوالي أربعين سنة، وقد ألّف مجموعة من الرسائل والكتب في هذه الفترة.

وبما أنّ المترجَم كان مخالفاً لحركة المشروطة غير المشروعة التي توسّعت في إيران وكثر أنصارها، لذلك فقد تعرّض لضغوط كثيرة من قِبَل المؤيّدين لها ـ خصوصاً بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ـ اضطرّته إلى الهجرة ثانيةً إلى العراق والاستقرار في مدينة النجف الأشرف.

ومن أهمّ ما جرى له حين استقراره في مدينة النجف الأشرف على ساكنها آلاف التحيّة والسلام حواره مع الشيخ محمد كاظم الخراساني (رحمهما الله)حول المشروطة المحضة بلا قيد المشروعيّة، وما أينعت وأثمرت هذه الشجرة التي أُثبتت في التاريخ بجزئيّاتها، فبعد تلك المباحثة أمعن الشيخ الخراساني (رحمه الله)نظره الشريف حول هذه الحوادث وما ظهرت منه حسيكة النفاق وما منه لبس بالإسلام لبس الفرو مقلوباً تبدّل رأيه السامي، وأراد السفر إلى إيران لإصلاح أساس المشروطة، ولكن يد الخيانة حالت بينه وبين ما أراد وتوفّي (رحمه الله).

وفي سنة 1342 هـ عزم على السفر إلى مدينة مشهد المقدّسة لزيارة

الصفحة 8
الإمام الرضا (عليه السلام)، وفي الطريق عند وصوله إلى مدينة أصفهان ابتُلي بمرض عسر البول، ممّا اضطرّ إلى البقاء فيها مدّة سنتين للعلاج. وعلى الرغم من الآلام التي كان يعانيها من هذا المرض، إلاّ أنّه قام بتدريس بعض العلوم الإسلاميّة في مدرسة الصدر.

وفي سنة 1344 هـ جدَّد العزم على زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، إلاّ أنّ مرضه قد اشتدَّ عليه عند وصوله إلى طهران، حيث بقي فيها مدّة طويلة إلى أن وافاه الأجل في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة 1352 هـ، ونُقلت جنازته إلى مدينة قم المقدّسة، وجرى له تشييع كبير، حضره الكثير من أساتذة الحوزة العلميّة وجمع غفير من الطلاّب، وصلّى عليه سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، ودُفن في مقبرة جدّه الأعلى السيّد موسى المبرقع ابن الإمام محمّد الجواد (عليه السلام).

وللمترجم عدّة إجازات اجتهاديّة وروائيّة وفي الاُمور الحسبيّة من بعض أساتذته (قدس سرهم):

منها: إجازة كتبها اُستاذه الشيخ لطف الله المازندراني على ظهر كتاب في الفقه للمؤلّف، وإليك نصّها:


بسم الله تعالى

مولاي المعاصر الشريف الأشرف سكن في النجف الأشرف على ثاويها آلاف التحيّة والتحف، ففاز في علم الفقه والاُصول بالحظّ الوافر، فإذا نظرت إلى كتابه تعرف أنّه البحر الذاخر والفقيه الماهر، له ملكة مستقيمة اجتهاديّة يتصرّف بها في الأنظار والدلائل، وينحلّ بها عقد مشكلات المسائل، عَدْلٌ، وَرِعٌ، ثقةٌ مأمون، وفلك بمكارم الأخلاق مشحون، فهو بذلك في تصرّف

الصفحة 9
الأُمور مأذون، لا ريب أنّه من أهل الفضل والسداد والاجتهاد، وممّن بلغ أقصى غاية المراد، اللهم انصره نصراً عزيزاً، وافتح له أبواب التوفيق والعافية يسيراً.


حرّره الجاني لطف الله المازندراني

ومنها: إجازة له من المولى الفاضل الإيرواني، وفيما يأتي نصّها:


بسم الله تعالى

الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، وفضّل مدادهم على دماء الشهداء، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله شموس فلك الإمامة والاصطفاء.

وبعد فإنّ الحكمة الربّانيّة والمصلحة الرحمانيّة تقتضي صيانة الدين المبين من الخطأ والخطل بأن يكون في كلّ زمن من الأزمنة مَنْ يبذل جهده في التأييد والتشييد يتلقّى الأخبار وينقل الآثار ويقيم العوج ويُري المنهج ويُظهر كلمة الإسلام بأن يُفتي للعوام ويُبيّن مفترض الأحكام من الحلال والحرام.

وممّن سعى لنيل هذا المراد نور عيون أساطين العلماء ونَوْر فنون بساتين الفضلاء والفقهاء، مولى ظهر في رياض الكمال آياته، وانتشرت بالفضل والكمال علاماته، وتشعشعت بالاجتهاد راياته، وفاهت بالتحقيق أفواه محابره وألسنة أقلامه، فإن لفظه منتقى الجمان، وقوله قلائد العقيان الواقعة في بحور المعاني الحسان، وإشاراته هداية، وعباراته دراية، الجامع لمكارم الأخلاق، والحاوي لمحامد الأفعال ومحاسن الآداب، أعني جناب المولى الأكرم الأشيم الأحشم الأفضل السيّد الحسيب النسيب الألمعي الأوحدى اللوزعي الأزهري السيّد شريف دام مجده السامي، أحيى الله بعلمه دوارس المدارس، ونوّر بوجوده حنادس المجالس، وجعل رقاب العوام مقيّدةً بطوق تقليده، ولا زال

الصفحة 10
بدور تحقيقاته شارقة، وشموس لائقاته رائقة، وهو مع تحلّيه بحُلل الفضل الفاخر عن ربقة التقليد واستغنائه بالاجتهاد المطلق عن التقليد وترقّيه إلى المراتب العالية واحتوائه الملكة القويّة في الاستدلال استجاز منّي تبرّكاً للانتظام في سلك رواة الأخبار الأئمّة الأنام والمفتين بالأحكام وحماة الإسلام، فأجزته مطلقاً أن يروي عنّي ما رويته عن شيخي ومَنْ إليه استنادي واعتمادي حجّة الإسلام الأنصاري ـ طاب ثراه ـ عن مشايخه العظام المنتهي إسنادهم إلى الأئمّة (عليهم السلام). وأُوصيه بالتقوى التي هي العروة الوثقى، وأن لا ينساني من الدعاء، وأجزت له في الاُمور الحسبيّة التي من شأنها أن يراجع فيها المجتهدون، أن يجيز مَنْ يعتمد إليه بشريطة كمال الاحتياط في الوجوه الشرعيّة وتقديم الأهمّ فالأهمّ، وأن يبعث شطراً من ذلك إلى طلبة العراق.


حرّره الأقلّ الجاني محمّد الإيرواني

ومنها: إجازة له صدرت من قِبَل الشيخ زين العابدين المازندراني، وهي كالتالي:


بسم الله تعالى

مولاي المعاصر الورع التقي النقي الزكي السيّد محمد شريف الونكي مجتهد مطلق، ويجوز للعوام أن يقلّدوه ; لأنّه قد بلغ أقصى مراتب الاجتهاد والتحقيق، فهو بالإفتاء للعوام يليق.

حرّره الجاني زين العابدين المازندراني

وخلّف المترجَم أولاداً فضلاء:

منهم: السيّد هداية الله التقوي، كان عالماً فاضلاً له عدّة إجازات من والده والسيّد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ عبد الكريم الحائري.

وقد خلّف السيّد هداية الله ثلاثة أولاد:


الصفحة 11
الأوّل: السيّد غلام رضا، الذي يعمل في دائرة الأحوال المدنيّة.

الثاني: المهندس السيّد عبد الحسين، الذي يعمل في وزارة الزراعة.

الثالث: سماحة العلاّمة الجليل السيّد عبد العلي دامت بركاته، المقيم حاليّاً في طهران، والذي يُعدَّ أحد علمائها البارزين.

ومنهم: السيّد حسن التقوي، الذي كان أحد كبار المسؤولين في وزارة الثقافة آنذاك.

ومنهم: السيّد عطاء الله التقوي الرئيس الأسبق لدائرة الهندسة العسكريّة في القوّات المسلّحة الإيرانيّة.

وللمترجَم عدّة مؤلَّفات، نذكر ما تعرّفنا عليها:

(1) الاُصول، وهو في اُصول الفقه.

(2) تبصرة الناظرين، في الردّ على المبلّغ المسيحي.

(3) تذكرة المسلمين في تهيّج العامّة، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(4) حاشية على "جامع عباسي".

(5) حاشية على ذخيرة العباد.

(6) رسالة في اجتماع الأمر والنهي.

(7) رسالة عمليّة.

(8) رسالة في النوافل.

(9) رسالة في ردّ الوهّابيّة.

(10) رسالة في العدالة، وهي الماثلة بين يديك.

(11) الفقه، وهو دورة كاملة من العبادات إلى الديات، طبع متفرّقاً في شيراز وأصفهان وطهران.


الصفحة 12
(12) قانون إلهي، طبع في شيراز.

(13) كشف البيان في تربية الإنسان.

(14) كشف المرام في قانون الإسلام، في ردّ المشروطة وبيان سلبيّاتها.

(15) مرآة الاُصول، في اُصول الدين.

الرسالة


نتعرّف على ماهيّة هذه الرسالة وكلّ ما يتعلّق بها عبر عدّة نقاط:

الأُولى: ماهيّتها.

بعد المقدّمة الوجيزة التي أوردها المصنّف في أوّل هذه الرسالة، بيّن تعريف العدالة عند اللغويّين والمتكلّمين، والمقصود منها عند المتشرّعة، وانقسام العلماء في معناها إلى قسمين من حيث اعتبار الملكة فيها وعدمه. ثمّ بدأ بشرح بعض المفردات الواردة في التعريف بشكل مفصّل، كالمَلكة والمروءة والتقوى، ثمّ أشار إلى الفرق بين العدالة والعصمة.

وبناءً على القول بأنّ كون الشخص مسلماً وعدم ظهور فسقه يكفي في عدالته، بيّن المؤلّف (رحمه الله) معنى الإسلام، والفرق بينه وبين الإيمان، وذكر الأقوال المختلفة في حقيقة الإيمان كقول الشيعة الإماميّة والأشاعرة والكراميّة والخوارج، والعلاّف (ت 235 هـ) والقاضي عبد الجبّار (ت 415 هـ) وأبي علي الجبّائي (ت 303 هـ) وابنه أبي هاشم (ت 321 هـ) ثمّ ناقش هذه الآراء ودافع عن رأي الشيعة الإماميّة.

ثمّ تعرّض المصنّف للقول الشائع بين علماء المسلمين بالاكتفاء بحسن الظاهر في العدالة، وبيّن الأحاديث الدالّة على ذلك، وذكر جواب السيّد المرتضى على هذه الأحاديث وردّها إمّا بضعف السند أو عدم دلالة المتن على

الصفحة 13
المطلوب.

بعدها تعرّض بشكل مفصّل إلى معنى المروءة مرّة ثانية ـ بعد أن بيّن معناها بشكل مختصر في أوّل الرسالة ـ وبيّن مصاديقها والأحاديث الواردة فيها، وبيّن معنى التوبة وذكر الأدلّة العقليّة والنقليّة عليها.

وأخيراً أوضح معنى المعصية، وقسّمها إلى صغيرة وكبيرة، وبيّن اختلاف العلماء فيها، وأورد عدّة أحاديث لبيان عدد الكبائر، وبيّن أنواع المنهيّات في الشريعة وقسّمها إلى أربعة أقسام.

الثانية: منهج المؤلّف فيها.

ونُشير إليه في عدّة نقاط:

(1) لم يقسّم المؤلّف رسالته هذه إلى فصول وأبواب، ولم يَفْصل بين الأبحاث التي أوردها بأيّ فاصلة، فابتدأها بالبسملة والحمدلة، وأنهاها ببيان أنواع المنهيّات في الشريعة.

(2) ينقل أقوال علماء الشيعة أثناء بحثه لمسألة العدالة، مع مناقشته لها وردّ بعضها، كأقوال ابن الجنيد، والشيخ الطوسي، وأبي الصلاح الحلبي، وابن حمزة، والعلاّمة والمحقّق الحلّيّين، والمقدّس الأردبيلي.

كذلك ينقل قول أبي حنيفة في مورد واحد من هذه الرسالة.

(3) في عدّة موارد ينقل عن اُستاذه، مع الدعاء له بطول العمر والبقاء.

(4) يشير إلى كتابه الذي ألّفه في علم الاُصول، وذلك عند حديثه عن تعريف العدالة، بناءً على القول بثبوت الحقيقة الشرعيّة.

(5) يستشهد ببيت شعر فارسي واحد للشاعر الإيراني المشهور مولوي.

الثالثة: نسبتها.

لم يرد ذكرٌ لهذه الرسالة في الفهارس المتوفّرة لدينا، حتّى أنّ المصادر

الصفحة 14
التي اعتمدنا عليها في ترجمة المصنّف ـ وهي: "دانشمندان وسخن سرايان فارس" و"سرور الفؤاد" و"گنجينه دانشمندان" ـ لم تورد هذه الرسالة ضمن مؤلّفاته. وقد اعتمدنا في نسبة هذه الرسالة للسيّد محمّد شريف التقوي بناءً على نسخة خطّيّة بخطّه الشريف تحتوي على مجموعة من مؤلّفاته منها هذه الرسالة.

الرابعة: مكان وتأريخ تأليفها.

لم يذكر المصنّف (رحمه الله) مكان تأليفه لهذه الرسالة، ولعلّه كتبها في مدينة النجف الأشرف ; إذ أنّه ينقل فيها عن اُستاذه العلاّمة سؤال تلامذته عن إقامتهم في مدينة النجف الأشرف ثمّ خروجهم منها إلى بعض المدن المجاورة لها.

وبناءً على هذا فإنّ تأريخ تأليفها مردّد بين الفترتين التأريخيّتين الّلتين أقام فيهما المؤلّف في مدينة النجف الأشرف ; لأنّه هاجر إليها مرّتين: الاُولى سنة 1287 هـ، والثانية حدود سنة 1339 هـ.

النسخة الخطيّة المعتمدة في التحقيق

اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على النسخة الخطّيّة الوحيدة لها، والتي بخطّ المصنّف، محفوظة في مكتبة حفيده في طهران سماحة العلاّمة الجليل السيّد عبد العلي التقوي الشيرازي دامت بركاته، الذي كتبَ عليها بعض التعاليق.

تقع هذه النسخة في 27 ورقة بحجم 14 سم × 19 سم، وعدد الأسطر في كلّ ورقة ما بين 16 إلى 19 سطراً.

منهجيّة التحقيق

ونبيّنها في عدّة نقاط:


الصفحة 15
(1) بما أنّ لهذه الرسالة نسخةً خطّيّة واحدة بخطّ مصنّفها ـ والتي مرّ وصفها ـ لذا فقد اعتمدناها أصلاً في تحقيقنا لها، مع مطابقة الأحاديث والأقوال الواردة فيها مع مصادرها المتوفّرة لدينا، وإصلاح بعض عباراتها في موارد الضرورة، مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.

(2) لم نتوصّل إلى معرفة مقصود المصنّف من بعض الكلمات أو الجمل الواردة في الرسالة، لذا فقد تركناها كما هي، مع الإشارة إليها في الهامش بكلمة "كذا".

(3) وضعنا عدّة نقاط بدل الأماكن المخرومة من النسخة أو الكلمات المطموسة أو غير المقروءة، مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.

(4) في حاشية النسخة المعتمدة عدّة عبارات توضيحيّة من المصنّف، أثبتناها في الهامش، مع الإشارة إليها بكلمة "منه".

(5) قمنا باستخراج كلّ ما يحتاج إلى استخراج، كالآيات القرآنيّة الكريمة، وأحاديث أهل البيت(عليهم السلام)استخرجناها من الكتب الأربعة مع إضافة كتاب الوسائل لها ; لتأخّر الرسالة عنه، وأحاديث أبناء العامّة استخرجناها من الصحاح الستّة.

والأقوال الفقهيّة والكلاميّة استخرجناها من مصادرها الرئيسيّة عند الفريقين، إلاّ تلك التي لا تتوفّر مصادرها لدينا فاستخرجناها بواسطة مصادر اُخرى.

(6) قمنا بترجمة بعض الأعلام الواردة في الرسالة والتي تحتاج إلى بيان وإيضاح.

(7) أوضحنا الكلمات اللغويّة الصعبة التي تحتاج إلى إيضاح، معتمدين على المصادر اللغويّة الرئيسيّة.

(8) عملنا فهارس فنّيّة كاملة للرسالة حسبما تقتضيه القواعد الفنّيّة للتحقيق.


الصفحة 16

شكر وتقدير

ختاماً نُقدّم جزيل شكرنا وتقديرنا لسماحة العلاّمة الجليل السيّد عبد العلي التقوي الشيرازي دامت بركاته حفيد المؤلّف (قدس سره)، حيث تفضّل بإرسال النسخة الخطّيّة للرسالة، وأفاد بالتوضيح والتعليقة في مواضع منها، وأيضاً نقدّم جزيل الشكر والتقدير لكلّ مَنْ ساهم في إحياء هذه الرسالة تحقيقاً وتصحيحاً وإخراجاً بهذا الشكل اللائق بها، وهُم أصحاب السماحة حجج الإسلام والمسلمين: الشيخ محمّد الباقري والشيخ نعمت الله جليلي جشن آباد والشيخ محمد مهدي عادل نيا حفظهم الله. وكذا نتقدّم بجزيل الشكر لحجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسّون حيث تفضّل بكتابة مقدّمة التحقيق.

والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد بن عبدالله وعلى آله الميامين وسلّم تسليماً كثيراً.


مؤسّسة صاحب الأمر «عجّل الله فرجه الشريف»


الصفحة 17

صورة الورقة الاُولى للنسخة الخطّية لرسالة العدالة


الصفحة 18

صورة الورقة الأخيرة للنسخة الخطّيّة لرسالة العدالة


الصفحة 19

صـورة الإجـازة للمؤلّف مـن قِبَل المـولى الشـيخ
زين الدين المازندراني والمولى الشيخ لطف الله المازندراني


الصفحة 20

صورة الإجازة للمؤلّف من قِبَل المولى الفاضل الإيرواني