السفرة التبليغيّة الثالثة إلى فرنسا


كتبها الشيخ محمّد الحسّون


بسمه تعالى


بدعوة من مؤسسة الإمام الخوئي في باريس، توجّهنا إليها صباح يوم السبت 20 رجب 1439 هـ = 7/4/2018 م ، في سفرة تبليغية استمرت اثني عشر يوماً، اشتملت على عدّة نشاطات علميّة ـ إضافة إلى لقاء الإخوة الأعزاء في الحوزة العلميّة في باريس، وإلقاء عدّة محاضرات ثقافيّة، والإجابة على الأسئلة العقائديّة ـ منها:

أولاً: مساء يوم السبت 20 رجب، وفي مؤسسة الإمام الخوئي، ألقينا محاضرة بعنوان ((دور الإمام الكاظم (عليه السلام) في تثبيت العقيدة من خلال بعض مناظراته))، تطرّقنا فيها إلى دوره (عليه السلام) في الدفاع عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بواسطة مناظراته المتعدّدة مع المخالفين في المذهب والدين، ومناظراته مع الزنادقة أيضاً، واُسلوبه (عليه السلام) العلميّ في كلّ مناظراته، إذ علّمنا (عليهم السلام) كيفيّة المناظرة والجدال والحوار مع الآخرين.

ثانياً: صباح يوم الأربعاء 26 رجب، حضرنا الندوة العلميّة التي أقامها المعهد الكاثوليكي للعلوم الدينيّة واللاهوتيّة التابع للجامعة الكاثوليكيّة في باريس، بالتعاون مع دار العلم للإمام الخوئي في النجف الأشرف، وكانت هذه الندوة ـ التي اُقيمت في مقرّ الجامعة ـ بعنوان ((العلاقات والتفاعلات الشيعيّة المسيحيّة عبر: التاريخ، اللاهوت، الأدب)). وقد اُلقيت في هذه الندوة عدّة أبحاث علمية من المسلمين والمسيحيّين.

ثالثاً: صباح يوم الخميس 25 رجب، اجتمعنا بطلبة الحوزة العلميّة في العاصمة الفرنسية باريس، وبعد إلقاء محاضرة بعنوان ((الهدف من الدخول في الحوزة العلميّة بالنسبة للساكنين في فرنسا)) استمعنا إلى أسئلة الحاضرين، وأجبنا عليها مفصّلة.

رابعاً: ظهر يوم الجمعة 26 رجب، أقمنا صلاة الجمعة في مؤسسة الإمام الخوئي في باريس، وألقينا خطبة فسّرنا فيها قوله تعالى (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))، وبيّنا سبب مدح الباريّ عزّ وجلّ لحبيبه المصطفى بالخلق العالي، ولم يمدحه بصفاته الجميلة الاُخرى، وأشرنا إلى أهميّة حُسن الخلق في التعامل مع أفراد المجتمع، خصوصاً المخالف لنا في المذهب والدين.


الصفحة 2

خامساً: يوم السبت 27 رجب، يوم المبعث النبويّ الشريف، حضرنا ندوة علميّة في كنيسة ((البشارة)) بعنوان ((اللقاء الإسلاميّ المسيحيّ))، أقامتها مؤسّسة الإمام الخوئي في باريس، بالتعاون مع جامع باريس الكبير، والكنيسة الدومينيكية.

وقد ألقينا فيها بحثاً بعنوان ((العذراء مريم في القرآن الكريم))، وتحدّث أيضاً من الجانب الإسلاميّ: الدكتور محمّد علي جمال ممثّل جامع باريس الكبير، وسماحة الشيخ محمّد إسماعيل خليق وكيل سماحة المرجع الأعلى السيّد السيستانيّ في فرنسا، والسيّد جواد الخوئيّ مدير دار العلم للسيّد الخوئي في النجف الأشرف، والسيّد زيد بحر العلوم.

ومن الجانب المسيحي تحدّت: المطران ميشيل دببوست رئيس تجمع المطارنة في فرنسا، والمطران ميشال لشنود رئيس الدومنيكيين في فرنسا، والأب أمير حججي عضو المجلس البابوي للحوار، والأب إيمانوئيل بيزاني مدير الدراسات في الجامعة الكاثوليكيّة في باريس.

وقد بدأت هذه الندوة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها على مسامع الحاضرين الشيخ مصطفى خليق، كما وحضر هذه الندوة عدد كبير من المسلمين والمسيحيين، وسُلّط الضوء عليها في وسائل الإعلام في فرنسا، ونالت إعجاب الجانبين الاسلامي والمسيحي، إذ أنّها تساهم في التعايش السلمي بين أفراد المجتمع على اختلاف مذاهبهم وأديانهم.

سادساً: وفي عصر هذا اليوم أيضاً ـ السبت 27 رجب ـ استقبلنا السيّد محمّد شريف مكّي رئيس الطريقة الصوفيّة في مدينة مورو التي تبعد عن باريس 50 كم تقريباً، في تجمع كبير من أتباع الصوفيّة الفرنسيّين الذين هم من أصل أفريقي.

وقد ألقينا كلمة في هذا التجمع، بيّنا فيها تأكيد أئمتنا(عليهم السلام) ومراجعنا الكرام، على ضرورة احترام الآخر وعدم النيل من رموزهم.

ثمّ ألقى السيّد محمّد شريف مكّي كلمة، أثنى فيها على الشيعة الإماميّة والحوزة العلمية عموماً، وسماحة السيّد السيستانيّ خصوصاً، إذ قال: ((إنّ الشيخ السيستانيّ مرجع للوصول إلى الحقائق، ونحن في السنغال أو غرب أفريقيا بحاجة إلى مرجع كهذا)).

سابعاً: وفي مساء هذا اليوم أيضاً ـ السبت 27 رجب ـ حضرنا احتفالاً بهيجاً بمناسبة المبعث النبويّ الشريف، أقامته مؤسسة الإمام الخوئي في باريس.

ثامناً: من خلال سفرتي هذه، والتي سبقتها، لاحظتُ أنّ الأرضيّة والجوّ العام في فرنسا، صالح


الصفحة 3

لنشر الفكر الإسلامي الأصيل، وهذا يحتاج إلى تظافر جهود الجميع وتعاونهم على البرّ والتقوى.

وعلمتُ أنّ جهوداً مشكورة يقوم بها بعض الفضلاء هناك، من أجل إنشاء مدرسة رسميّة مُعترف بها من قبل الحكومة الفرنسية، كي يدرس فيها أبناؤنا وبناتنا، ويتخرّجوا منها ثمّ يدخلوا الجامعات هناك، خصوصاً أنّ الحكومة هناك تمنع البنات من ارتداء الحجاب الإسلاميّ في مدارسها الحكوميّة، فبواسطة إنشاء هذه المدرسة تستطيع البنات التخلّص من هذه المشكلة العويصة. فالمرجو من جميع أهل الخير المساهمة في مشروع إنشاء هذه المدرسة المباركة.

والحمد لله ربّ العالمين


محمّد الحسّون

5 شعبان 1439 هـ

قم المقدّسة

البريد الالكتروني: Muhammad@aqaed.com

الصفحة على الانترنيت: www.alhasun.com