تقريظ بعض آثار السيّدة اُمّ عليّ مشكور


بسم الله الرحمن الرحيم


تقرظُ الآثار القيّمة والأعلاق النفيسة، التي أتحفت بها المكتبة الإسلاميّة، تأليفاً وتحقيقاً، صاحبة الفضيلة، العالمة الجليلة، والسيّدة الأصيلة النّبيلة، اُمّ عليّ المشكورية النجفية، شكر الله مساعيها المحمودة، ما تألقت بين بدائع الآثار دُرَرُ فضائلها المنضودة.


سَمَت مِن آلِ مَشكُورٍ حَصان(1)حَباها اللهُ بالخُلقِ المثالي
حَليفَةُ خِدرِ بيتٍ جَلّ قَدراًوبَوَّأهُ الإلهُ ذُرى المعَالِي
به الأمجادُ قد وُصِلَت؛ فمجدُ الـأواخِرِ يَقتَفِي مَجدَ الأوالِي(2)
فَما فيهِ سِوى عَلَمٍ فَقيهٍلَهُ في الشَّرعِ حُكمُ الامتِثالِ
بـ (خاقانَ بن حِمْيَر) قد أنافَتمَناسِبُهُ، وَوالى خَيرَ آلِ
وَجَلّ بِذِكرِ (مَشكُورٍ) مَقاماًأقَرَّ به المكاشِحُ والمُوالي
وأتلَعَ بـ (الحسينِ) النّدبُ جِيِداًبِغُرِّ مفاخِرِ الآباءِ حالِي
لهُ البارِي أقامَ صُروحَ عِزّأحيطَت بالمَهابَةِ والجَلالِ
و(اُمُّ عَليٍّ) الزّاكِي نِجاراً(3)حَوَت من إرثِه خَيرَ الخِصالِ
فَذِي آثارُها تَزهُو ائتِلاقاًكزُهرِ الشّهبِ في غَلَسِ اللّيالي
وَكَم سفرٍ لَها كَعُقُودِ تِبرٍقدِ انتظَمَت بِها الدُّرَرُ الغَوالِي
لأحكامِ النِّساءِ بشرع طهقَفَت نَهجاً يَعِزُّ عنِ المِثالِ
ومِن فَتوَى فقيهِ الآلِ(4) وافَتبِما يحبُو السَّعادَةَ في المَآلِ
وهَل في العَصرِ أعلَمُ مِن (عليّ)بِتميِيزِ الحَرامِ مِنَ الحلالِ؟
و(أعلامُ النِّساءِ) أتى دليلاًيُوثِّقُ فَخرَ ربّاتِ الحِجالِ(5)
وينشُرُ مِن مزاياهُنّ ما قَدفَضَلنَ به على بعضِ الرِّجالِ
ومِن أخبارِهنّ روى (مُتُوناً)بِـ (إسنادٍ) وَثيقٍ ذِي اتّصالِ
فَقُل هُو (روضَة غنَاءُ) يُذكِينَسائِمهَا شَذا(6) العصرِ الخَوالي
يُحدّثُ عن (نساءٍ مُؤمناتٍ)شَمَخنَ بمنهجِ (العَمَلِ الرِسالِي)
فَحَيّ هَلا بِمَن قد دبَجتهُأنامِلُها كَمَنظُوم اللآلي

***

وكتب

الأقلّ عبد الستّار الحسنيّ

نزيل بلدةِ قُم المقدّسة

جُمادى الآخرة / 1428 هـ



____________

(1) الحَصان (بفتح الحاء المهملة): العفيفة.

(2) الأوالي: الأوائلُ، على القَلبِ، فيقالُ: الأوائِلُ والأوالِي.

(3) النِجار: بكسر النون: الأصلُ.

(4) المقصود به المَرجعُ الدينيّ الأعلى الإمام السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ دام ظلّه الوارف.

(5) الحِجالُ: هو ما يسترُ النساء، وهو الخِدرُ، وقد يأتي بمعنى الخَلخال، والمقصودُ هنا المعنى الأوّل.

(6) الشَذا: الطيبُ، ولا يكتب بالألف المقصورة (شَذى)، لأنّ فعلهُ (واويٌ)، ويأتي الأخير بمعنى (الشذى) الشر، وقانا الله تعالى وإياكم منه، ومن طريف ما أذكرُ أنّ صديقنا الدكتور الشهيد عباس كاظم مُراد رحمه الله تعالى قبل نحو سنة، قدّم طلباً في إحدى الصُحف العراقيّة إلى مديريّة السجلّ المدني لتغيير اسم عقيلته من (شذى) إلى (شذا).