صحيفة أُفق حوزة (ذي العقدة 1430)

افق الحوزة

 

نشرت صحيفة «اُفق حوزة» الصادرة عن مديرية الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، في عددها 244 الصادر 29 مهر من هذه السنة 1388 هـ ش الموافق لليوم الثاني من شهر ذي القعدة 1430 هـ، نشرت زيارة رئيس علماء أندينوسيا إلى مركز الأبحاث العقائدية ولقائه بأعضاء هذا المركز، وكذلك نشرت مقتطفات من حديثه في تلك الزيارة، حيث جاء فيها:
رئيس هيئة العلماء في أندونيسيا: اعترف علماء مصر
بصحة التعبّد وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام
«في الرحلة التي قمت بها إلى جامعة الأزهر لتلقّي العلوم الدينية توصّلت إلى أنَّ التعبّد وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام صحيح، وشاهدت أنَّ بعض علماء مصر أيضاً قد اعترفوا بصحة مكتب ومذهب أهل البيت عليهم السلام».
حسب التقارير الواردة عن «مركز خبر الحوزة » بيّن السيّد عمر شهاب رئيس هيئة العلماء في أندونيسيا في تفقّده لـ «مركز الأبحاث العقائدية » التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، بيَّن هذا الأمر، وأكدّ على ضرورة تقوية الوحدة بين المسلمين واستحكامها قائلاً:
نعتقد أنَّ الوحدة بين المسلمين يجب أن تكون عامة وشاملة، نحن نختلف مذهبيّاً، وهذا أمر طبيعي، ولكن يجب أن لا يجرنا هذا الاختلاف إلى التفتّت والانقسام عن بعضنا البعض، بل ينبغي أن نجتمع تحت خيمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
كما قال مفتي أندونيسيا الأعظم: نعلم أنَّ هذه الاختلافات بين المسلمين والمنافقين كانت موجودة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستمرّت حتى زماننا هذا، ولكن الأمّة الإسلاميّة ومادامت متمسّكة بسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تدع أي فرصة لاستفادة الأعداء والمنافقين من هذه الاختلافات، ما يكون سبباً للتشتت بين المسلمين وانقسامهم.
وأضاف السيّد شهاب: إنّّ الله سبحانه وتعالى خلق الأمم ذات طبائع مختلفة، ليتعرّفوا على بعضهم البعض، ولذا يُتراءا من الضروري أن توثَّق الروابط بين إيران وأندونيسيا ويتبادلون العلوم والثقافات والتقنيات فيما بينهم.
كما أشار هذا العالِم الإسلامي إلى زيارته للمراكز العلميّة والثقافية في إيران وخاصة في مدينة قم المقدّسة، وقال: عند التقائي بعلماء الشيعة الكبار شاهدت منهم التواضع وابتعادهم عن الكبر، علماء الشيعة وكبارهم يستندون في بيان معتقداتهم إلى الأدلّة والبراهين، وإتيانهم بهذه الأدلّة والبراهين يدلّ على أنّ هذا المذهب على الحقّ.
وأضاف رئيس هيئة العلماء في أندونيسيا: ليست هناك اختلافات معمّقة بين مذهب أهل البيت ومذهب السنّة، إنَّ الذي شاهدته في المذهب السنّي هو الاعتقاد بالله تعالى، القرآن، الرسول الأكرم والسنّة النبويّة، كما أنّهم يعتقدون بالقضاء والقدر و...، وهذه المعتقدات موجودة عند الشيعة أيضاً.
وقال المفتي الأعظم في أندونيسيا: كان المنافقون موجودين في جامعة المسلمين في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإيجاد الفرقة فيما بينهم، كما أنّهم وفي يومنا هذا قومون بتكفير الشيعة.
نرجوا من الله أن يهديهم لأن الفرقة مخرِّبة والوحدة الإسلامية بناءّة.
رئيس هئية علماء أندونيسيا وضمن الإشارة إلى بعض النشاطات التي يقوم بها المنافقون والوهابيون في أندونيسيا قال: يقول المنافقون في أندونيسيا: إنَّ مذهب الشيعة الإماميّة مذهب مجوسي، وأتباع هذا المذهب يقومون بعبادة الأحجار والأخشاب، ويطلبون حوائجهم من هذه الأحجار والأضرحة الفلزية للقبور.
هذا والحال أنَّ الشيعة يقومون بتبيين مسألة التوسّل بوضوح، وذلك استناداً إلى الأدلّة العقلية والنقلية.
وأضاف قائلاً: المنافقون والوهابية يقولون بأنَّ الشيعة يعتقدون بقرآن آخر أكبر من هذا القرآن الذي بأيدينا، لا توجد فيه المعوذتان، وهذه إشارة إلى بعض المشكلات التي قاموا بإيجادها ضدّ الشيعة في أندونيسيا.
أضاف عمر شهاب: هذا والحال أنَّ علماء الشيعة يسعون دائماً إلى التقريب وإيجاد الوحدة بين المذاهب الإسلامية.
يجب أن ننقل هذه المعلومة إلى الجوامع العلمية وكبار أندونيسيا، وفي حال انتقالها ستكون سبباً في تقوية واتّساع الروابط بين هؤلاء وبين علماء المذهب الشيعي.
وأنهى المفتي الأعظم لأندونيسيا كلامه قائلاً: إنَّ البعض وإن كانوا مسلمين في الظاهر، لكنّهم يحملون أفكاراً يهودية، إنّهم يسعون دائماً إلى إقصاء إيران عن المجتمع الدولي وإشعال فتيل الفتنة والاختلاف بين المسلمين الشيعة.
وفي هذا اللقاء عبّر مدير مركز الأبحاث العقائدية حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الحسّون عن سروره بزيارة المفتي الأعظم في أندونيسيا إلى مدينة قم المقدسة، وأضاف: المباني التي أُسّس المركز وفقها هي الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام بالاستناد إلى الأدلّة والبراهين العقلية والنقلية، وهذا ما يؤكّد عليه القرآن الكريم.
وأضاف سماحته: نشاهد تطوراً بنّاءً في مجال تبيين الأفكار الحقّة لأهل البيت عليهم السلام بين الأُمّة الإسلامية وحتى بقيّة الأُمم، وهذه النشاطات كانت سبباً في تسليط الضوء علينا من قبل الموافقين والمخالفين، ولقد قمنا بنشاطات ثمينة في مجال تقوية الوحدة الإسلامية.
وقال الشيخ محمّد الحسّون في نهاية اللقاء: لم تسبّب نشاطات هذا المركز أي نوع من العداوة والبغضاء عند الجوامع العلمية لأهل السنّة ولقد قمنا بطبع العديد من الكتب الاعتقادية ونشرها في سائر أنحاء العالم.