لقاء موقع الحوزة العلمية حول المؤتمر العالمي الثالث للإمام الكاظم (عليه السلام) (رجب 1433)

في الثالث عشر من شهر رجب سنة 1433 هـ، أجرى موقع الحوزة العلمية الفارسي في مدينة قم المقدسة (حوزة نيوز) لقاءً آخراً خاصاً مع مدير مركز الأبحاث العقائدية سماحة الشيخ محمّد الحسون، وذلك بعد انتهاء المؤتمر العالمي الثالث للإمام الكاظم عليه السلام، حيث سلّط سماحته الضوء على نتائج هذا المؤتمر، جاء فيه:

تبيين انجازات مؤتمر الامام الكاظم (عليه السلام)

 

 

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون مدير مركز الأبحاث العقائدية ومن الأعضاء البارزين في إقامة مؤتمر الإمام الكاظم (عليه السلام) الدولي يشرح معطيات هذا المؤتمر
قال الشيخ الحسون - وهو الذي أخذ على عاتقه مسؤولية بعثة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" وعدداً آخر من الضيوف الأجانب إلى المؤتمر- قال في مقابلته مع الخدمة الإخبارية الدولية لوكالة "الحوزة": مستوى عقد المؤتمر، عدد المقالات، حضور المؤسسات العلمية، وكيفية ترحيب مسؤولي عقد المؤتمر بالضيوف المحليين والأجانب، كل ذلك كان سمة نجاح "مؤتمر الإمام الكاظم (عليه السلام) الدولي" الذي أقيم أخيرا في مدينة الكاظمية وبجوار حرم الإمامين الكاظمين (عليهما السلام).
وقال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون: تم إرسال أكثر من 200 مقالة الى أمانة المؤتمر، وبعد التقييم من قبل لجنة التحكيم قبلت 90 مقالة منها تقريباً.
وضمن الإشارة الى حضور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق في هذا المؤتمر، قال: تم تقييم هذه المقالات من قبل هذه الوزارة ، كما كان لوزير التعليم العالي في العراق كلمة في حفل الإفتتاح.


انتصار علمي للعراق
رأى مدير مركز الأبحاث العقائدية أن عقد هذا المؤتمر كان انتصارا للعراق، الحركة العلمية ومثقفي هذا البلد، وقال: تم ارسال العدد الكبير من المقالات الى الأمانة العامة من داخل العراق؛ ما يعرب عن قدرة المؤسسات العلمية والشخصيات العراقية للحضور والتبلور في مثل هذه الميادين.
وأشار الى مساهمة عدد كبير من جامعات ومؤسسات العراق العلمية في هذا المؤتمر، وقال: حضر المؤتمر علماء وباحثون من جامعات مختلف المحافظات العراقية، وقدموا مقالات جيدة وبمحتوى مناسب. ولهذا يتم التأكيد على عقد هكذا مؤتمرات واجتماعات لتسنح فرصة التبلور للمثقفين والمؤلفين.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون عن انجازات هذا المؤتمر: تم تبيين سيرة الإمام الكاظم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام) من ناحية، ومن ناحية أخرى اتسحت الفرصة للشخصيات العلمية في العراق - وخاصة الشباب منهم - لأن يقوموا بالبحث العلمي في هذا المجال، ويقدموا ما توصلوا اليه في بحثهم.


الجهود الفاشلة للأعداء
أشار الشيخ الحسون الى أن: أعداء أهل البيت(عليهم السلام) بذلوا ما بوسعهم لأن يبعدوا الشباب عن أهل البيت(عليهم السلام)، المواضيع الأخلاقية، وسيرة الأئمة(عليهم السلام)، إلا أننا لاحظنا في هذا المؤتمر أن جهودهم تلك لم تبؤ بالفشل فحسب، بل وبالعكس فالشباب والمثقفون على اطلاع ومعرفة بسيرة أهل البيت(عليهم السلام) وحياتهم.
مدير مركز الأبحاث العقائدية وبالاشارة الى أن أهل البيت(عليهم السلام) هم قادتنا، وينبغي الاقتداء بهم في شتى مجالات الحياة، قال: في المؤتمر هذا إضافة الى أن الفرصة سنحت لأن يقدم الشباب أبحاثهم، فقد تم التعرف على معارف أهل البيت(عليهم السلام) أكثر من ذي قبل.
وأشار الى الدعوة التي قام بها مسؤولي عقد المؤتمر للحوزات العلمية في النجف وكربلاء، وقال: قدّم عدد من الشخصيات الحوزوية في العراق مقالاتهم في هذا المؤتمر، إلا أنه كان من الأفضل أن يكون لهم حضور أقوى فيه.
ورأى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون أن الجهود التي بذلها عاقدي المؤتمر من الاستضافة الحسنة للضيوف المحليين والأجانب جديرة بالاهتمام، وقال: إنهم لم يألوا جهدا في هذا المجال.


المؤتمر الدولي الأول في مدينة الكاظمية
وأشار الشيخ الحسون الى الأوضاع الأمنية الحساسة، الخدمات الاجتماعية و... في العراق، وقال: إذا كنت ترغب بعقد مؤتمر علمي دولي في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" فلا توجد مشكلة ويكون الأمر طبيعياً، وذلك لأن إيران عقدت عدة مؤتمرات على مستويات مختلفة منذ ثلاثين عاما، ويعقد كل عام العدد الكبير من الإجتماعات والمؤتمرات في هذا البلد، ولكن العتبة الكاظمية وحتى مدينة الكاظمية تجرب المؤتمر الدولي الأول لها، ومن حسن الحظ كانت هذه التجربة ناجحة، وكانت إدارة شؤون المؤتمر جيدة، وإن تقييم المؤتمر كان إيجابياً عموماً. ومن هنا قرّر المسؤولون في الحرم الكاظمي أن يقيموا عدة مؤتمرات دولية في المستقبل.
وقال مدير مركز الأبحاث العقائدية: حتى أن المسؤولين عن إقامة هذا المؤتمر لم يتصوروا أن يكون المؤتمر بهذا المستوى، والحمد لله ونظرا لتسمية المؤتمر بإسم الإمام الكاظم (عليه السلام)، وبسبب النوايا الصافية والتعاون فيما بين الأطراف المرتبطين ببعضهم البعض انعقد المؤتمر بصورة جيدة.
وحول الوفد الذي تم ارساله الى المؤتمر من "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" قال: يتكون هذا الوفد من العلماء والمفكرين والمحققين من كل من إيران والسودان ونيجيريا ومصر، وقد قدّم هؤلاء مقالات جيدة في المؤتمر.


المكانة الدولية لمدينة قم المقدّسة
أضاف حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسّون: حضور الوفد الإيراني المتألف من شخصيات من مختلف البلدان يوضح مكانة إيران ومدينة قم المقدسة، فعندما يحضر وفد من مدينة قم لا يقتصر فيه على الإيرانيين، ومن هنا تتضح مكانة الحوزة العلمية ومدينة قم المقدسة دولياً.
وضمن الإشارة الى نشر أخبار هذا المؤتمر من قبل الوكالة الرسمية للحوزة العلمية في قم المقدّسة، قال: المسؤولون عن عقد المؤتمر كانوا يتابعون أخبار المؤتمر من خلال موقع أخبار الحوزة، وأبدوا سرورهم من انعكاس اخبار هذا المؤتمر في الموقع الرسمي للحوزة العلمية، وكان هذا الأمر جيدا جدا حيث اطلعت الشخصيات الحوزوية في إيران على مجريات المؤتمر.


ضرورة التعاون بين الحوزات العلمية في ايران والعراق
أكّد مدير مركز الأبحاث العقائدية على ضرورة التعاون بين الحوزات العلمية في ايران والعراق، وقال: إحدى الخطوات المؤثرة في هذا الاتجاه هي الأنشطة الإعلامية والإخبارية.
واستمر قائلاً: ينبغي أن تتخذ إجراءات لكي تكون الحوزات العلمية في قم والنجف على اطلاع بالأنشطة التعليمية والتحقيقية والتبليغية عند الطرف الآخر، وهذا الفراغ موجود حالياً ويمكن ملؤه الى حد كبير بهذه الأنشطة الإعلامية.  
وضمن الإشارة الى طبع كراسة "أفق الأسرة" وارفاقها بمجلة "أفق الحوزة" الأسبوعية، قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون: ينبغي على الحوزة العلمية في قم المقدّسة - ولو في الشهر مرة واحدة - أن تقوم بنشر ملخص الوقائع الحوزوية في مدينتي قم ومشهد وسائر المدن الإيرانية عن طريق وسائل الإعلام الرسمية والمكتوبة لها، وتوصلها الى النجف ومدن أخرى ليتم التعرّف على المؤتمرات، التأليفات في الحقل الديني وسائر الأنشطة الحوزوية والعلمية في إيران.