مقابلة مع وكالة أنباء الحوزة حول موسوعة عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن (ربيع الثاني 1438)

مدير مركز الابحاث العقائدية في مقابلة مع وكالة الحوزة: 

آية الله محمد مهدي الخرسان قضى سبعين عاماً في تأليف موسوعة ابن عباس 



خاص بوكالة الحوزة – قال سماحة الشيخ الحسون: إن "موسوعة عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن" تقع في واحد وعشرين مجلدا ويجب أن نقول أن آية الله الخرسان قضى سبعين عاما في تأليفها.



قال سماحة الشيخ محمد الحسون مدير مركز الأبحاث العقائدية (التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيستاني) في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الحوزة: إن "موسوعة عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن" تقع في واحد وعشرين مجلدا ويجب أن نقول أن آية الله الخرسان قضى سبعين عاما في تأليفها، وفيما يلي نص الحوار:

* نظرا للإصدار الجديد لمركز الأبحاث العقائدية باسم «موسوعة عبدالله ابن عباس حبرالأمة و ترجمان القرآن» بقلم سماحة آية الله السيد محمد مهدي الخرسان، من علماء حوزة النجف العلمية، نطلب منكم أولا تعريف سماحة المؤلف إجمالا، ثم تبيين أسباب انتخاب ابن عباس موضوعا للكتاب ونهايةً تعريف الكتاب والموسوعة لنا.

هذه الموسوعة بعنوان "موسوعة عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن" تقع في واحد وعشرين مجلدا. بداية أسلط الضوء على المؤلف، ثم نتعرض إلي شيء مختصر عن صاحب هذه الموسوعة وهو عبدالله بن عباس ثم إلى الكتاب.

* حسب ما أتذكره فإنّ إحدى آثار سماحة آية الله الخرسان تمّ اختيارها بعنوان كتاب السنة في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. ونظراً إلى علاقتكم الوثيقة والقديمة مع سماحته نفضّل الاطلاع عن حياته العلميّة باختصار قبل الدخول إلى بحث الموسوعة.

بالنسبة إلى المؤلف هو السيد محمد مهدي ابن السيد حسن الخرسان ولد في مدينة النجف الأشرف سنة 1347 هـ ق يعني الآن عمره المبارك الشريف 91 سنة. والده السيد حسن الخرسان من أوائل الذين عملوا في التراث و حفظه واقتنائه و تحقيقه حتي عُرف اسمه بتحقيق بعض المصادر الرئيسية ويعتبر من أوائل المهتمين بالتراث في ذلك الوقت يعني قبل عشرات السنوات كان معروفا باهتمامه بالتراث. السيد مهدي الخرسان حفظه الله ورعاه من تلاميذ السيد الخوئي وكذلك كان من تلاميذ المرجع السيد محسن الحكيم. وهو بالإضافة إلى اهتمامه بالتراث رجل عالم فاضل شاعر أديب له الكثير من المؤلفات و الكثير من التحقيقات. حسب اطلاعي فإن قسما من أثاره لم تطبع بعد وله ما يقارب أربعين أثرا وعنوانا لا أربعين كتابا. إنه من الذين ساهموا في تحقيق بحارالأنوار الذي كان سابقا مطبوعا بالطبعة الحجرية وبعد ذلك تم توزيعه على عدة أشخاص لكي يقوموا بتحقيقه وطباعته بهذه الطبعة الحديثة التي تقع في 110 مجلدا فالسيد الخرسان حقق تقريبا 12 مجلدا من البحار.
لديه أيضا موسوعة ابن إدريس الحلي تقع في 14 مجلدا كتب فيها عن حياة ابن ادريس و جمع كل مؤلفاته وحققها. إضافة إلى موسوعة عبدالله بن عباس التي طبعت الآن في 21 مجلدا ولديه كتاب "المحسن السبط؛ مولود أم سقط" وهو يتعرض في هذا الكتاب إلى الحديث عن المحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب و ابن الزهراء سلام الله عليهم ويعتبر هذا الكتاب من أفضل ما كتب في المحسن سلام الله عليه.



له أيضا كتاب آخر بعنوان "علي إمام البررة" وهو عبارة عن شرح الأرجوزة للمرجع السيد الخوئي رحمة الله عليه. هذه القصيدة تتعلق بإمامة أميرالمؤمنين(ع) و فضائله ومعاجزه و الأدلة على إمامته، تقع في 166 بيتا من الشعر وهذه تعتبر آخر ما كتبها المرجع السيد ابوالقاسم الخوئي رحمه الله، كتبها في سنة 1410 وكلف تلميذه السيد مهدي الخرسان بشرح هذه الأرجوزة. يعني السيد الخوئي حينما يذكر في الشعر مثلا آية المباهلة وأنها نزلت في عليّ أو عليّ(ع) واحد من الذين نزلت فيهم الآية، هنا يأتي السيد مهدي الخرسان ويشرح آية المباهلة ويذكر المصادر. السيد الخوئي مع أنه عربي في النسب، لكن لسانه ليس عربيا ولكنه يكتب الشعر العربي الفصيح وفي هذه الأرجوزة ذكر مناقب أميرالمؤمنين(ع) والشيء اللطيف أنه في آخر هذه القصيدة يقول بأنني لست شاعرا ولست أديبا ولكن من أجل الحصول على الثواب نظمت مناقب أميرالمؤمنين في هذه الأرجوزة الشعرية في 166 بيتا من الشعر فيأتي العلامة السيد مهدي الخرسان يشرح هذه الأرجوزة. السيد الخوئي كتب هذه الأرجوزة في سنة 1410 وتوفي في سنة 1413 ولكنها طبعت هذه الأرجوزة بعد وفاة السيد الخوئي وكتب المرحوم المرجع آية الله العظمى السيد علي البهشتي وهو من كبار تلاميذ السيد الخوئي لهذا الكتاب مقدمة كبيرة وهذه تعتبر من مؤلفات السيد محمد مهدي الخرسان.
السيدالخرسان حسب ما شاهدته يتصف بصفتين قلّما يتصف بها الذين يهتمون بالتراث. الصفة الأولى هي حينما أنت تجلس  إليه تشعر كأنك أمام مكتبة متحركة لديه من المعلومات الكثيرة ولا تتكلم أمامه عن أي كتاب أو عن أي موضوع إلا و يبدأ و يعطيك هذا الكتاب أين طبع متي ألف، في أي مكان طبع، من الذي حققه بحيث هو يعتبر دائرة المعارف عن التراث وعن الكتب.
المرحوم السيد عبدالعزيز الطباطبائي اليزدي كان في هذه الصفة شبيها للسيد الخرسان.
الصفة الثانية التي يتصف بها السيد مهدي الخرسان وهذه لعلها نادرة وهي كرمه و سخاؤه بما عنده من الكتب ومن المخطوطات. المعروف ممن يمتلكون المخطوطات و التراث هو أنه يكونون نوعا ما بخلاء بما عندهم من التراث ولا يعطون مخطوطة لأحد، أما السيد محمد مهدي الخرسان كريم بما عنده يعني يعطي حتى قبل أن تسأله أنت أو تطلب منه. أنا أتذكر حينما أخبرته بأنني أعمل في جمع الشعائر الحسينية هو بدأ وقال لي هل عندك هذه الرسالة أو تلك الرسالة؟ ثم قال هذه الرسائل موجودة عندي وأنا أصورها لك وأعطيها لك. كريم بكل معنى كلمة بما عنده من التراث وهاتان الصفتان قلما تجدهما في شخص من المهتمّين بالتراث والسيد لازال في قيد الحياة وبما أنه في هذا السن ولكنه يشتغل بالتأليف والتحقيق وبين يديه كتاب مهم حسب ما أخبرني عن الزهراء سلام الله عليها وعنده مجلد من مذكراته كتب ما شاهده بنفسه فيه. حينما نقول عمره 91 سنة هذا يعني يعتبر هذا الكتاب مذكراته في قرن كامل من الزمن ونحن نسأل الله تعالى أن يطيل في عمره حتى يكمل ما في يده من آثار ومن تراث ويفيد به المسلمين والشيعة.


* حسناً، التوضيحات كانت وافية، فلنشرع في موضوع موسوعة ابن عبّاس. أتصوّر بأنّ سماحة آية الله الخرسان قد تناول موضوعاً مهمّا حيث إن ابن عبّاس شخصيّة هامّة في تاريخ الإسلام والشيعة، إلا أنه تطرح أحيانا بعض الروايات والشبهات حول هذه الشخصيّة ممّا أتمنّى أن يكون قد تطرّق سماحته إليها في موسوعته.

أما في ما يتعلق بابن عباس نقول إنه ولد ثلاث سنوات قبل الهجرة النبوية حينما حاصر الكفار المسلمين وحاصروا بني هاشم في شعب أبي طالب حينما كان النبي وبنو هاشم محصورين في شعب أبي طالب ومعروف أن والده عباس بن عبدالمطلب حينما ولد هذا الطفل(عبدالله) أتي به إلى النبي والنبي دعا له دعاءه المشهور وقال «اللهم ألهمه التأويل و علمه الحكمة» وكذلك أصبح ابن عباس من كبار المفسرين ومن كبار العارفين بتأويل القرآن وبأسراره وحتى أن الإمام علي قال عن عبدالله بن عباس «كأنما ينظر إلى الغيب من وراء ستر». إذًا ابن عباس ولد ثلاث سنوات قبل الهجرة وعندما توفي النبي كان عمره 14 سنة فهو يعتبر من الصحابة ومن الذين شاهدوا النبي ونقلوا عن النبي ويعتبر من الرواة حتى أنه كان يسأل خالته ميمونة زوجة النبي متى يأتي النبي عندك؟ فتخبره ميمونة فهو يذهب إلى بيت خالته حتى ينظر إلى النبي كيف يتوضأ وكيف يصلي وكيف ينام ولذلك ينقل وضوء النبة وينقل صلاة النبي وكيفية تهجده في الليل.
ابن عباس هو ثقة عند عموم المسلمين السنة والشيعة؛ يوثقونه وينقلون عنه بالأخص فيما يتعلق بالقرآن و تفسيره بحيث أنت لا تجد تفسيرا من تفاسير المسلمين عموما إلا وتجد المفسرين ينقلون من ابن عباس لأن قوله معتبر عند السنة والشيعة.
طبعا بعد وفاة النبي هو تتلمذ على يد علي بن أبي طالب(ع) أكثر دراسته و تتلمذه وأكثر أخذِه للعلوم كان من أستاذه علي بن أبي طالب سلام الله عليه. طبعا ابن عباس توفي سنة 68 الهجرية وقد أصيب في آخر عمره بالعمى فهو كان ثقة عند عموم المسلمين.

* أشرتم إلى أن الموسوعة تتشكّل من 21 مجلّداً؛ فما هي الأجزاء التي تشتمل عليها؟

أما فيما يتعلق بالموسوعة وهي موسوعة عبدالله بن عباس، يجب أن نقول أن السيد الخرسان قضي من عمره سبعين سنة في تأليف هذه الموسوعة. هذا الرجل قضي سبعين عاما في تأليف هذه الموسوعة وبداية كتبها في اربعة مجلدات وأراد أن يطبعها في أربعة مجلدات وفي سنة 1374هـ يعني قبل 64 سنة كتب له السيد هبة الدين شهرستاني تقريظا حينما أراد أن يطبع تلك المجلدات الأربعة والمرجع الديني السيد عبدالهادي الشيرازي أيضا كتب له تقريظا و هذان التقريظان موجودان الآن في الكتاب. ثم إنه رأى أن هذه الموسوعة تحتاج إلي بحث وشرح كثير فاستمر في البحث عما يتعلق بابن عباس و استغرق هذا الكتاب من بداية تأليفه حتي نهايته أكثر من 70 سنة فهذا يعتبر كتاب العمر ذكر فيه كل ما يتعلق بابن عباس مطلقا من ولادته دراسته من علمه وممّا قيل فيه ومن أساتذته وتلاميذه وآثاره وتفسيره للقرآن وكل شيء يتعلق بابن عباس قد ذكره في هذه الموسوعة.
أتذكّر كنت قد ذهبت سنة 1432هـ في شهر شعبان إلى العمرة وزيارة بيت الله الحرام والمدينة المنورة وهو حينئذ جاء إلى إيران وزار مشهد المقدسة ثم قم المقدسة وحينما سمع السيد جواد شهرستاني بأنه جاء إلي إيران، أخذوا له التأشيرة من العراق وجاء إلى العمره وبقي هناك عدة أيام وذهب إلى الطائف من أجل أن يقف عند قبر عبدالله بن عباس ويقرأ له الفاتحة ويطلب من الله سبحانه أن يرزقه العمر والصحة حتى يكمل هذه الموسوعة.
هذه الموسوعة في الواقع تقع في أربع حلقات وكل حلقة في خمسة مجلدات ما عدا الحلقة الأخيرة جعلها في ستة مجلدات و المجلد الأخير كأنه مسك الختام أو تعريف مختصر لهذه الموسوعة.

* بماذا تختصّ كلّ حلقة من هذه الحلقات من موضوعات ومباحث؟ سماحة الشيخ محمد الحسون

الحلقة الأولي بعنوان "ابن عباس تأريخ وسيرة" تحدث فيها عن تأريخ ابن عباس منذ ولادته وحتى وفاته؛ منذ ولادته في زمن النبي(ص) ثم بعد ذلك من بعد وفاة النبي(ص) إلى آخر حكومة عثمان بن عفان ثم بعد ذلك في خلافة أميرالمؤمنين(ع) ثم بعد ذلك في أيام الإمام الحسن(ع) و خلافته و بعد ذلك في خلافة بني أمية إلى وفاته سنة 68هـ بحيث يتذكر كلما يتعلق بحياته وذكر أيضا الإشكالات التي أوردت وأجاب عليها والأخطاء التي وجدها في الكتب التي ألفت عن ابن عباس.



السيد محمد مهدي الخرسان جمع كل ما يتعلق بابن عباس من الكتب و المقالات باللغات الفارسية والعربية والتركية أو الأردو وكذلك المخطوطات التي تتعرض إلى ابن عباس.
حينما سافر إلي إيران سنة 1432هـ ذهب إلى مشهد و هنالك المسؤولون في العتبة الرضوية عرفوه ووضعوا المخطوطات تحت يده وصوّروا له مجموعة كبيرة من المخطوطات وذلك في حين أن المسؤولين في هذه العتبة غير معروفين بهذا الكرم في تصوير المخطوطات وبهذه السرعة ولكن لما عرفوا بأن السيد يكتب هذه الموسوعة، فصوروا له ما يحتاج من المخطوطات و أيضا كلّف بعض الأشخاص كي يصوروا له بعض المخطوطات في المكتبات الرئيسية هناك. فإذًا هو جمع كل ما يتعلق بابن عباس من الكتب المطبوعة والمخطوطة في كل اللغات كي ينظر ماذا قالوا عن ابن عباس ويردّ الأخطاء التي كتبها بعض الأشخاص عنه.
الحلقة الثانية أيضا في خمس مجلدات بعنوان "دراسة وعطاء" ويذكر فيها دراسته وأساتذته؛ من أين أخذ الحديث، من أين أخذ العلم، ثم يذكر بعد ذلك منهجه العلمي في التفسير والأخبار وما نقل عنه وما كتب عنه.
أما الحلقة الثالثة جعلها بعنوان "آثار ابن عباس". عبدالله بن عباس ليس له مؤلَّف بمعنى أنه لم يؤلف في حياته كتابا وإنما من جاء من بعده جمع ما قال ابن عباس وجعله في كتاب ومن أهمهم ابنه الذي كتب كتابا مما سمع من والده من تفسير القرآن. كتب عطاء ابن أبي رباح أيضا عن تفسير ابن عباس والشيء المهم في هذه الحلقة أن السيد الخرسان جمع فيها 18 مؤلفا من المؤلفات المنسوبة لابن عباس؛ فصحح قسما منها وناقش في قسم آخر لأن بعض الأشخاص نسبوا بعض الأقوال وبعض الكتب لابن عباس خاصة فيما يلائم منهجهم.
الحلقة الرابعة وهي المهمة تعتبر من اهتمامات مركز الأبحاث في ردّ الشبهات وعنوانه "ابن عباس في الميزان بين الجرح والتعديل". مثلا هناك شبهة تثار عن ابن عباس حينما كان واليا على البصرة من قبل أميرالمؤمنين عليه السلام (وأيضا كان واليا علي البصرة منصوبا من الإمام الحسن عليه السلام). الشبهة تقول بأن ابن عباس في آخر أيام الإمام علي سلام الله عليه أخذ أموال البصرة وذهب إلى مكة أو إلى الطائف فهنا يأتي السيد المؤلف الخرسان ويستعرض هذه الشبهة بشكل دقيق ويذكر كيف وردت في كتب السنة وكيف وردت في كتب الشيعة وكيف تطورت هذه الشبهة ويأخذها تسلسلا من الناحية الزمنية والتأريخية وفي هذه الشبهة التي ذكرناها يذكر الرسائل التي حصلت بين الإمام علي بن أبي طالب(ع) و بين ابن عباس يذكرها تسلسلا ثم يستنتج بأن هذه الشبهة ليست واقعة وغير ثابتة ويثبت بطلان هذه الشبهة وأن ابن عباس لم يفارق أميرالمؤمنين(ع) يوما واحدا ولم يخنه وحينما قتل الإمام علي(ع) واستشهد في مسجد الكوفة كان ابن عباس موجودا في الكوفة عند الإمام علي(ع) وقد شارك في تغسيل وتكفين الإمام علي سلام الله عليه وهو من أوائل الأشخاص الذين بايع الإمام الحسن(ع) بل دعا الناس إلى بيعة الإمام الحسن سلام الله عليه وأصبح بعد ذلك واليا من قبل الإمام الحسن على البصرة. ولو كان خان أميرالمؤمنين عليا و أخذ أموال البصرة كيف يمكن أن يجعله الإمام الحسن واليا على البصرة؟ طبعا هذه الحلقة الأخيرة في غاية الأهمية وهي التي تدخل في موضوع ودائرة نشاطات وفعاليات مركز الأبحاث والعقائد و المركز طبع هذه الموسوعة من ضمن سلسلة ردّ الشبهات وهناك شبهات واردة على ابن عباس ولذلك قام هذا الرجل المؤلف بردها واستغرق تصحيح ومراجعة هذه الموسوعة في المركز عشر سنوات يعني نحن طبعنا الحلقة الأولى سنة 1428 و نحن الآن في سنة 1438 فاستغرق تصحيحها و مراجعتها في المركز عشر سنوات فنحن لم نقم فقط بطباعة هذه الموسوعة ونشرها بل قام المركز بمراجعتها وتصحيحها وكلما كان هناك من ملاحظة كنا نكتب إلى السيد المؤلف وكان يبدي رأيه وبحمدالله تعالى خرجت هذه الموسوعة الآن في 21 مجلدا وهو كتاب العمر لهذا المؤلف السيد محمد مهدي الخرسان ونسأل الله تعالة أن يطيل في عمره الشريف والمبارك وهو يعتبر من مشايخي وأعطاني وزوجتي السيدة أم علي مشكور الإجازة في الرواية ونحن نعتز بهذه الإجازة.

* هل تم توزيع هذه الموسوعة على المراكز العلمية وكيف كان استقبال هذه المراكز لها؟

نحن هنا في مركز الأبحاث العقائدية لا يوجد عندنا بيع و أكثر كتبنا نوزعها على المراكز العلمية وعلى الشخصيات وبعثنا للمؤلف 200 دورة من الكتاب وهو أيضا لا يبيعها بل يوزعها ويهديها ولكن بعض هذه النسخ تباع في قم في مكتبة البيع وتباع بسعر زهيد جدا ولعله المجلد الواحد يباع بثلاثة أو أربعة آلاف تومان ونحن لا نبيعها لأن المركز تابع لسماحة المرجع آية الله العظمي السيد علي السيستاني و تحت إشراف مباشر لوكيله العام حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد شهرستاني فلا يوجد عندنا بيع وليس هدفنا الربح والإستفادة ومع ذلك قسم منها يباع في السوق كي يستطيع بعض الأشخاص أن يشتريها فهي موجود في المكتبة بسعر زهيد جدا.

* أشرت إلى أن تأليف هذه الموسوعة وطبعها قد استغرق أكثر من سبعين سنة من المؤلف. هنا يطرح هذا السؤال بأن عالما كالسيد الخرسان لماذا اختار ابن عباس للتأليف فيه وبذل هذا الكم من العمر والوقت؟

هو يجيب على هذا السؤال ويقول بأن ابن عباس علم في الإسلام عموما وكل المذاهب الإسلامية تعتمد عليه وتأخذ منه التفسير والتأويل وكذلك الحديث والتأريخ وله الكثير من المواقف في أيام الإمام علي سلام الله عليه وله نقاش طويل مع عائشة وحتى أن عمربن خطاب كان يقدمه وهو شاب علي الصحابة ويسأله ويستفسر منه لكن لم أجد شخصا اهتم به وكانت آثاره متفرقة بشكل قد حصلت هنالك ظلامة لهذا الرجل فاهتم المؤلف به وبآثاره وأخرج هذه الموسوعة وهو يقول في نهاية هذه الموسوعة أنا آمل أن أنال شفاعة ابن عباس في يوم القيامة لأنه أظهر حقيقة أحد تلاميذ الإمام علي عليه السلام.

* ما هو دور مركز الأبحاث العقائدية في تحقيق وتصحيح هذه الموسوعة؟

المركز له فرع في النجف وأكثر أعمال الطباعة والتصحيح والمراجعة قام بها بعض الشباب في مركز الأبحاث العقائدية في النجف لأن الأوراق التي كتب عليها السيد الخرسان كان قد مضى على بعضها أربعون أو خمسون أو ستون سنة فكانت أوراقا قديمة تحتاج إلى التجديد وإعادة النظر من قبل المؤلف ثم صف الحروف ومراجعتها وهذا يحتاج إلى الإرتباط مع المؤلف وطوال هذه السنوات مركز الأبحاث العقائدية في النجف الأشرف قام بهذه المهمة وكان على تواصل مستمر مع المؤلف وعملنا نحن على مساعدتهم في استخراج هذه الموسوعة ثم حينما تأتي هذه الموسوعة إلى قم راجعها المحققون هنا بشكل دقيق واستخرجوا بعض الأشياء التي تحتاج إلى استخراج وإذا كان لنا بعض الملاحظات فنكتب للمؤلف وهو كان قد يجيز بعضها أو لا يجيز وعلى أي حال كنا خلال عشر سنوات في تصحيح ومراجعة هذه الموسوعة إلى أن تم إخراجها بهذا الشكل.