الصفحة 41
الهي وأسألُكَ باسمك الذي دَعاكَ بِهِ آصِفُ بن بَرْخِيا على عرش مَلِكَةِ سَبَأ وكان أقَلّ من لَحظِ الطَرْفِ حتى كان مُصَوّراً بين يَدَيه فَلما رَأتْه قِيلَ أهكذا عَرْشُكِ قالَتْ كأنّه هو فاسْتَجَبٌَت دُعاءَهُ وَكُنْتَ منه قَريباً، يا قريب إنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وإنْ تُكَفّر عني سيّآتي وتقبّل مني حسناتي وتَقبل منّي توبَتي وتَتُوب عَلَيّ وتُغني فَقري وتَجْبُر كسْري وتُحيي فؤادي بِذِكْرِكَ وتُحييني في عافية وتميتَني في عافية.

الهي واسألُكَ بالاسم الذي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيّك زكريّا عليه السّلام حين سألك داعياً راجياً لِفَضْلِك مقامَ في المحراب يُنادي نِداءً خَفيّاً فَقال ربّ هبْ لي مِن لَدُنك وَليّاً يَرِثُني وَيَرِثُ من آل يعقوبَ واجْعَلهُ ربِّ رَضيّاً فوَهَبْتَ له يحيى واستجبت لهُ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد أنْ تُبْقي لي أولادي وأنْ تُمَتِّعني بهم وتجعلني وايّاهم مؤمنين لكَ راغبين في ثوابِكَ خائِفينَ مِنْ عِقابِكَ راجين لِما عِنْدكَ آيسينَ مما عند غيرك حتى تُحْيينا حياةً طيبةً وتُميتَنا ميتَةً طيّبةً إنك على كل شَيء قدير فَعّالٌ لما تريد.

الهي وأسألُكَ بالاسم الذي سَألَتْكَ به امراةُ فرعونَ إذْ قالتْ ربّ اِبن لي عنْدكَ بَيتاً في الجنة وَنَجّني مِنَ فرعون وعمله ونجني من القَوم الظالمين فاسْتَجَبْتَ دُعاءَها وَكنْتَ مِنها قريباً، يا قريب أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تُقِرّ عيني بالنظر إلى جَنّتِك واَوليائك وتُفرّجَني بمحمد وآله وتُؤْنِسَني به وبآله وبمُصاحَبَتِهم ومرافَقَتِهم وتُمكنّ لي فيها وتنجيني من النار وما اعدّ لأهلها من السلاسل والأغْلال والشّدائد والأنْكال وأنواع العَذابِ بِعِفْوِكَ يا كريم.

إلهي وأسألُكَ باسْمِك الذي دعتك به عَبْدَتُكَ وَصديقَتُك مَريم البَتول

الصفحة 42
اَم المَسيح الرَسول عليهما السّلام إذْ قُلتَ وَمَريَم ابنةَ عِمران التي اَحْصَنَت فَرجها فَنَفَخْنا فيه مِنْ روحِنا وَصَدّقت بِكلماتِ رَبّها وَكتبه وَكانَتْ مِن القانِتين فاستَجَبْتَ دعاءَها وكُنْتَ منها قريباً، يا قريب أن تصليَ عَلى محمّد وآل محمّد وان تُحْصِّنَنَي بِحِصْنِكَ الحَصين وَتَحجُبني بِحجابِكَ المَنيع وتُحْرِزَني بِحرزك الوثيق وَتَكفيني بِكفايتك الكافية من شر كل طاغ وظُلْمِ كُلِ باغ وَمَكْرِ كل ماكِر وَغَدْر كل غادِر وسِحر كل ساحِر وجورِ كُلّ سلطان جائر بمنعِكَ يا مَنيعُ.

إلهي وأسألك بالاسم الذي دَعاكَ به عَبْدُك ونَبِيّكَ وَصَفيّكَ وَخِيَرَتُكَ من خَلْقِكَ واَمينُكَ على وحيكَ وَرَسولُكَ إلى خلقِك وبَعيثُك إلى بَريّتكَ محمّدٌ خاصّتُكَ وخالِصَتُك صلى الله عليه وآله فاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وأيّدْتَهُ بِجنُود لمْ يَرَوْها وَجَعَلْتَ كَلِمَتِكَ العُليا وكَلِمَةَ الذين كَفَروا السّفلى وكُنْتَ مِنهُ قريباً، يا قريب أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد صلاة زاكيةَ طيبةَ ناميةً باقيةً مباركةً كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم وبارك عليهم كما باركْتَ عليه وسلّم عَلَيْهم كما سملت عليه وزِدْهم فَوقَ ذَلِكَ كُله زيادةً من عِنْدِكَ واخلطني بهم واجعلني منهم واحشُرني مَعَهُم وفي زُمْرَتِهِم حتى تُسْقِيَني منْ حَوضِهِم وتدخلني في جُمْلَتِهِم وَتَجْمَعَني واياهم وتُقرّ عيني بِهِم وتعطيني سُؤلي وتُبلغَني امالي في ديني ودنياى واخرتي وَمَحْياي وَمَمَاتي وَتُبلّغَهم سلامي وَتَرُّد عليّ منهم السّلام وعليهم السّلام ورحمة الله وبركاته.

الهي أنْتَ الذي تُنادى في انصاف كلّ ليلة هَلْ مِنْ سايل فأُعطيه أمْ هَلْ من داع فاُجيبَهُ أمْ هَلْ من مُستَغْفِر فَاَغْفِرَ لَهُ أمْ هلْ من راج فابلغّه رجاءَه اَمْ هَلْ من مُؤمّل فأبْلغه أمَلَهُ ها أنا سائِلُكَ بِفَنائِكَ وَمسكينُكَ بِبَابك وضعيفُكَ بِبابِكَ وَفَقيرُكَ بِبابِكَ وَمؤمّلك بِفنائِكَ أسألُكَ نائِلِكَ وأرجو

الصفحة 43
رَحْمَتَكَ واؤمّل عَفْوَكَ وألتَمِسُ غُفرانَكَ فَصَلّ على محمّد وآل محمّد وأعطني سُؤلي وَبَلّغني أملي وأجبر فَقري وارْحَمْ عِصياني واعْفُ عَنّي ذُنوبي وفُكّ رَقَبَتي من مَظالِمَ لعبادك قد رَكبَتْني وقوِّ ضَعْفي وأعزّ مَسكَنَتي وَثَبّتْ وَطاءَتي واغْفِر جُرمي واَنْعِمْ بالي واَكْثِر من الحلال مالي وخِرْ لي في جَميع اُموري واَفْعالي ورَضّني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياءِ مِنهُم والأموات انّكَ مُجيب الدّعوات وألهمني منْ بِرّهما ما اَسْتَحِقُّ به ثوابك والجنة وتَقَبَل حَسَناتهما واغْفِر سَيّأتِهِما واجْزِهما بأحْسَن ما فَعَلا بي ثَوابَكَ والجّنّة إلهي وَقَد عَلِمْتُ يَقيناً أنّك لا تأمر بالظلم ولا تَرضاهُ ولا تَميلُ إليه ولا تَهواهُ ولا تُحبه ولا تَغشاه وَتعلم ما فيه هؤلاءِ القَومِ من ظلم عِبادِكَ وبَغيهِمْ علينا وَتعدّيهم بِغَير حَق و لا مَعروف بَلْ ظلماً وعدواناً وزوراً وبُهتاناً فان كنت قد جعلت لهم مدّة لابد من بلوغها أو كَتبْتَ لَهم آجالاً ينالونها فَقَد قُلتَ وَقَولُكَ الحقُّ ووعدُك الصدقُ يَمحو الله ما يَشاءُ ويُثْبِتْ وعندَهُ اُمّ الكتاب فَاَنا أسألُكَ بِكُل ما سألَكَ بِهِ أنبياءُكَ وَرُسُلُكَ المُرسلون وأسألك بما سألك بِهِ عبادك الصالحون وملائِكَتُكَ المقربون أنْ تَمحو من اُمّ الكِتابِ ذلِكَ وتثبت لَهُم الاضْمِحْلال والمَحْقَ حتى تُقرب آجالهم وتقضي مدّتهم وتَذهب أيّامَهُم وتَبْتُر اعمارَهم وتُهلِكَ فُجّارَهُم وتسلط بعضهم على بعض حتى لا تَبقيَ مِنهُم أحداً ولا تُنجي مِنهم اَحداً وتُفَرّق جُموعَهُم وَتَكِلَّ سلاحَهُم وتُبَدّدَ شَملَهُم وتَقْطَعَ آجالَهم وَتُقْصِر أعمارَهُم وَتُزَلزِلَ اَقدامَهُم وَتُطْهِرَ بِلادَكَ مِنْهُمْ وتُظهِرَ عِبادَكَ عليهِمْ فَقَدْ غَيّروا سُنّتَكَ وَنَقَضُوا عَهدَكَ وَهَتَكُوا حَريمَكَ واَتوا بَما نَهَيْتُمْ عْنه وعَتَوا عُتُوّاً كَبيراً وضَلّوا ضَلالاً بَعيداً فَصلّ على محمّد وآل محمّد وأذَنْ لِجَمْعِهِم بالشّتاتِ ولِحَيّهم بالمَمَاتِ ولأزواجِهِم بالنّهِباتِ وَخَلّصْ عبادكَ من ظُلمِهِم واقْبِضْ أيديهم عن هَضمِهِم وَطَهّر اَرْضَكَ مِنْهُم

الصفحة 44
وأذَن بِحصد نباتهم واستيصال شأفتهم وشتات شملهم وهدمِ بُنيانِهم ياذا الجِلال والإكرام، وأسألك يالهي وإلهَ كل شيء وربي ورَبَّ كل شيء وأدعوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عبداك ورسولاك ونَبيّاك وصفيّاك موسى وهارون عليهما السّلام حينَ قالا داعيَيْنِ لَكَ راجِيَيْنِ لِفَضلِكَ رَبّنا إنّك أتَيْتَ فِرعون وَملاءَهُ زينةً وأموالاً في الحياةِ الدُنيا ربّنا ليضلوّا عن سَبيلِكَ رَبّنا اطمس على أموالِهم وأشدُدْ على قُلوبِهم فلا يؤمنوا حتى يَروا العذاب الأليم فَمَنَنْت وأنعمت عليهما بالاجابة لَهما إلى ان قَرَعت سَمعهما بأمرك فَقُلتَ اللّهمّ رَبّ قد اُجيبتْ دَعوَتكُما فاسْتَقيما ولا تّتبعان سَبيلَ الذين لا يعلمون أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تَطمِسَ على أموال هؤلاء الظَلَمَةِ وأنْ تُشَدّدَ على قلوبِهِم وأنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بَرّك وأنْ تُغرِقَهُم في بَحْرِكَ فإنّ السّمواتِ والأرض وَما فيهِما لَكَ وأرِ الخَلْقَ قُدْرَتَكَ فيهم وَبَطْشَتَك عَليهِم فافْعَل ذَلِكَ بهم وَعَجّل ذَلِكَ لَهُم يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ويا خيرَ من دُعِيَ وَخَيْرَ مَنْ تَذَلّلَتْ لَهُ الوُجُوهُ وَرُفِعَتْ إليه الأيدي ودُعِيَ بالألسُن وشَخَصَتْ إليه الأبصار واَمَّتْ إليه القُلوب ونُقِلَتْ إليه الأقدام وتُحُوكِمَ إليه في الأعمال إلهي فأنا عبدك وأسألك من أسمائك بأبهاها وكل اسمائك بهيٌ بل أسألك باسمائِك كلها أنْ تُصلي على محمّد وآل محمّد وان تنكسهم على اُمّ رؤسهم في زمتهم وترديهم في مهوي حَفيرَتِهم وأرْمِهِم بِحِجِرهم وذَكّهِمْ بمشَاقِصِهم وأكبُبْهُم على مناخِرِهِم واخْنُقْهم بِوَترهم وارْدُد كَيدَهم في نحورهم وأوبِقْهم بندامَتِهم حتى يستخذلوا او يتضالوا بعد نَخْوَتِهِمْ ويخنعوا بعد استطالتهم اَذِلاّء مأسورين في رِبْقِ حبائِلِهم التي كانوا يؤمّلون أنْ يَرونا فيها وترينا قُدْرَتَكَ فيهم وَسُلطانَكَ عليهم وتَأخُذَهُم يا رَبِّ أخْذَ القُرى وهي ظالِمَة إنَّ أخْذَكَ الأليم الشَديدٌ، وتأخُذَهُم يا رَبِّ أخْذَ عزيز مُقْتَدِر فَإنّكَ عَزيزٌ قَديرٌ شَديدُ العِقاب شَديدُ المِحال اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وَعَجّل ايرادَهُمْ عَذابِكَ

الصفحة 45
الذي أعْددتَه للظالمين من أمثالِهم والطاغين من نظرائهم وارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُم واحْلُلْ عَليهِم غَضَبَكَ الذي لا يَقوم لَهُ شيء وأمُر في تَعجيلِ ذلك عَليهم بأمرِكَ الذي لا يُرد ولا يؤخر فانك شاهدُ كُل نجوى وعالم كُلّ فحوى ولا تخفى عَليكَ منْ اَعمالِهم خافيةٌ ولا تذهب عنكَ من أفعالِهُم خايبة وأنْتَ علاّم الغيوب عالم بما في الضمائر والقلوب فأسألُكَ اللّهمّ واُناديكَ بما ناداكَ به سيدي نوح عليه السّلام إذْ قُلتَ تَبارَكْتَ وَتعالَيْتَ وَلَقَد نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ المُجيبون أجَل اللّهُمّ أنْتَ نِعْمَ المُجيب وَنِعْمَ المَدعو وَنِعْمَ المَسْئُول وَنِعْمَ المُعطي اَنْتَ الذي لا تُخيّب سائِلُكْ ولا تَرُدّ راجيَكَ ولا تَطْرُدُ المُلِحّ عن بابِكَ ولا تُردّ دعا سايلك ولا تَمِل مِنْ دعاء من أمَلَكَ ولا تَبترَّم بكثرة حوايجهم إليك ولا بقضاءِها لَهم عَليكَ فإنَّ قضاء حوايج جميع خلقِكَ إليك في اَسْرَعِ مِنْ لَحْظِ الطّرف واخفُّ عليك وأهون عندكَ من جناح بَعوضَة وحاجتي إليك ياسيّدي ومولاي ومعتمدي ورجائي ان تصليّ على محمّد وآل محمّد وان تغفر لي ذنبي فقد جئتك ثقيلَ الظهر بِعظيمَ ما بارَزْتُكَ بِهِ من سيّآتي ركبني من مظالم عبادك ما لا يَكفيني ولا يخلصني منها غيرُكَ ولا يَقْدُر عليه ولا يملكه سواكَ فامح ياسيدي كثرة سيّآتي بتَيْسير عبراتي بل بقساوةِ قلبي وجمودِ عيني لا بَلْ بِرحمتك التي وسعت كل شي وأنا شيء فَلْتَسعني رَحْمَتُك يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين ولا تمتحني في هذه الدنيا بشيء من المِحَن ولا تسلط علي من لا يرحمني ولا تهلكني بذنوبي وعَجّل خلاصي منْ كلّ مكروه وادفَعْ عَنّي كل ظالِم ولا تهتِكْ سْتري ولا تفضحني يوم جَمْعِكَ الخَلائِقَ للحِسابِ يا جزيلَ العَطاءِ والثَواب اَسْئَلُكَ أنْ تُصلّي على محمّد وآل محمّد وأنْ تحييني حياة السّعداء وتُميتَني مِيتَةَ الشّهداءِ وتَقْبَلني قبولَ الاَودّاءِ وتحفَظني في هذه الدنيا الدَنَيَةِ مِنْ شرّ سلاطينها وفجّارِها وشِرارِها ومُحبّيها والعاملين لَها وفيها وَقِنِي شَرَّ

الصفحة 46
طُغاتِها وَحسّادِها وباغي الشّرك فيها حتى تكفيني مَكْرَ المَكَرَةِ وتَفْقَا عَنّي أعين الكَفَرَةِ وتُفْحِمَ عني ألْسُنَ الفَجَرَةِ وتَقْبِضَ على أيدي الظلمة وتُوهِنَ عني كيدهم وتُميتَهم بِغيظِهم وتَشْغَلَهُم باَسماعِهِم واَبصارِهم وأفئدتهم وتجعلني من ذلك كُله في أمْنِكَ وأمانِكَ وحجتك وسلطانك وَكَنَفِكَ وحجابِكَ وعياذِكَ وجِوارِكَ ومنْ جار السَوء وجَليسَ السَوء إنّك َعلى كل شي قدير إنّ وليّيَ الله الذي نَزّلَ الكتاب وهو يتولى الصالحين اللّهمّ بِكَ اَعوذُ وَبَكَ اَلوذُ وَلَكَ أعبد وايّاكَ أرجو وَبِكَ اَسْتَعين وَبِكَ اَسْتَكفي وبك استغيث وبك اسْتَقْدِرُ وَمِنْكَ اَسأل فَصلّ على محمّد وآل محمّد ولا تَردني إلاّ بِذَنْب مَغفور وَسَعي مَشكور وَتِجارَة لَنْ تَبورَ وأنْ تَفْعَل بي ما أنْتَ اَهلُهُ ولا تَفْعَل بي ما أنا اَهْلُهُ فإنّكَ اَهلَ التقوى واَهلَ المَغْفِرَةِ واَهلَ الفَضْلِ والرّحمَةِ إلهي وَقَدْ اَطَلتُ دُعائي وَاكثَرْتُ خِطابي وَضيقُ صَدري حَدَاني على ذَلِكَ وَحَمَلَني عَليهِ عِلماً مَنّي بأنّه يَجزيكَ مِنهُ قدر المَلح في العَجين بل يَكفيكَ عزْمُ ارادة وأنْ يَقول العَبْدُ بِنيّة صادِقَة وَلِسان صادق يا رَبِّ فَتكون عند ظَن عَبْدِكَ بَكَ وَقدْ ناجاكَ بِعَزم الإرادة قَلبي فأسألُكَ أنْ تصلي على محمّد وآل محمّد وأنْ تُعْرِنَ دعائي بالإجابَةِ منك وتُبَلِغني ما أمّلْتُهُ فيك مِنّةَ مِنْكَ وَطولاً و قوةً وحولاً ولا تَقُمني مِنْ مَقامي هذا إلاّ بِقضاءِ جميع ماسأَلتُكَ فإنّه عليكَ يَسير وخطرُهُ عندي جليلٌ كبيرٌ وأنْتَ عليه قدير يا سَميعُ يا بَصير الهي وهذا مَقام العايذ بِكَ من النّار والهارِب منكَ إليك والتائِب من ذنوب تَهجّمْته وعيون فَضَحتهُ فَصَل على وآل محمّد وانْظُرْ إليّ نَظْرَةً رحيمَةً أفوز بها إلى جنتك واْعطفْ عليّ عَطْفَةً اَنْجو بها مِنْ عقابِكَ فان الجَنّة والنّار لَكَ وَبِيَدِكَ وَمفاتيحهما وَمغاليقهما إليكَ وأنتَ على ذَلِكِ قادر وهو عَليكَ هيّن يَسير فافْعَل بي ما سألتُكَ يا قدير ولا حَوْلَ ولا قُوَةَ إلاّ بالله العَليّ العَظيم وحَسْبُنا الله ونِعْمَ الوَكيل والحَمْدُ لله رَبِّ العالمين وصلى الله على سيّد المرسلين محمّد النبي وآله الطاهرين.


الصفحة 47

[19: دعاء كميل]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال كميل بن زياد: كنت جالساً مع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة، ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم: ما معنى قول الله عزّ وجلّ {فيها يفرق كلّ أمر حكيم}(1).

فقال عليه السلام: "هي ليلة النصف من شعبان، والذي نفس علي بيده انّه ما من عبد إلاّ وجميع ما يجري عليه من خير وشرّ مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة، وما من عبد يحيها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلاّ اُجيب ".

فلّما انصرف طرقته ليلاً فقال عليه السّلام: "ما جاء بك يا كميل؟ ".

قلت: يا أمير المؤمنين دعاء الخضر عليه السّلام.

قال: "اجلس يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة، أو في الشهر مرّة، أو في السنة مرّة، أو في عمرك مرّة يكفي وينصر ويرزق ولم يعدم المغفرة يا كميل وجب لك طول الصحبة لنا أن

____________

1- الدخان: 4.


الصفحة 48
نجود لك بما سألت "، ثم قال اكتب:

اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، وَبِعزَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء، وَبِقوَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلاََتْ كُلَّ شَيء، وَبِوَجْهِكَ الدَّايم الْباقي بَعْدَ فناء كُلِّ شَيء، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلاََتْ اَرْكانَ كُلِّ شَيء، وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي اَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اَوَّلَ الاَْوَّلِينَ يا آخِرَ الاْخِرينَ، اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، واغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، واغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ، واغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، واغْفِرْ لي الذنوب التي تقطع الرجاء، اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَاَسْتَشْفِعُ بِكَ اِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ اَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ، وَتُوزِعَني شُكْرَكَ، وَتُلْهِمَني ذِكْرَكَ، اَللّهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع متضرع اَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً وَفي كل حال لك مُتَواضِعاً، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَاَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الضَّرورةِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اَللّـهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ وَخَفِي مَكْرُكَ وَظَهَرَ اَمْرُكَ وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ وَلمْ يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ خدمتِكَ، الهي لا اَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَلا لِقَبايِحي ساتراً، وَلا لِشَيء مِنْ فعلِي الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً إلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي وَسَكَنْتُ اِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي وَمَنِّكَ عَلَيَّ، الهي ومَوْلاي كَمْ مِنْ قَبيح سَتَرْتَهُ وَكَمْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ وَكَمْ مِنْ عِثار وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوه دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناء جَميل لَسْتُ له اَهْلاً نَشَرْتَهُ، الهي عَظُمَ بَلائي وَاَفْرَطَ سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ بي اَعْمالي وَقَعَدَتْ بي اَغْلالى، وَحَبَسَني عَنْ

الصفحة 49
نَفْعي بُعْدُ آمالي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِخِيانَتِها وَمَضالها يا سَيِّدي لا تَحْجُبَ عَنْكَ صوتي بسُوءُ اَفعالي، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّى، وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإساءَتي وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالاتي وَكَثْرَةِ شَهوتي وَغَفلاتي، وَكُنِ لي فِي الاَْحْوالِ كُلِّها رَؤوفاً وفي كل الاُْمُورِ عَطُوفاً يا اِلـهي وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي وَالنَّظَرَ في اَمْري، اِلهي وَمَوْلاي اَجْرَيْتَ عَلَي حُكْماً اِتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي وَلَمْ اَحْتَرِسْ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي، فَغَرَّني بِما اَهْوى وَاَسْعَدَهُ عَلي الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَي مِنْ ذلِكَ بعض حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِكَ، وَقَدْ اَتَيْتُ يا اِلـهي من بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي اليك مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً ومُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة رَحْمَتِكَ، وَلَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدي وَاِلـهي وَمَوْلايَ اَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ كادِحَةً، وَعَلى قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ اِلى اَوْطانِ تَتَعَبّد لك طايعَةً وَاَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما كَذَا الظَّنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليل بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها وَما يَجْري مِنَ الْمَكارِهِ فيها عَلى اَهْلِها، عَلى اَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الاْخِرَةِ وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ بَقاؤُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ لاَِنَّهُ لا يَكُونُ إلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَاْنتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمـاواتُ وَالاَْرْضُ يا سَيِّدِي كَيْفَ

الصفحة 50
وَاَنَا عَبْدُكَ الضَّعيـفُ الـذَّليـلُ الْحَقيـرُ الْمِسْكيـنُ، فيا اِلهي وَسَيِّدِي وربي لاَِيِّ الاُْمُورِ اَشْكُو لِما مِنْها اليك اَضِجُّ وَاَبْكي لاَِليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، اَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني في العُقُوباتِ مَعَ اَعْدائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ اَهْلِ بَلائِكَ وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ اَحِبّائِكَ وَاَوْليائِكَ، فَهَبْني يا اِلـهي وَرَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْني صَابَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ اِلى كَرامَتِكَ اَمْ كَيْفَ اَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائي عَفْوُكَ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لاَِضِجَّنَّ اِلَيْكَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الاْمِلينَ وَلاََصْرُخَنَّ اِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَوحشينَ، وَلاََبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلاَُنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، ويا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، ويا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، وَيا اِلهَ الْعالَمينَ، اَفَتُراكَ يا اِلهي سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ اِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، الهي كَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ورحمتك، اَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَاَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَه اَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، اَمْ كَيْفَ يَتَغَلْغَلُ بَيْنَ اَطْباقِها وَاَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، اَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ، اَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَاِحْسانِكَ، فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً وَما كانَ لاَِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ

الصفحة 51
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْجاحدينَ وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالاًِنْعامِ مُتَكَرِّماً اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ، اِلهى وَسَيِّدي فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَاحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيح سْتَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَوْ اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ، وَبِتفَضلِكَ سَتَرْتَهُ، وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ خَيْر تَنْزِلُهُ اَوْ اِحْسان تُفَضّلُهُ وبِرٍّ تَنْشُرُهُ ورِزْق تَبْسُطُهُ و ذَنْب تَغْفِرُهُ وخَطَاء تَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا اِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقّي، ويا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى ويا عَالماً بِضُرّى وَمَسْكَنَتي، يا خَبيراً بِفَقْري وَفاقَتى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِمجدكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْمائِكَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بفضلك وذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَاَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتّى يَكُونَ اَوْرادى كُلها وِرْداً واحِداً وَحالى من خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ اَحْوالي يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَدوامَ الاِْتِّصالِ في مرافقَتكِ، حَتّى اَسْرَحَ اِلَيْكَ في مَيادينِ السّابِقينَ وَاُسْرِعَ اِلَيْكَ فِي المُبادرِينَ وَاَشْتاقَ اِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ وَاَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الُْمخْلِصينَ، وَاَخافَكَ مَخافَ المُتقِينَ، وَاَجْمعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ، اَللّهُمَّ مَنْ اَرادَني بِسُوء فَاَرِدْهُ وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاجْعَلْني مِنْ اَحْسَنِ نَصيب عِنْدَكَ، وَاَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَاَخَصَّهُمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَاِنَّهُ لا