لقاء موقع الحوزة العلمية (حوزة نيوز) حول تأسيس مكتبة الدكتور محفوظ في بغداد (رجب 1436)

كتبت وكالة أنباء الحوزة في موقعها على الإنترنيت (بتاريخ الثالث من شهر رجب لعام 1436 هـ) تقريراً حول تأسيس مكتبة الدكتور محفوظ في بغداد، جاء فيه:



• كيف أصبح منزل مهجور مكتبة غنية بالكتب؟

حسب تقرير الخدمة الدولية في وكالة انباء الحوزة، افتتحت - قبل فترة - مكتبة الدكتور حسين علي محفوظ - وهو من الأدباء والمفكّرين المعروفين في العراق والعالم الإسلامي - في بغداد بجهود مدير مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب آية الله العظمى السيد السيستاني، ودعم حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني.
وقد ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الحسون مدير مركز الأبحاث العقائدية، الأستاذ كمال الساعدي عضو البرلمان العراقي ومشاور معاون رئيس الجمهورية، بالوكالة عن نوري المالكي معاون رئيس جمهورية العراق، الدكتور السيد حسين الشهرستاني وزير التعليم العالي، والدكتور السيد علاء الموسوي رئيس جامعة بغداد، كلماتهم في محفل الافتتاح ممّا يدلّ على أهميّة هذه المكتبة.
وفي هذا الصدد أجرينا حواراً مع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الحسون مدير مركز الأبحاث العقائدية حول كيفية إحياء هذه المكتبة وإعدادها.

• مبدأ التعرّف على المرحوم الدكتور محفوظ

ضمن إشارته إلى مبدأ تعرّفه على المرحوم الدكتور محفوظ، قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسّون: عندما كنت منشغلاً بالدراسة في كليّة الهندسة بجامعة بغداد في ما يقارب عامي 1978 و 1979 للميلاد سمعت عن الدكتور محفوظ واطّلعت على مؤلفاته العلمية، حتى هجّرتنا حكومة البعث في العراق بعد انتصار الثورة الإسلامية وضمن هجماتها على المجاهدين العراقيين، وبعد أن وصلت إيران وانضممت للحوزة العلمية فتحت آفاق جديدة في التعرّف على الدكتور محفوظ، حيث أنّني كنت أعمل في مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) في مجال إحياء التراث والمخطوطات، وكانت مؤلفات الدكتور محفوظ، وخاصّة مقدّمته على الكافي، موردا للاهتمام.
كما شارك الدكتور محفوظ - كرئيس للجنة العراقية - في مؤتمر ألفية الشيخ المفيد الذي أقيم في مدينة قم المقدّسة سنة 1413 هـ بحضور العلماء والضيوف من داخل البلاد وخارجها، وألقى كلمة جيّدة هناك، وقد التقيت به في هذا المؤتمر، وأجازني برواية الحديث.
وضمن الإشارة إلى وفاة الدكتور محفوظ عام 1430 هـ ووجود الكتب الثمينة والنسخ الخطّية في مكتبته الشخصيّة قال: يُعدُّ إنشاء وإحياء المكتبات من برامج مركز الأبحاث العقائدية منذ بدئه بالعمل، وقد قام المركز - سواء عندما كان يدار من قبل المرحوم الشيخ فارس الحسون، وبعد ذلك - بخطوات عديدة في هذا المجال، ويمكن الإشارة إلى مكتبة العتبة العلوية المقدّسة، مكتبي العتبة الحسينية والعتبة العباسية المقدّستين، ومكتبات أخرى في داخل العراق وخارجه، حتى في مثل دولة تايلند.

• بيت مهجور، وضع مؤسف ونسخ خطّية

أشار مدير مركز الأبحاث العقائدية إلى الخطوات التي اتّخذت في خصوص مكتبة الدكتور محفوظ، وصرّح قائلاً: للمرحوم الدكتور محفوظ ولد واحد، وهو يسكن خارج العراق، وعند رحلتي لمدينة الكاظمية المقدّسة أدركت أنّ مكتبته الشخصية أصبحت متروكة، وأنّ وضع الكتب مؤسف؛ حيث أنّ بعضها كان ساقطاً على الأرض مغبرّاً، وبعض الزجاج كان مكسراً، فكانت العديد من الآثار الخطّية معرّضة للدمار، نعم سمعت حينها أنّ بعض المؤسسات من داخل العراق وخارجه بصدد شراء الكتب أو إحياء هذه المكتبة بأسعار باهظة، إلا أن ابن الدكتور محفوظ كان يرجو أن يتم هذا العمل من قبل المرجعية ومكتب آية الله العظمى السيد السيستاني، وبعد عقد عدة لقاءات قُرِّر - حسب رأي حجة الإسلام والمسلمين السيد الشهرستاني - أن نقوم بإعداد هذه المكتبة.
وأضاف قائلاً: تمّت أعمال إعادة تأهيل المكتبة وتحضيرها خلال السنة السابقة، حتى افتتحت هذه المكتبة في يوم مولد الزهراء عليها السلام بحضور العلماء والسلطات التنفيذية، وقد سُرَّ علماء مدينة الكاظمية المقدّسة وطلاب العلوم الدينية لذلك ؛ حيث أنّ المكتبات في مدينة الكاظمية ليست كمكتبات النجف أو كربلاء، وكان العلماء والفضلاء والمحققّون وطلاب العلوم الدينية وطلبة الجامعات بحاجة إلى مثل هذه المكتبة.   

• احتواء هذه المكتبة على 30 ألف عنوان كتاب

قال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون عن الكتب والآثار الموجودة في هذه المكتبة: تحتوي هذه المكتبة حالياً على 30 ألف عنوان كتاب، سبعة آلاف منها باللغة الفارسية، وتعد هذه الكتب من التراث الأدبي التاريخي ؛ وذلك أنّ المرحوم محفوظ كان قد أخذ شهادته الدكتوراه من جامعة طهران، فهناك آثار عديدة باللغة الفارسية في مكتبته، كما له مؤلفات في مقارنة الشعر العربي والفارسي.
وضمن إشارته إلى وجود 500 عنوان من المجلات الصادرة باللغة العربية والفارسية والأردو في هذه المكتبة، قال: توجد في هذه المكتبة عدد من مشجرات الأنساب على شكل طومار، كما خُصِّص قسم في المكتبة للكتب والمقالات التي ألّفها المرحوم، وبعض هذه المقالات لم تطبع لحد الآن، كما خُصِّصت صالة منفصلة للكتب الفارسية.

• قسم المتحف وعرض تراث المرحوم محفوظ الخاصّ

ضمن إشارة مدير مركز الأبحاث العقائدية إلى تخصيص قسم في المكتبة للمتحف، قال: تمّ عرض لوحات التقدير وما إلى ذلك في المتحف، في ركن خاص من المكتبة، كما أنّ هناك صوراً للمرحوم محفوظ مع مختلف الشخصيات، منهم علماء إيران، العراق ومصر وشخصيات أخرى.
وبالإشارة إلى أنّ هذه المكتبة تابعة لمكتب المرجعية في قم، الذي يديره حجة الإسلام والمسلمين السيد الشهرستاني، قال: قام سماحة السيد ببذل سائر مصارف إصلاح وتجهيز المكتبة، وإعداد الكتب الحديثة، كما خصًّص ميزانية شهرية للقائمين بالعمل في هذه المكتبة.

• المكتبة مكاناً للمطالعة والتحقيق ومركزاً لإحياء التراث

يرى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسون أنّ من المؤمّل أن تصبح هذه المكتبة مكاناً ذات طابع علمي لمطالعة مختلف فئات المجتمع وتحقيقاتهم، ويقول: إضافة إلى ما تمّ ذكره، فإنّ هذه المكتبة ستكون مركز أبحاث لإحياء تراث المرحوم محفوظ غير المطبوعة، وكذلك إحياء التراث المرتبط بمدينة الكاظمية المقدّسة.
وضمن الإشارة إلى ما ألّفه حول الدكتور محفوظ باسم "علامة العراق"، قال: أشير في هذا الكتاب إلى شخصية المرحوم محفوظ العلمية والأدبية، وتراثه وآثاره، وقد تمّ توزيع نسخ من هذا الكتاب في محفل الافتتاح.
وفي ختام لقائه أشار مدير مركز الأبحاث العقائدية إلى الخدمات العلمية والاجتماعية الكبيرة من قبل مراجع الدين والشخصيات الحوزوية، وقال: مع الأسف ليس لدينا في العراق وسائل إعلام كـ أسبوعية أفق الحوزة، ووكالة أنباء الحوزة، ولذا لا يتم تبيين العديد من الخدمات والأنشطة التي تقوم بها الحوزة وطلاب العلوم الدينية، وعلى ذلك فمن الواجب علينا أن نقوم بتقوية وسائل إعلامنا ؛ ليتعرّف الناس بشكل أكبر على أنشطة الحوزة العلمية والمراجع وخدماتهم الاجتماعية.

• الناس يحبون الحوزة والمرجعية الدينية

ضمن إشارته إلى المحبة التي يكنّها الناس والمثقفون للحوزة العلمية، قال: من واجبنا في الدرجة الأولى أن نطلع الناس على الأنشطة التي نقوم بها، وثانياً ينبغي علينا أن نهيئ الأرضية للتواصل الأكبر بين ممثّلي المراجع والمؤسسات العلمية والاجتماعية العامّة.
وضمن إشارة هذا المبلّغ الدولي إلى خطابه في جامعة بغداد قبل بضعة أشهر، قال: بعد انتهاء الجلسة جاءني رئيس الجامعة، وقال: "أوصل سلامنا إلى السيد السيستاني، واطلب منه أن يرسل من قبل الحوزة العلمية والمرجعية لجامعتنا في كل شهر أحداً - إن أمكن - كي يستفيد طلبة الجامعة من خطابه"، فالأرضية متاحة لحضور طلبة العلوم الدينية في المجامع العراقية إلا أنّ هذا الأمر يحتاج إلى إعلام واتصالات أكثر في هذه المجالات