(الثَّبَتُ الجَليّ في الإجازَةِ لِلعالِمةِ الجليلةِ اُمِّ عَليّ)


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ شَرائِعَ الإسلامِ متّصِلَةَ الإسناد، والصَّلاةُ والسّلامُ على محمّدٍ وآلهِ خيرةِ العِبادِ، وبَعدُ:

فَلِيَ الشّرَفُ أن اُجِيزَ برِوايةِ الأحاديث المعصوميّة على الصّادعين بها أسنى الصّلوات وأزكى التحيّات، صاحبة الفضيلة، العالمة الجليلة، الباحثة المحقّقة، المصنّفة البارعة، سليلة الفُقهاء الأعاظم، والبحور الخضارم، الأستاذة الكريمة اُمّ عليّ من آل آية الله العظمى الشيخ مشكور، وفّقها المولى تبارك وتعالى لمواصلة السّعي المشكور، لنشر مفاخر ربّات الخدور، وسائر الأعمال العلميّة التي قدّمت منها نماذج مستطرفة، تمتاز بالأصالة والدقة، وتعرب عن مبلغ تملّكها لنواصي البحث والتحقيق، فازدانت بها المكتبة الإسلاميّة، لاسيّما الكتاب القيّم الموسوم بـ (أعلام النّساء المؤمنات)، الذي جاء فريداً في بابه، مشحوناً بالفوائد التي يندر وجودها في كتاب آخر ممّا ألِّف في هذا المجال، وقد جاءت مقدّمته النّفيسة آيةً في حُسن العرض ومزيد التَتبّع، واستيفاء وجوه القول في كلّ ما ينتاط بأحوال النساء من حقوق وواجبات، و...

وحريٌ بهذه (المقدّمة) أن تُطبع مستقلّة؛ لتكون ثانية (مقدّمة ابن خلدون) مع اختلاف الموضوعات، ولا أنسى فضلَ أبي أولادها ـ سماحة العلّامة الكبير، والمحقّق الثبت النحرير، حجّة الإسلام والمسلمين، شيخنا الأجلّ الاُستاذ الشيخ محمّد الحسّون النجفي دامت تحقيقاته ـ في مُشاطرتها بالاضطلاع بهذا العمل العلميّ الفريد النظير، ولو كان من شرط الكتاب أن تُترجم فيه العالمات اللّاتي هنَّ على قيد الحياة، لكان للشيخة العالمة اُمّ عليّ دُخول أولى فيه، وفّق الله تعالى العلّامة الحسّون وعقيلته العالمة المشكوريّة لمواصلة العمل في إخراج سائر آثارهما النفيسة.

وعلى هذا فقد أجزتُ فضيلتها أن تروي عنّي كلّ ما أجازني به مشايخي الأعلام الذين تُربى عدّتهم على الستّين شيخاً.

وأعلى طُرقي ما أرويه عن آية الله العظمى الإمام المجدّد السيّد هبة الدين الشهرستانيّ، عن السيّد حسن الصّدر، عن السيّد محمّد هاشم الخوانساري الجهارسوقي، عن السيّد صدر الدين العامليّ ـ جدّ آل الصّدر ـ عن والده السيّد صالح العامليّ، عن والده السيّد محمّد العامليّ ـ صهر صاحب الوسائل ـ عن الشيخ محمّد بن الحسن العامليّ صاحب (الوسائل)، وطرق الشيخ الحرّ مبسوطة في (خاتمة الوسائل).

كما يروي السيّد صالح العامليّ المذكور عن الشيخ يوسف البحرانيّ صاحب (الحدائق النّاضرة)، عن المولى محمّد شفيع الجيلانيّ ـ نزيل المشهد الرضوي ـ عن الشيخ المجلسيّ صاحب (البحار).

كما أروي صحاح الجمهور ومسانيدهم عن جماعة منهم: العلّامة الكبير الفقيه المعمّر الشيخ عبد الكريم ابن محمّد فتاح الشّهرزوري الشافعي مفتي الديار العراقيّة في عصره، وعن شيخنا العلّامة المعمّر الشيخ ثابت بن أسعد الآلوسيّ الشّافعيّ، وعن شيخنا العلّامة المعمّر الشيخ جلال الحنفيّ البغداديّ، وعن شيخنا العلّامة السيّد المحدّث الكبير بهجة بن يوسف بن حمد آل أبي الطيّب الحسينيّ الهيتيّ الشافعيّ، وعن الفاضل الشيخ يوسف بن محمّد ابن خطّار القنيطريّ الدمشقيّ الشافعيّ، وعن العلّامة المحدّث الكبير الشيخ عبد الله بن أحمد بن محسن الناخبيّ اليافعيّ من أعلام مدينة (جدّة) في الحجاز، وعن العلّامة المحدّث السيّد جعفر بن محمّد آل باعلويّ العريضيّ الشافعيّ الحضرميّ من آل السقّاف.

وممّن أجازني: العالمة المعمّرة العلويّة الشريفة فاطمة بنت السيّد أحمد بن محمّد الشريف السُنوسيّ الإدريسيّ الحسنيّ، وهي زوجة الملك إدريس السنوسيّ آخر ملوك ليبيا.

فلفضيلة العالَميِة الجليلة، فخر ربّات الخُدور، وسليلة البيت العلميّ الأصيل (المشكور)، أن تروي عنّي جميع ما أجازني به هؤلاء العلماء الأعلام وغيرهم ممّن لم أذكرهم؛ لضيق الصحيفة عن استيعاب أسمائهم.

واُوصي فضيلتها بما أوصاني به مشايخي المجيزون، من مراعاة الضّبط والحذر من التحريف والتّصحيف، والاحتياط المفضي إلى مهيع الصراط، ولها أن تجيز عن هذه الطرق من تأنس فيه الأهليّة والكفاية، لاسيّما من لهم الأنسة بعلوم الدراية والرواية، وغنيّ عن البيان أن الدراية هي الأصلُ الرصين للرواية، فقد ورد في الأثر عن سادات البشر: ((حديث تدريه، خيرٌ من ألف حديث ترويه)).

والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.


وكتب

الأقلّ عبد الستّار الحسنيّ

ضيف مكتب الحوزة العلمية العراقيّة في قم المقدّسة

22 / جمادى الاُولى/ 1428هـ