مؤتمر الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) في تايلند
والسفرة التبليغيّة الحادية عشرة


كتبها الشيخ محمّد الحسّون


بسمه تعالى


استجابةً لدعوة (معهد الدراسات والبحوث الإسلاميّة) في العاصمة التايلنديّة بانكوك، لحضور مؤتمرها الثاني عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)، الذي كان تحت عنوان: (( وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يَعلَمُونَ ))، توجّهنا إلى تايلند؛ لحضور هذا المؤتمر، ولقاء الإخوّة الأعزّاء، الذين طالما التقينا بهم، وهذه هي الزيارة التبليغيّة الحادية عشرة إلى هذه الدولة.

ورغم قصر مدّة هذه الزيارة ـ التي استغرقت ستة أيام فقط ـ إلّا أنّها كانت ـ بحمد الله تعالى ـ حافلة بعدّة نشاطات علميّة واجتماعيّة، نوجزها بعدّة نقاط؛ كي يطّلع الإخوة الأعزّاء على وضع المؤمنين في هذه الدولة ـ التي أكثر أهلها من البوذيّة ـ ويمدّون يَد العون والمساعدة والدعاء لإخوتهم هناك.

علماً بأنّا قد كتبنا سابقاً مقالة مفصّلة عن دخول الإسلام المحمديّ الأصيل إلى تايلند بواسطة الشيخ أحمد القميّ (ت 1050 هـ ) وكيفيّة انتشار التشيّع هناك، وزواج الشيخ أحمد وأخيه الشيخ محمد سعيد نساءً من العائلة الملكيّة، واستلام الشيخ أحمد وأسباطه وأحفاد أخيه الشيخ محمد سعيد عدّة مناصب رفيعة في الحكومة التايلنديّة آنذاك، منها: رئاسة الوزراء، ووزارة التجارة، ومناصب عسكريّة عالية، إضافة لاستلام مشيخة الإسلام إلى سنة 1946 م، وبعدها تحوّلت هذه المشيخة إلى الشافعيّة. وكانت مقالتنا بعنوان ((لماذا انتشر التشيّع في إيران ولم ينتشر في تايلند؟ مقارنة بين هجرة الكركيّ لإيران وهجرة القميّ إلى تايلند)).

أوّلاً: في يوم الأحد، الخامس من شهر ربيع الآخر سنة 1439 هـ = 24/12/2017م، اُقيم مؤتمر الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) في قاعة فندق الميراث، وحضره عدّة شخصيّات إسلاميّة من مختلف المذاهب، إضافة لشخصيّات حكوميّة بوذيّة، ومجموعة من أساتذة الجامعات، وعدد كبير من الشباب المثقّف.


الصفحة 2

بدأ المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثمّ كلمة ترحيبيّة بالضيوف، ثم جاء دورنا فألقينا كلمة سلّطنا الضوء فيها على قوله تعالى: (( لَقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) أوضحنا فيها كيف يكون النبيّ وآله (عليهم السلام) قدوة واُسوة لنا، وطريقة تعاملنا مع المخالفين لنا في الدين والمذهب، اتّباعاً لسيرة أهل البيت (عليهم السلام) مع المخالفين.

ثمّ ألقى ممثّل مؤسّسة الإمام الخوئي (رحمه الله) في لندن السيّد محسن الخلخالي كلمةً، ذكر فيها صفات الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه الرفيعة.

ثمّ جاء دور كلمة جامعة المصطفى العالميّة، ألقاها رئيسها في بانكوك الشيخ صالح التايلندي، تعرّض فيها إلى قضيّة القدس، واعتراف الرئيس الأمريكي بها كعاصمة للكيان الصهيوني.

بعدها ألقت فرقة الإنشاد مجموعةً من التواشيح والأناشيد.

وبعد صلاتي الظهر والعصر، وتناول طعام الغداء، عُقدت جلسة حواريّة حول القضيّة الفلسطينيّة، شارك فيها مجموعة من رجال الدين وأساتذة الجامعات.

ثانياً: في يوم الاثنين 6 ربيع الآخر، عُقدت في فندق الميراث جلسة مشتركة بين مؤسّسة الإمام الخوئي (رحمه الله) في لندن، وجامعة (اي يو ايم)، وجامعة (سيام)، ومؤسسة (رام كراي) التي تحت إشراف الملك التايلندي مباشرة، ووقّع الطرفان ورقةَ عملٍ مشتركة بينهما، وقد حضر هذه الجلسة من الجانب التايلندي:

(1) البروفيسور جوات واشيوات ميتي، رئيس مؤسسة (رام كراي).

(2) البروفيسور آنيك، معاون رئيس المؤسسة.

(3) الدكتور تانتبون، أمين عام المؤسسة.

(4) الدكتور كاسيم، عضو المؤسسة.

(5) الدكتور جاراوي، عضو المؤسسة.

(6) الدكتور مي كي، نائب رئيس جامعة (اي يو ايم)

(7) جينيزان ناتابون، معاون رئيس الشرطة في تايلند.

(8) الدكتور شريف هادي، رئيس مركز الدراسات الإسلاميّة في جامعة (سيام).


الصفحة 3

ومن مؤسسة الإمام الخوئي (رحمه الله):

السيّد محسن الخلخالي، مسؤول المؤسسة في لندن.

وكاتب هذه الأسطر مدير مركز الأبحاث العقائديّة، التابع لمكتب سماحة المرجع الأعلى السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه).

إضافة لمجموعة في المشايخ العاملين في مؤسسة الإمام الخوئي (رحمه الله) في تايلند، وهم: الشيخ عبد الله، والشيخ أنصار، والشيخ عبد الغني، والشيخ يوسف، والشيخ إبراهيم، والشيخ رافقي، والشيخ عبد الملك.

وفي بداية الجلسة تحدّث مدير مركز الأبحاث العقائدية، عن أهميّة وضرورة عقد هذه الجلسات بين الطرفين؛ كي يستمع الآخرون إلى آراء وعقائد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من أفواه أعلامهم ورجال دينهم، لا من الإعلام المزيّف.

ثمّ تحدّث السيد محسن الخلخاليّ عن تاريخ مؤسسة الإمام الخوئي ودورها ونشاطاتها في تايلند.

ثمّ تناول الحديث الجانب التايلندي، وأكدوا على ضرورة التعاون بين الطرفين.

وفي نهاية هذه الجلسة قدّمت الجامعة شهادة دكتوراه فخريّة للسيّد محسن الخلخالي، تثميناً لجهوده المتواصلة في تايلند طيلة عشرين سنة.

وقد استجاب الأساتذة التايلنديين لدعوتنا لتناول العشاء سوية في المطعم العراقي مساء هذا اليوم، وأيضاً دار الحديث بين الحضور على ضرورة استمرار التعاون بين الطرفين.

ثالثاً: يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر، التقينا بمجموعة من الإخوة المستبصرين في بانكوك، واستمعنا إلى بعض أسئلتهم العقائدية، وأجبنا عليها، وإن شاء الله تعالى نعمل على حلّ بعض مشاكلهم بالتعاون مع الخيّرين وأصحاب القرار.

رابعاً: يوم الأربعاء 8 ربيع الآخر، سافرنا إلى مدينة (فتالونك) الواقعة في جنوب تايلند، وزرنا مؤسسة الإمام الخوئي فيها، وكذلك قمنا بجولة في مدرسة الزهراء (عليها السلام)، التي تحتوي على مجموعة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، فهم يدرسون العلوم الإسلاميّة ويتعلّمون اللغة العربيّة وقراءة القرآن، إضافة لدراستهم العلوم الرسميّة المقرّرة من قِبَل وزارة التربيّة التايلندية، ومساء هذا اليوم


الصفحة 4

عدنا إلى بانكوك.

خامساً: يوم الخميس 9 ربيع الآخر بقينا في بانكوك، والتقينا ببعض الاخوة الأعزاء المسؤولين عن بعض الحسينيات والحوزات العلميّة، وتداولنا أوضاع المؤمنين واحتياجاتهم هناك.

والتقينا أيضاً مساءً في المطعم العراقي بسفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الأخ محسن محمديّ، وتكلّمنا عن ضرورة عقد مؤتمر علميّ يسلّط الضوء على شخصيّة الشيخ أحمد القميّ ودوره في نشر الإسلام في تايلند، وقد دعانا الأخ محمديّ لزيارته في السفارة، لكن ضيق الوقت حال دون استجابة دعوته، إذ عدنا إلى إيران بعد ظهر يوم الجمعة 10 ربيع الآخر.

والحمد لله ربّ العالمين

محمّد الحسّون

12 ربيع الآخر ـ 1439 هـ

البريد الالكتروني: Muhammad@aqaed.com

الصفحة على الانترنيت: www.alhasun.com